استمع إلى الملخص
- أكدت أوبك+ تأجيل زيادة الإنتاج المقررة في ديسمبر، مع دراسة تأجيل خطط زيادة الإنتاج في ظل تباطؤ الطلب العالمي وارتفاع الإنتاج من خارج المجموعة.
- توقعت وكالة الطاقة الدولية فائضاً في المعروض النفطي بحلول 2025، مع استقرار الأسعار حالياً وتوقعات بانخفاضها إذا استأنفت أوبك+ زيادة الإنتاج.
قال بنك غولدمان ساكس إنّ إنتاج النفط الخام لدى العراق وكازاخستان وروسيا انخفض امتثالاً لتخفيضات إنتاج مجموعة أوبك+، ما يدعم بعض الارتفاع في أسعار النفط في الأمد القريب. ورجّح البنك الاستثماري، في مذكرة بتاريخ أمس الثلاثاء، أن تمدد السعودية تخفيضات إنتاج النفط بسبب تراجع الأسعار في الآونة الأخيرة، وأنه يعتقد الآن أن تخفيضات إنتاج النفط ستستمر حتى إبريل/ نيسان 2025، بدلاً من يناير/ كانون الثاني.
وأبقى "غولدمان ساكس" على توقعاته لمتوسط سعر خام برنت لعام 2025 عند 76 دولاراً للبرميل. وقال مصدران من أوبك+ إنّ المجموعة، التي تضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وحلفاء بينهم روسيا، تناقش تأجيلاً آخر لزيادة إنتاج النفط والتي كان من المقرر أن تبدأ في يناير. وفي أحدث اجتماع للمجموعة والذي عُقد في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، وافقت أوبك+ على تأجيل زيادة الإنتاج التي كانت مقررة في ديسمبر/ كانون الأول لمدة شهر.
وذكر البنك أنّ "أي زيادة في إنتاج أوبك+ ستكون تدريجية وستعتمد على البيانات". وأضاف "غولدمان ساكس" أنّ ارتفاع مستوى الالتزام بتخفيضات إنتاج أوبك+ يشير إلى أن الدول الأعضاء في المجموعة تعمل معا من أجل استقرار أسعار النفط، وقال إن إنتاج العراق وكازاخستان وروسيا انخفض 0.5 مليون برميل يومياً في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقال مسؤولون تنفيذيون في شركات تجارة السلع الأولية العالمية العملاقة فيتول وترافيجورا وجونفور، في منتدى إنرجي إنتليجنس في لندن، إنّه من المستبعد تراجع الدول الأعضاء في أوبك عن تخفيضات الإنتاج الطوعية في الأمد القريب. ولكن على الرغم من تخفيضات إنتاج أوبك+ وتأخير زيادة الإنتاج، ظلت العقود الآجلة لخام برنت في الأغلب ضمن نطاق يراوح بين 70 و80 دولاراً هذا العام، وجرى تداولها عند أقل من 74 دولاراً أمس الثلاثاء.
وعدّل "غولدمان ساكس"، الأسبوع الماضي، توقعه لأسعار برنت إلى 80 دولاراً للبرميل في المتوسط هذا العام، رغم العجز في المعروض والغموض الجيوسياسي خلال 2024، مشيراً إلى فائض متوقع في 2025.
أوبك+ تتجه لتأجيل زيادات إنتاج النفط
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الثلاثاء، إنّ العراق والسعودية وروسيا أكدت على أهمية الحفاظ على استقرار أسواق النفط والتوازن والأسعار العادلة. جاء ذلك بعد لقاء مشترك بين السوداني ووزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في بغداد. وذكر المكتب أنّ القادة الثلاثة بحثوا "أوضاع الأسواق العالمية للطاقة، وما يتعلق بإنتاج النفط الخام وتدفقه للأسواق وتلبية الطلب".
وقالت وزارة الطاقة السعودية إنّ الدول الثلاث أكدت "أهمية تعاون دول أوبك+ والتزامها التام بالاتفاق والتخفيضات التطوعية، بما في ذلك التخفيضات التطوعية التي اتفقت عليها الدول الثماني، وبالتعويض عن الزيادة في الإنتاج". وأرجأت أوبك+، التي تضخ نحو نصف المعروض من النفط في العالم بالفعل خطة لرفع الإنتاج تدريجياً لعدة أشهر هذا العام بسبب انخفاض الأسعار وضعف الطلب وارتفاع الإنتاج من خارج المجموعة.
وذكرت مصادر في أوبك+ أن المجموعة التي تضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وحلفاء من خارجها على رأسهم روسيا، ستعقد اجتماعها المقبل بشأن سياسة إنتاج النفط عبر الإنترنت في الأول من ديسمبر وأنها ستدرس إمكانية تأجيل خطط زيادة الإنتاج. وقال وزير الطاقة الأذربيجاني برويز شاهبازوف، لوكالة رويترز، أول من أمس الاثنين، إن أوبك+ قد تدرس في اجتماع يوم الأحد المقبل الإبقاء على تخفيضات إنتاج النفط الحالية كما هي اعتباراً من الأول من يناير.
