تهاوى سهم بنك "كريدي سويس" السويسري، اليوم، وسط موجة هبوط امتدت لأكبر البنوك العالمية، وذكر تقرير أن البنك ناشد البنك الوطني السويسري (البنك المركزي) لإظهار الدعم العام، بعد هبوط حاد لأسهمه وتصاعد المخاوف بشأن القطاع المصرفي الأوروبي والأميركي.
ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن ثلاثة مصادر على صلة بالأمر، أن البنك السويسري طلب من البنك المركزي إصدار بيان مطمئن بشأن الوضع المالي لـ"كريدي سويس"، كما طلب ردًا مماثلًا من هيئة الرقابة السويسرية.
وشهد سهم "كريدي سويس" تراجعًا حادًا تجاوز 25% خلال جلسة الأربعاء، بعد إقرار البنك بوجود نقاط ضعف في تقاريره المالية، ومع تصاعد القلق بشأن الوضع المالي للبنك. ويشهد القطاع المصرفي في الولايات المتحدة وأوروبا حالة من القلق حالياً، بعد انهيار 3 بنوك أميركية في الأيام الماضية.
وفي تطور آخر، تواصل مسؤولون في البنك المركزي الأوروبي مع بعض المصارف في منطقة اليورو، لتقييم تداعيات أزمة بنك "كريدي سويس".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلًا عن أشخاص على صلة بالأمر، أن كبار المسؤولين في البنك المركزي الأوروبي تواصلوا مع المصارف التي يشرفون عليها للاستفسار عن التعرض المالي لبنك "كريدي سويس".
وكانت أسهم البنوك حول العالم قد عاودت تراجعها في مستهل تعاملات اليوم الأربعاء، بقيادة بنك "كريدي سويس" المترنح منذ فترة، والذي فقد سهمه ما يقرب من 30% من قيمته في تعاملات ما قبل ساعات العمل في بورصة نيويورك، ليسجل السهم أدنى مستوياته على الإطلاق، بسعر يقترب من 1.7 دولار.
ومع بداية التعاملات الرسمية، قلّص سهم البنك خسائره، مرتفعاً فوق الدولارين، إلا أنّ التأثير السلبي كان قد امتد إلى أغلب البنوك والمؤسسات المالية حول العالم، وتحديداً الأوروبية منها، إذ تراجع مؤشر ستوكس 600 للقطاع المالي في أوروبا بنسبة تجاوزت 6%.
وجاءت تراجعات سهم البنك السويسري، الذي يعاني منذ العام الماضي من تداعيات خسائر ضخمة ومخالفات محاسبية جسيمة هوت بسعر السهم وأفقدته ما يقرب من ثلاثة أرباع قيمته في فترة وجيزة، في وقت ارتفعت فيه المخاوف من تردي أوضاع القطاع المصرفي في الولايات المتحدة، وبالتأكيد في أغلب الاقتصادات الكبرى، بعد إغلاق ثلاثة بنوك أميركية في أسبوع واحد.
وجاء التصدع الأخير في سعر السهم بعدما قال أكبر مالك له، البنك الأهلي السعودي، إنه لن يقدم المزيد من الدعم المالي للبنك، لأنّ لديه قواعد تمنع زيادة حصته عن 10% من القيمة الكلية للبنك.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"كريدي سويس" أولريتش كويرنر إنّ البنك لا يسعى للحصول على مساعدة من الحكومة السويسرية.
وكان البنك السويسري قد أعلن، أمس الثلاثاء، أنه وجد "ضعفاً جوهرياً" في عملية إعداد التقارير المالية عن السنوات السابقة.
بعدها توقع محلل أسواق الأسهم الشهير روبرت كيوساكي، الذي اشتهر بعد توقعه إفلاس بنك "ليمان براذرز" الشهير عام 2008، أنّ بنك "كريدي سويس" هو أقرب البنوك حالياً للانهيار.
وتراجعت أسهم العديد من البنوك الأوروبية الأخرى، بما في ذلك بنك "دويتشه" الألماني، بنسبة 9%.
وفي ظل حالة التشكك في النظام المصرفي الأميركي، أصاب انهيار سهم "بنك كريدي سويس" أسهم البنوك الأميركية الكبيرة أيضاً، حيث تراجع سعر سهم بنك "ويلز فارغو" بنسبة تجاوزت 4%، وسهم "سيتي بنك" بأكثر من 5%، وبنك "أوف أميركا" بأكثر من 3%، وسهما بنكي "جي بي مورغان" و"غولدمان ساكس" بأكثر من 4%، بينما خسرت أسهم البنوك الأصغر نسباً أكبر، تجاوزت 20% في بعضها.
وعلى نحو متصل، وفي تعاملات يوم الثلاثاء، انتشرت في الأسواق أنباء تفيد بسعي "ويلز فارغو"، أحد أكبر البنوك الأميركية، لجمع 9.5 مليارات دولار، من خلال بيع الديون والأذون والأوراق المالية الأخرى. وقال البنك إنّ الأموال الجديدة ستستخدم في أغراض عامة لأعمال الشركات.
ومنذ بداية الأسبوع الجاري، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، وأغلب أوراق الدين في السوق الأميركية، بصورة كبيرة، منحت حامليها فرصة لبيعها في الأسواق وجمع السيولة، مع تحقيق مكاسب رأسمالية، على عكس ما تعرض له بنك "سيليكون فالي"، عند اضطراره لبيع سندات، أدت لتكبده خسائر اقتربت من ملياري دولار.