أعلن زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي، الجمعة، أنّه لا بدّ أن "تتوقّف" المفاوضات مع البيت الأبيض بشأن رفع سقف الدين الأميركي.
وأضاف في تصريحات للصحافيين: "نعم، يجب أن نتوقف". وجاء ذلك بعدما أكد البيت الأبيض وجود "اختلافات فعلية" بين الطرفين بشأن كيفية حلّ الأزمة، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وفي وقت سابق، قال مراسل لموقع "بانش باول" الإخباري، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن محادثات رفع سقف الدين الأميركي بين البيت الأبيض والأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب توقفت مؤقتاً.
وبعد يوم واحد من تلقي الأسواق دفعة إيجابية، بعد تسرب الأمل باقتراب التوصل لاتفاق يسمح برفع سقف الدين الأميركي، ويجنب الاقتصاد الأكبر في العالم الدخول في ورطة قد تتسبب في تخلفه عن سداد ديونه، توقفت المفاوضات عالية المستوى التي كانت تجري في مبنى الكابيتول هيل (مقر الكونغرس الأميركي) يوم الجمعة، بعد انسحاب المفاوضين الجمهوريين من القاعة واتهامهم البيت الأبيض بتعطيل المحادثات.
وقال النائب غاريت جريفز للصحافيين: "إلى أن يكون الناس على استعداد لإجراء محادثات معقولة حول كيفية المضي قدماً والقيام بالشيء الصحيح، فلن نجلس هنا ونتحدث مع أنفسنا". وأضاف: "قررنا الضغط على (زر الإيقاف المؤقت)، لأن المفاوضات ليست مثمرة". وشدد على أنه لا يعرف إذا ما كانت المحادثات ستستأنف خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتراجعت أسواق الأسهم الأميركية بعد الأخبار التي جاءت في نهاية أسبوع إيجابي من المحادثات، أظهرت اقتراب التوصل لصفقة ترضي الطرفين، ليجري محو مكاسب النصف الأول من تعاملات اليوم كاملة، وتسجل المؤشرات الرئيسية خسائر تدور حول ثلث نقطة مئوية.
ولم تصدر عن أي من المشرعين تصريحات تفيد بتغيير خططهم للأيام القادمة، وتحديداً ما يخص الاستعداد للعودة لاستكمال المفاوضات، لكن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر نصح المشرعين بالاستعداد للعودة إلى الكابيتول، مع إشعار قد لا تتجاوز مدته 24 ساعة.
وراقب مستثمرو وول ستريت، وأغلب أسواق العالم، واشنطن عن كثب هذا الأسبوع، انتظاراً لأي إشارات على إحراز تقدم في المواجهة التي استمرت لأشهر بشأن سقف الدين، وهو ما حدث مساء الأربعاء، ثم صباح الخميس، قبل أن يتحول إلى سراب يوم الجمعة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حددت وزيرة الخزانة جانيت يلين الأول من يونيو/حزيران، باعتباره أقرب تاريخ يمكن أن تنفد فيه أموال الولايات المتحدة، ومن ثم تتوقف قدرة الخزانة على سداد أي ديون، أو التزامات إنفاق أخرى، تستحق عليها.
وبعد اجتماع في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، مع قادة الكونغرس، اختار الرئيس جو بايدن، الذي سافر للمشاركة في اجتماعات مجموعة الدول السبع باليابان، اثنين من أقرب مساعديه لتولي المحادثات، التي لم تحرز تقدماً يذكر حتى تلك المرحلة.
وأشاد مكارثي باختيار بايدن المستشار الرئاسي ستيف ريتشيتي ومدير مكتب الإدارة والميزانية شالاندا يونغ، واصفاً الثنائي بأنه "ذكي للغاية"، إلا أن تطورات يوم الجمعة أوضحت أن الأمر ربما يتطلب أكثر من مجرد ذكاء المفاوضين.