وقال مصدران في أوبك+، أمس الثلاثاء، إن دول المجموعة تناقش تأجيلاً إضافياً لزيادة في إنتاج النفط كان مقرراً أن تبدأ في يناير، وذلك قبل اجتماع يوم الأحد لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج خلال الأشهر الأولى من 2025. وتضخ المجموعة نحو نصف النفط العالمي وكانت تخطط للتراجع تدريجياً عن تخفيضات إنتاج النفط مع الإقدام على زيادات صغيرة على مدى عدة أشهر في عامي 2024 و2025. لكن تباطؤ الطلب الصيني والعالمي وارتفاع الإنتاج خارج المجموعة قوض هذه الخطة.
ووافقت أوبك+ في اجتماعها الأخير في الثالث من نوفمبر على تأجيل زيادة الإنتاج المقررة في ديسمبر لمدة شهر حتى نهاية الشهر ذاته. ومن المقرر أن تأتي الزيادة من الدول الأعضاء الثمانية في أوبك+ التي كانت تنفذ أحدث جولة من تخفيضات الإنتاج.
ومن المقرر أن تبلغ الزيادة 180 ألف برميل يومياً، وهو جزء صغير من 5.86 ملايين برميل يوميا خفضتها أوبك+، أي ما يعادل نحو 5.7% من الطلب العالمي. واتفقت أوبك+ على تلك التخفيضات في خطوات منفصلة منذ 2022 لدعم الأسعار. وسبق أن أرجأت أوبك+ الزيادة في أكتوبر/ تشرين الأول بسبب انخفاض الأسعار وضعف الطلب وزيادة الإمدادات.
وكالة الطاقة تتوقع فائضاً في المعروض
في المقابل، قال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، في مؤتمر في النرويج، أمس الثلاثاء، إنّ إمدادات النفط والغاز ستكون وفيرة وأسواق النفط ستكون "مريحة" في العامين الحالي والمقبل ما لم يحدث تصعيد جيوسياسي كبير. وقالت وكالة الطاقة الدولية في 14 نوفمبر إن المعروض العالمي من النفط سيتجاوز الطلب في عام 2025 حتى لو تمسكت أوبك+ بخفض إنتاجها، لأن تزايد إنتاج الولايات المتحدة ومنتجين آخرين يفوق ضعف الطلب.
واحتمال فائض العرض لا يروق لتحالف أوبك+، المؤلف من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وحلفاء مثل روسيا، في خطته لبدء زيادة الإنتاج. وقال بيرول، الثلاثاء: "هذا العام والعام المقبل، نتوقع أسواق نفط مريحة ما لم يحدث تصعيد جيوسياسي كبير... ستكون هناك وفرة من النفط والغاز". كما حذر محللو بنكي سيتي غروب وجي بي مورغان من أنّ الأسعار ستنخفض من نحو 70 دولاراً للبرميل إلى 60 دولاراً للبرميل وربما أقل من ذلك إذا استأنفت أوبك+ زيادة الإنتاج.
استقرار أسعار النفط
في السياق، استقرت أسعار النفط خلال التعاملات المبكرة، اليوم الأربعاء، مع تقييم الأسواق للتأثير المحتمل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وقبل اجتماع أوبك+ يوم الأحد المقبل. وبحلول الساعة 01.14 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت سنتين إلى 72.79 دولاراً للبرميل، في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي أربعة سنتات، أو 0.1%، إلى 68.73 دولاراً.
وهبطت أسعار النفط، أمس الثلاثاء، بعدما وافقت إسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، حيز التنفيذ، اليوم الأربعاء، الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت غرينتش). وقال هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس "إن إس تريدنغ"، وهي وحدة تابعة لشركة نيسان للأوراق المالية، إنّ "المشاركين في السوق يحاولون التكهن بما إذا كان سيتم الالتزام بوقف إطلاق النار".
وفي الولايات المتحدة، قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب إنه سيفرض تعرفات جمركية بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا. وقال مصدران مطلعان على الخطة لوكالة رويترز أمس، إنّ النفط الخام لن يُعفى من العقوبات التجارية. في غضون ذلك، قالت مصادر في السوق نقلاً عن بيانات معهد البترول الأميركي، أمس الثلاثاء، إن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت بينما ارتفعت مخزونات الوقود الأسبوع الماضي. وتراجعت مخزونات الخام 5.94 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر، متجاوزة توقعات المحللين لهبوط بنحو 600 ألف برميل.
(رويترز، العربي الجديد)