تنافس بين السعودية وروسيا على تزويد السوق الصينية بالنفط

12 فبراير 2023
تفاؤل بانتعاش الطلب على النفط في الصين (Getty)
+ الخط -

تتنافس السعودية وروسيا لتلبية الطلب المتزايد على النفط من قبل الصين، أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، في ظل اتجاه طلب بكين على النفط إلى الانتعاش.

ووفقا للتقرير المنشور اليوم الأحد على موقع سعر النفط "OilPrice"، فإن السعودية تبيع نفطها الخام بموجب عقود طويلة الأجل، لذلك لديها حصة مضمونة من السوق الصينية، لكن في الوقت ذاته، فإن تحول مبيعات روسيا إلى آسيا بعد العقوبات الغربية دفعها لعرض نفطها الخام بخصومات كبيرة، وهو ما سيجذب المزيد من المشترين الصينيين الذين لا يلتزمون بسقف أسعار مجموعة السبع.

ويتوقع السعوديون حدوث انتعاش قوي في طلب الصين دفعهم لرفع أسعار البيع لآسيا، لكن هذه الأسعار، وفقا لرأي المحلل الاقتصادي كلايد راسل، لا يمكن أن تنافس البراميل الروسية المخفضة، وقد يختار المشترون الصينيون طلب الحد الأدنى من الكميات المسموح بها من السعودية، أكبر منتج في منظمة "أوبك"، بموجب العقود طويلة الأجل. 

والسعودية ليست وحدها المتفائلة بشأن انتعاش الطلب على النفط في الصين، فوكالة الطاقة الدولية توقعت أن يأتي نصف نمو الطلب على النفط لهذا العام من ارتفاع الطلب الصيني.

وقالت الوكالة، في تقريرها عن سوق النفط لشهر يناير/كانون الثاني الماضي، إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع 1.9 مليون برميل يوميًا في عام 2023، إلى مستوى قياسي 101.7 مليون برميل يوميًا، مع ما يقرب من نصف المكاسب تأتي من الصين بعد رفعها قيود كورونا.

وقالت الوكالة أيضا إن حظر الاتحاد الأوروبي على المنتجات النفطية الروسية، المطبّق اعتبارًا من 5 فبراير/شباط الجاري، سيدفعها للبحث عن أسواق بديلة، على رأسها الصين.

وارتفعت صادرات روسيا إلى الصين إلى ما يقدر بنحو 2.03 مليون برميل يوميًا في يناير، من 1.52 مليون برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول، وفقًا لبيانات "رفينيتيف أويل ريسيرش"، بينما بلغ متوسط واردات الصين من الخام السعودي حوالي 1.77 مليون برميل يوميا الشهر الماضي.

واشترت الشركات العملاقة الحكومية في الصين، بما في ذلك بتروتشاينا "PetroChina" وسينوك  "CNOOC"، مؤخرًا، المزيد من النفط الخام الروسي، ويمكن أن تزيد الواردات من روسيا لتلبية الطلب بنفط أرخص، وفقًا لمذكرة جوانب الطاقة "Energy Aspects" هذا الأسبوع التي نشرتها وكالة "بلومبيرغ"، والتي أشارت إلى أن واردات الصين من النفط الخام الروسي قد ترتفع إلى 2.5 مليون برميل يوميا.

بالإضافة إلى ذلك، حوّلت روسيا بالفعل معظم صادراتها من زيت الوقود وزيت الغاز المفرغ (VGO) إلى آسيا والشرق الأوسط، حتى قبل دخول حظر الاتحاد الأوروبي على المنتجات البترولية الروسية حيز التنفيذ في 5 فبراير.

وقالت مصادر تجارية لوكالة "رويترز" إن زيت الوقود الروسي يتحول إلى بنزين وديزل رخيص، وهو ما تبحث عنه المصافي الخاصة.

المساهمون