أصدر القضاء التونسي، اليوم الأربعاء، قراراً بالإفراج عن المرشح السابق للانتخابات الرئاسية ورئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي الذي يقبع في السجن منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي بتهمتَي تبيض الأموال والتهرب الضريبي.
وقال الناطق الرسمي باسم القطب القضائي والمالي محسن الدالي، لـ "العربي الجديد"، إنّ "قاضي التحقيق قرر الإفراج عن نبيل القروي بضمان مالي" لم يكشف عن قيمته، مع مواصلة التحقيقات في القضايا المتعلقة به. فيما أكدت وكالة رويترز أن الكفالة قدرها عشرة ملايين دينار تونسي (3.7 ملايين دولار).
وأكد الدالي أنّ قرار مغادرة القروي للسجن، "متوقف على تأمين مبلغ الضمان المالي الذي حدده القرار بناء على ملف القضية".
وفي 24 ديسمبر /كانون الأول الماضي، أودع القروي في السجن في قضية تبييض أموال ينظر فيها القضاء التونسي منذ سنة ونصف، بعد أن رفعت منظمة "أنا يقظ" دعوى ضده وأحالت مستندات القضية إلى القطب القضائي والمالي.
قرر الإفراج بضمان مالي لم يكشف عن قيمته، مع مواصلة التحقيقات في القضايا المتعلقة به
وكشفت منظمة "أنا يقظ" عن تجاوزات القروي المترشح السابق للرئاسة وشقيقه غازي القروي عضو البرلمان الحالي، عقب نشر بنك الإسكان (بنك حكومي) تقريراً يضم قائمة بالمؤسسات التي تجاوزت مديونيتها للبنك مليون دينار إلى غاية العام 2010.
ومن بين هذه المؤسسات شركة "نسمة برودكست" المملوكة لنبيل القروي، والتي استفادت من تحويلات مريبة تجاوزت مليوني دينار أي نحو 730 مليون دولار مما أثار شكوك أعضاء "أنا يقظ".
وقال منسق المشاريع في المنظمة موفق الزواري، في تصريحات إعلامية حينها، إنّ تقرير بنك الإسكان وما ضمه من شبهات حول التصرفات المالية المشبوهة للقروي كان اللبنة الأولى التي ارتكزت عليها المنظمة لإعداد ملف احتوى على 700 وثيقة رسمية كانت أدلة دفعت نحو إصدار بيان مفصل، ومن ثم التوجه إلى القضاء في سبتمبر/ أيلول 2016.
وفي أغسطس / آب 2019 قبيل الحملة الانتخابية الرئاسية، أوقف القضاء التونسي رئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي، بموجب مذكرة جلب صادرة بحقه، بعد شهر ونصف الشهر من توجيه التهمة إليه وإلى شقيقه بتبييض أموال، قبل أن يعيد إيقافه للمرة الثانية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بعد أن توفرت للقضاء معطيات جديدة.
وكان القروي قد ترشح للانتخابات الرئاسية في سبتمبر/ أيلول 2019 وتمكن من المرور إلى الدور الثاني حيث واجه قيس سعيد الذي فاز بالجولة الثانية من رئاسيات تونس في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 بعدما هزم منافسه القروي بنسبة 57% من الأصوات.