ضربت الحرب المتواصلة على قطاع غزة التي دخلت الشهر الرابع، السياحة الإسرائيلية بقوة خلال الربع الأخير من العام 2023، حيث زار 180 ألف سائح أجنبي فقط دولة الاحتلال منذ انطلاق الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول، عندما حلت عطلة عيد الميلاد، وصل إلى إسرائيل 53 ألف سائح فقط، مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول 2022 عندما وصل 266 ألف سائح، بهبوط حاد بلغ 80%. وفي كل العام 2023، ارتفع عدد السياح 3 ملايين، فيما كان من المنتظر تحقيق ارتفاع قياسي.
ويشرح موقع "كالكاليست" الإسرائيلي أن الحرب أثرت بشكل كبير على عدد السياح الذين يدخلون إسرائيل، فبينما توقعت وزارة السياحة للأشهر أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول وصول حوالى 900 ألف سائح أجنبي إلى إسرائيل، في الواقع، دخل حوالى 180 ألف سائح فقط خلال الفترة. وذلك بحسب الملخص السنوي الذي نشرته وزارة السياحة أمس الاثنين.
الإحصائية اللافتة للنظر، على سبيل المثال، هي أنه في شهر ديسمبر الماضي، عندما جاءت عطلة عيد الميلاد التي كان من المفترض أن تجلب موجة داعمة تطاول السياحة الإسرائيلية إلا أنه وصل 52.8 ألف سائح فقط.
وللمقارنة، في ديسمبر 2022، تم تسجيل وصول 266 ألف سائح، أي أكثر من خمسة أضعاف مقارنة بشهر ديسمبر 2023.
وهكذا انتهى العام الذي كان من الممكن أن يكون مزدهراً على صعيد السياحة الإسرائيلية، وكان من المفترض أن تقترب فيه من الأرقام القياسية لعام 2019 قبل وباء كورونا، بحسب "كالكاليست".
وإجمالاً، دخل إسرائيل خلال عام 2023 بأكمله 3.01 ملايين سائح، وهو عدد أقل بكثير مما كان مأمولا. وفي الواقع، يعد هذا انخفاضا بنحو 34% مقارنة بعدد السياح الذين وصلوا إلى إسرائيل عام 2019، الذي كان عاما قياسيا بالنسبة إلى السياحة الإسرائيلية حيث بلغ عدد السياح نحو 4.5 ملايين سائح، وهي أرقام يبدو أنها ستستغرق سنوات عديدة أخرى حتى العودة إليها، حتى بعد انتهاء الحرب.
والدول العشر التي تأتي على رأس قائمة السياحة الداخلة إلى إسرائيل، حسب عدد الوافدين، هي: الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، إنكلترا، روسيا، ألمانيا، إيطاليا، رومانيا، بولندا، كندا، إسبانيا.
أما إيرادات السياحة الإسرائيلية في عام 2023، بحسب الوزارة، فبلغت نحو 17.7 مليار شيكل (مقابل 15.6 مليار شيكل في 2022)، ويبلغ متوسط الإنفاق للسائح الواحد، باستثناء رحلة الطيران، 6005 شواكل، في حين بلغ متوسط مدة الإقامة 8.3 ليال.
وكانت صناعة السياحة تتعافى من الانهيار الناجم عن جائحة "كوفيد-19" حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن عدد السياح الأجانب شهد تراجعا سريعا بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي وقت سابق قال تقرير لمكتب الإحصاء الإسرائيلي إن حركة السياحة في إسرائيل تراجعت بنسبة 76% خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب اندلاع الحرب على قطاع غزة وإلغاء أغلبية رحلات الطيران من وإلى تل أبيب.