توقعات بأفول عصر النفط الصخري... والعالم قد يواجه نقصاً في الإمدادات

02 يناير 2023
حقل نفط صخري في ولاية داكوتا الأميركية (getty)
+ الخط -

يتجه إنتاج النفط الصخري للتراجع بمعدلات كبيرة خلال العام الجاري والأعوام المقبلة حسب تقارير أميركية، ولا يبدو أن هنالك مناطق أخرى في العالم قادرة على تعويض النقص في إمدادات هذا النوع من النفط المستخرج من الصخور.

ويرى الخبير الجيولوجي الأميركي، ديفيد هيوز، أن قلة المعروض النفطي ستدفع أسعار الخامات البترولية للارتفاع  بمعدلات أكبر من مستوياتها الحالية رغم احتمال حدوث دورة ركود في الاقتصاد العالمي. ويستهلك العالم حالياً أكثر من مائة مليون برميل نفط يومياً. 

وقبل التراجع في استهلاك النفط العالمي الناجم عن جائحة كورونا، كان نمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة مسؤولاً عن 98 في المائة من الزيادة في الإنتاج العالمي حتى عام 2018، حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ونتج هذا النمو السريع في إنتاج الولايات المتحدة من الخامات النفطية عن الزيادات السريعة في إنتاج النفط الصخري، الذي بلغ نسبة 64 بالمائة من إجمالي إنتاج الولايات المتحدة في العام 2021.

في هذا الصدد، يرى موقع "أويل برايس" الأميركي، أن "الطفرة السريعة لإنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري قد انتهت تقريباً أو شارفت على النهاية".

ووفق "أويل برايس" فإن أسباب التراجع الكبير المتوقع في إنتاج النفط الصخري تعود إلى السياسات البيئية المناهضة للكشوفات والتنقيب عن البترول في الولايات المتحدة وزيادة النفقات الرأسمالية وكلف إنتاج البرميل وسط تراجع الأسعار.

لكن السبب الأهم لتراجع ثورة النفط الصخري، كما تقول النشرة البترولية الأميركية، يعود أساسا إلى عدم وجود كميات تجارية كافية من النفط الصخري يمكن استخراجها بأسعار مربحة للشركات، وما تبقى من احتياطات بترولية مكلفة للشركات ولا تمكنها من تحقيق أرباح.

يذكر أن شركات النفط الصخري عانت من إفلاسات عديدة في العام 2020 بسبب الديون الثقيلة التي أخذتها عبر السندات في العقد الماضي وتهاوي أسعار الخام الاسود ونشوب حرب نفطية شرسة بين الرياض وموسكو.  

في هذا الشأن يرى عالم الجيولوجيا الأميركي، ديفيد هيوز، في كتابه "حقيقة النفط الصخري"، أن ثورة النفط الصخري الأميركية قد اقتربت من النهاية تقريباً ولا يمكن تصديق أن الولايات المتحدة ستتمكن من تطوير مكامن جديدة.

ويضيف أنه قد تكون هناك مصادر أخرى للنفط في بعض أنحاء العالم من شأنها أن تعوض بطريقة أو بأخرى بعض تراجع  إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، ولكن لا يبدو أن مصدراً آخر غير الولايات المتحدة قادر على توفير نوع النمو الذي قدمته الولايات المتحدة من خلال ثورة النفط الصخري، حيث ساهمت ثورة الخامات الصخرية بنسبة 73.2 في المائة من الزيادة العالمية في إنتاج النفط بين عامي 2008 و2018.

ويرى الخبير ديفيد هيوز أن العالم كان يتعامل مع كميات أقل من النفط لبعض الوقت حتى توسع الاقتصاد الصيني.

وبلغ إنتاج النفط الصخري ذروته في نوفمبر/ تشرين الثاني لدى 8.458 براميل يومياً قبل أن ينخفض إلى 7.028 ملايين برميل يومياً في يونيو/ حزيران من العام 2020، عام جائحة كورونا. 

في ذات الصدد، يرى محللون أن لا شركات النفط الأميركية ولا دول منظمة "أوبك" ستكون قادرة على زيادة الإنتاج النفطي بمستويات كبيرة لتعويض فاقد المعروض من النفط الصخري الأميركي، حيث إن روسيا تخضع لعقوبات غربية قاسية وليس من المؤكد أنها ستتمكن من زيادة الإنتاج بشكل كبير.

وكانت روسيا تنتج كميات من النفط تتراوح بين 10 و11 مليون برميل يومياً قبل غزوها أوكرانيا. كما أن زيادة الإنتاج في الدول ذات الاحتياطات الكبيرة تحتاج إلى سنوات تفوق 5 أعوام على الأقل. 

وحسب تحليل نشرة "أول برايس"، فإن الاقتصاد العالمي ربما سيواجه نقصاً في الإمدادات النفطية، خاصة إذا تمكنت الصين من الخروج بنجاح من جائحة كورونا.

ويتوقع التحليل أن "هذا سيجعل من الصعب على هذه الشركات النفطية تلبية الطلب المتزايد على الخامات رغم الاحتمال المتزايد بحدوث ركود عالمي".

المساهمون