توقعات متباينة للفائدة الأميركية.. ولا صوت يعلو فوق صوت الفيدرالي

21 مارس 2023
بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي وقرار صعب يوم الأربعاء (Getty)
+ الخط -

توقفت تصريحات مسؤولي بنك الاحتياط الفيدرالي منذ جمعة انهيار بنك سيلكون فالي، التي تبعها سقوط بنك سيغنتشر، وتأزم الأوضاع في بنكي كريدي سويس وفيرست ريببليك، فانقسم المستثمرون والمتعاملون بأسواق المال بين متوقع للاستمرار في رفع الفائدة، للقضاء على ما تبقى من تضخم، وآمل في تثبيتها، حتى لا تتفاقم أزمة السيولة في البنوك، وتؤدي إلى المزيد من الاضطرابات.

ومطلع الشهر الجاري كانت الأسواق قد استقرت على انتظار رفع الفائدة بنصف بالمائة، بعد ظهور بيانات أكدت استمرار اشتعال الاقتصاد الأميركي، وقوة سوق العمل. لكن مع ظهور خسائر البنوك الضخمة من جراء الرفع المتتالي للفائدة، تبدلت التوقعات إلى رفع ربع بالمائة فقط، وذهب البعض إلى فكرة اللا تغيير.

والأسبوع الماضي، عدل الاقتصاديون في بنك غولدمان ساكس رؤيتهم، التي أشارت من قبل لرفع ربع نقطة مئوية، وتوقعوا توقف مجلس الاحتياط الفيدرالي عن رفع الفائدة يوم الأربعاء، بعد ثماني اجتماعات متتالية من الرفع، على مدار الإثني عشر شهراً الأخيرة.

وبرر اقتصاديو البنك توقعاتهم تلك بالمخاوف التي سيطرت على القطاع المصرفي والمالي العالمي، والناجمة عن سلسلة من الإخفاقات المصرفية المزعزعة للاستقرار.

وقال يان هاتزيوس، الاقتصادي بالبنك، في تحليل منشور على موقعه على الإنترنت، إنهم يتوقعون أن تتوقف اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) مؤقتًا في اجتماعها هذا الأسبوع لتخفيف الضغوط على النظام المصرفي.

وفي بنك (جي بي مورغان)، حذر بوب ميشيل، كبير مسؤولي الاستثمار للدخل الثابت في البنك، من هبوط اقتصادي خشن، مع رفع الفائدة، "حيث انتشرت بالفعل الاضطرابات المصرفية في الأسواق المالية والاقتصاد"، وفقً لما كتبه في تحليله لأحداث الأسبوع الماضي.

وتوقع ميشيل أن يقرر البنك الفيدرالي الإبقاء على الفائدة عند مستواها الحالي، في اجتماع الأربعاء.

وقال ميشيل إن الركود "لا مفر منه" وإن أفضل استراتيجية استثمار في الوقت الحالي هي التمسك بالسندات عالية الجودة، معتبرًا أن منحنى عائد الخزانة بأكمله سينخفض إلى 3% بحلول أغسطس/آب.

وأشار أيضًا إلى أن أسعار الفائدة ربما تكون قد بلغت ذروتها لأن التضخم كان "معركة الأمس" ويجب أن يكون الاستقرار المالي على رأس أولويات البنك الفيدرالي الآن.

فيما رأى مايكل غابن، كبير الاقتصاديين الأميركيين في (بنك أوف أمريكا) أن البيانات الكلية الأوسع تظهر أن هناك ما يبرر المزيد من التشديد. واعتبر غابن، في لقاء مع قناة (سي إن بي سي) المعنية بالاقتصاد والأسواق، أن البنك الفيدرالي يتعين عليه توضيح سياساته للأسواق، كما يتعين عليه أن يكون الملجأ الأخير لتهدئة الأوضاع بالنسبة للبنوك.

ومع توقعه أن يقوم البنك الفيدرالي بتأكيد فكرة أنه يحارب التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة، رأى غابن أن البنك الفيدرالي يمكنه استخدام أدوات أخرى للحفاظ على الاستقرار المالي المنشود، مؤكدًا أن الأمور ستتم في المستقبل على أساس كل اجتماع على حدة.

وأردف غابن: "كل شيء سيعتمد على البيانات، وعلينا أن نرى كيف يتطور الاقتصاد، وعلينا أن نرى كيف تتصرف الأسواق المالية، وكيف يستجيب الاقتصاد.

وبنى كريستيان شيرمان، الاقتصادي الأميركي في مجموعة (دي دبليو إس) الألمانية لإدارة الأصول توقعاته لقرار البنك الفيدرالي على تأثيرها على الأميركيين، موضحاً لموقع Bankrate.com "يجلب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في مارس خيارات صعبة لمحافظي البنك الفيدرالي الأميركي، وفي الوقت الحالي، يبدو أن الأسر الأميركية، على الأرجح، لا تزال تعاني من ألم ارتفاع الأسعار أكثر مما تعاني من ارتفاع معدلات الفائدة"، وهو ما جعله يرجح تمسك البنك برفع الفائدة.

بدوره، استبق جيريمي سيجال، استاذ المالية بجامعة وارتون، قرار البنك الفيدرالي، الذي توقعه رفعاً بربع نقطة مئوية، بانتقاده، مشيراً إلى أنه يطالب البنك بالتوقف عن الرفع منذ ستة أشهر.

وقال سيجال، في لقاء مع قناة سي إن بي سي إنه "يتمنى أن يتوقف البنك الفيدرالي عن الرفع في الاجتماع القادم، حتى لا يزيد من اضطرابات الأسواق، ومن أجل منح الاقتصاد فرصة لاستيعاب تأثير الرفعات السابقة".

المساهمون