توقعات بتراجع أسعار الشحن البحري

15 فبراير 2023
سفن بضائع في شواطئ جنوب كاليفورنيا (Getty)
+ الخط -

يرى خبراء أن أسعار الشحن البحري تتجه للتراجع خلال العام الجاري 2023، خاصة في النصف الأول من العام.

وحسب نشرة "سي تريد" العالمية للشحن البحري، فإن هناك ثلاثة عناصر رئيسية تحدد توجهات هذه السوق، تتمثل في النمو المتوقع للتجارة العالمية، وحجم نمو الأسطول البحري، والقضايا المتعلقة بالسعة وزحام التجار على الشحن.

في ما يتعلق بنمو التجارة، يقول الخبير العالمي في الشحن البحري، دانيال ريتشاردز لنشرة "سي تريد"، إنه كان هناك بناء مفرط للمخزونات وضغوط على الأسواق بسبب أسعار الفائدة وكذلك الضغط على الدخل المتاح للمستهلكين، "لذا فإن نمو التجارة العالمية، على الأقل في النصف الأول من العام الجاري سيكون ضئيلاً للغاية".
وحول توقعات نمو أساطيل الشحن البحري، يتوقع ريتشاردز نمو الأسطول البحري للشحن العالمي بنسبة 7% على أساس سنوي في كل من 2023 و2024، ونمواً أعلى من المتوسط في عام 2025.

وشهد النصف الأخير من عام 2022 انخفاضاً حاداً للغاية في أسعار الشحن الفوري للحاويات، والتي أصبحت الآن أقل بكثير من معدلات العقود المتفق عليها بين شركات الشحن والخطوط في وقت سابق من العام.
وتراجع سعر شحن البضائع على طرق التجارة العالمية الحيوية بنسبة 85% عن ذروته حيث أثرت أزمة تكلفة المعيشة على الإنفاق الاستهلاكي وتراجع اضطراب سلسلة التوريد المرتبط بوباء كورونا. وحسب بيانات الشحن بشركة "زينيتا" النرويجية، يكلف شحن حاوية فولاذية قياسية سعة 40 قدماً من شرق الصين إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة حوالي 1444 دولاراً، بانخفاض عن ذروة بلغت 9682 دولاراً في مارس/آذار 2022. كما تبددت الصفوف الطويلة التي ضربت الموانئ في ذروة الوباء.

في ذات الصدد، قال معهد كيل الألماني للدراسات وهو مؤسسة بحثية ألمانية، إنه على الرغم من المكاسب الشهرية التي بلغت نسبتها 2.1% في يناير/كانون الثاني 2023، فإن كمية البضائع المشحونة في أنحاء العالم انخفضت بنسبة 5% عن مستوياتها في نفس الشهر من العام الماضي.

وحدث ذلك بسبب تراجع الطلب على السلع في العالم بنسبة 90%، خاصة من قبل تجار التجزئة الذين يشحنون بضائعهم عن طريق السفن. وأدى ارتفاع التضخم خاصة في الاقتصادات الكبرى إلى انخفاض الطلب العالمي على شحن البضائع.
وتتوقع مجموعة الشحن الدنماركية "ميرسك" انخفاض الطلب على الحاويات بنسبة 2.5% هذا العام. وفي ذات الصدد، أشار مسح لوكالة "ستاندرد آند بورز" لمديري المشتريات، إلى أن طلبات التصدير الجديدة التي جرى التعاقد عليها في جميع أنحاء العالم تم شحنها في الشهور الماضية حتى يناير/ كانون الثاني الماضي.

كما توقع صندوق النقد الدولي أن ينخفض نمو التجارة العالمية بنسبة 2.4% هذا العام من 5.4% في 2022.

في هذا الشأن، قالت ليا فاهي، الخبيرة الاقتصادية في شركة "كابيتال إيكونومكس" للأبحاث إنه "في حين أن إعادة فتح الصين حسنت إلى حد ما التوقعات الخاصة بنمو التجارة العالمية، فإن الطلب الضعيف في أماكن أخرى سيبقي التجارة ضعيفة لبعض الوقت".
وبعد عامين من الأرباح الوفيرة، حذرت مجموعات الشحن الكبرى وعلى رأسها "سي أم أيه ــ سي جي أم" الفرنسية ومجموعة "هاباغ لويد" الألمانية للشحن البحري و"ميرسك" الدنماركية، المستثمرين من مخاطر تراجع النمو العالمي الذي سيهدد أرباحهم النهائية في سوق الشحن البحري.

وقالت ميرسك، ثاني أكبر مجموعة لشحن الحاويات، الأسبوع الماضي، إن أرباح التشغيل هذا العام ستتراوح بين ملياري دولار و5 مليارات دولار، وهو انخفاض حاد من 31 مليار دولار العام الماضي و20 ملياراً في عام 2021.

ويرجح محللون أن تلجأ مجموعات الشحن إلى نفس التكتيكات المستخدمة خلال الصدمة الأولية لوباء كورونا في 2020، حيث أخرجت شركات الشحن عشرات السفن من العمل.

وقال جون ماكوون، مؤسس شركة "بلو ألفا كابيتال الاستشارية" لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، إن مثل هذا التكتيك إذا حدث فسيؤدي إلى ارتفاع الأسعار في سوق الشحن.

المساهمون