تتزايد الآمال بكسر أسعار الحبوب، بعد عودة الصادرات الأوكرانية والروسية إثر "وثيقة مبادرة الشحن الآمن" التي وُقِّعَت في إسطنبول في 22 يوليو/تموز الماضي، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، بهدف تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، والتي تلاها إبحار سفينة "رازوني" كأول شحنة ذرة الشهر الماضي.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأحد، انطلاق 12 سفينة شحن محملة بالحبوب من الموانئ الأوكرانية، من دون تحديد وجهة السفن أو إجراءات الفريق المشترك، خلال عبور تلك السفن من مضيق البوسفور من جهة البحر الأسود.
واكتفت الوزارة بالإشارة خلال بيان اليوم إلى "استمرار شحن الحبوب من أوكرانيا بإشراف مركز التنسيق المشترك الذي تأسس في إطار اتفاق إسطنبول".
وشهدت إسطنبول في 22 يوليو/تموز الماضي، توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية" برعاية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، التي تضمن تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود إلى العالم.
وتأمل أوكرانيا التي توصف بسلة خبز أوروبا، أن تصدر 20 مليون طن من الحبوب الموجودة في الصوامع و40 مليون طن من محصول متوقع للعام الجاري، بعد أن عطلت الحرب الروسية عليها، منذ 24 فبراير/شباط الماضي، تصدير الحبوب والزيوت والأسمدة، من ميناء أوديسا وميناءَي بيفديني وتشورنومورسك القريبين "وأن يساعد ذلك في إفراغ الصوامع استعداداً للمحصول الجديد.
وتراجعت أسعار الحبوب بنسبة 1.9% عن مستواها بشهر يوليو/تموز ليبقى مستوى الأسعار، بحسب منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، أعلى من أسعار العام الماضي بنحو 7.9%.
وتشير المنظمة الدولية خلال بيانات أسعار الأغذية والتغيّر الشهري أول من أمس، إلى أن متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب، تراجع 145.2 نقطة في أغسطس/آب، أي بانخفاض قدره 2.0 نقطة (أو 1.4 في المائة) عن مستواه المسجّل في يوليو/تموز، ولكنه بقي أعلى بمقدار 14.8 نقطة (أو 11.4 في المائة) عن مستواه في أغسطس/آب 2021.
وبحسب "فاو"، انخفضت الأسعار الدولية للقمح في أغسطس/آب بنسبة 5.1 في المائة، مسجّلةً بذلك تراجعاً للشهر الثالث على التوالي، مدفوعةً بتوقعات الإنتاج المحسّنة، ولا سيما في كندا والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي، والارتفاع الموسمي للكميات المتاحة في ضوء استمرار الحصاد في بلدان النصف الشمالي من الكرة الأرضية واستئناف التصدير من موانئ البحر الأسود في أوكرانيا للمرة الأولى بعد توقفها لمدة تجاوزت خمسة أشهر.
وترجّح رئيسة جمعية موردي الحبوب في تركيا، غولفم أران، انخفاض أسعار القمح عالمياً، مشيرة إلى أن الأسعار "تمضي في اتجاه الهبوط، وقد تنخفض بعض الشيء أيضاً عند تصدير الحبوب عبر البحر الأسود بأمان".
وأضافت خلال تصريحات سابقة لوكالة "الأناضول" أن التوقعات تشير إلى ارتفاع محصول القمح الروسي من 76 مليون طن في 2021 إلى 88 مليون طن في 2022، لكن الحرب المندلعة منذ فبراير/شباط، من المتوقع أن تخفض محصول القمح في أوكرانيا من 32 مليون طن في 2021 إلى 20 مليون طن في 2022.