تفاصيل غريبة عن شركة باك المرتبطة بأجهزة بيجر المتفجرة في لبنان

19 سبتمبر 2024
موقع شركة باك المحذوف عن الإنترنت (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **اتهامات وتاريخ غامض**: اتهمت شركة باك كونسالتينغ بالمسؤولية عن شحنة أجهزة النداء التي انفجرت في لبنان، مما أدى إلى وقوع ضحايا. تاريخ الشركة غامض، حيث ظهرت كموقع للإرشاد النفسي في 2007، ثم عادت كشركة استشارات في 2021، واختفت بعد الانفجارات.

- **مشاريع غير تقليدية**: تمتلك الشركة مشاريع غريبة مثل "مجوهرات نيلخائيل"، مشروع ARS للفنون، "60 دقيقة من الشهرة"، وزراعة فطر موريلس البري، مما يزيد من الغموض حول نشاطها.

- **واجهة إسرائيلية**: تقرير "نيويورك تايمز" يشير إلى أن الشركة كانت جزءاً من واجهة إسرائيلية لإنتاج أجهزة نداء متفجرة لصالح حزب الله، مما يثير تساؤلات حول دورها في الأحداث الأخيرة.

تثير شركة باك كونسالتينغ التي اتهمها صاحب الشركة التايوانية غولد أبولو بأنها المسؤولة عن شحنة أجهزة النداء (بيجر) التي انفجرت في لبنان وخلفت أكثر من 4 آلاف جريح وما يزيد على 30 شهيداً، الكثير من علامات الاستفهام. 

يشرح خبير تكنولوجي لـ "العربي الجديد" أن نطاق الموقع الإلكتروني لباك يشير إلى أنها منظمة لا شركة bacconsulting.org وهذا يعتبر غريباً بالنسبة إليه، كون الشركة لها الحق في أن ينتهي نطاقها بدوت كوم وليس دوت أورغ.

ويلفت تحليل الموقع إلى أنه ظهر لأول مرة عام 2007 بما هو موقع لامرأة اسمها باربارة ش.، وبقي الموقع كما هو من دون أي تحديث وبتصميم بدائي حتى الثالث من أكتوبر 2016. وفي تتبع لاسم باربارة وصورتها، تبين أنها تعمل في مجال الإرشاد النفسي بصفة أخصائية اجتماعية منذ العام 2000، وذلك في منظمة باك كونسالتينغ التابعة لها في شيكاغو، وفي موقعها على لينكد إن (الذي تظهر سجلاته أنه تم تحديث بيانات الاتصال الواردة فيه والصورة الشخصية العام الماضي)، تورد باربارة الموقع الإلكتروني ذاته وهو Baccounsulting.org.

في 2016 اختفى الموقع تماماً عن الشبكة وعاد في 11أغسطس/ آب 2021 بصيغة شركة استشارات لديها علاقات مع الاتحاد الاوروبي والأونيسكو والمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث تظهر شعارات هذه المنظمات فيه. وتم تعديله مرتين، بتاريخ 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 حيث تغير اللوغو. 
ومرة بتاريخ 10 ديسمبر/ كانون الأول 2021 وتم تغيير قسم الخدمات فيه ولكن مع الإبقاء على شكله السابق.

زيارات نشطة لموقع باك

ووفق التحليل التقني، نشطت الزيارات على الموقع بشكل غريب بتاريخ 29 مارس/ آذار 2024 وتم تعديل عدة ملفات في الموقع وتغير شكله وعاد الى اللوغو القديم. نشطت الزيارات مرة تانية بشكل غريب بتاريخ 28 يوليو/ تموز 2024 بالتزامن مع إعلان الموقع عن إطلاق "مجوهرات نلخائيل" للإكسسوارات والفوبيجو.

وبعد الانفجارات التي حصلت في لبنان، اختفى الموقع كلياً بطريقة يدوية عبر حذف الملفات بتاريخ 18 سبتمبر/ أيلول 2024 عند الساعة 10.10 بتوقيت وسط أوروبا.

ويبين التحليل التقني للموقع أن تاريخ شراء اسم الموقع تم في الرابع من اكتوبر/ تشرين الأول 2020 على أن تنتهي صلاحيته في التاريخ ذاته من العام 2025. وآخر تاريخ تم تحديث اسم النطاق فيه وتعديله بتغيير أو إخفاء بيانات منه كان في 10 أغسطس/ آب 2024.

ويعمل الموقع من سيرفر اسمه domdom.hu موقعه هنغاريا المجر، واللافت أن صاحب اسم النطاق اشتراه بوسيلة البروكر والتحويل من شركة ثانية اسمها جوكر، مقرها أيضاً المجر، وهذه وسيلة متبعة عادة للتهرب من قمع الحكومات ورقابتها للناشطين والحقوقيين وغيره. ومن اشترى اسم النطاق اشترى معه رخصة domain privacy ليخفي باقي المعلومات مثل إسم الشخص ورقم تليفونه.

وتتشارك الشركة السيرفر ذاته مع شركة مقاولات أميركية تحمل ذات الاسم ولكنها تعمل في الولايات المتحدة الأميركية، ومن تتبع موقعها يظهر من الخرائط أنه مجرد مبنى فارغ من طبقة واحدة، ولكن من الممكن أن تكون هذه آلية تسجيل لتفادي الضرائب.

مشاريع باك الغريبة

ولدى شركة باك أربعة مشاريع فقط، كلها لا ترتبط بأي عمل صناعي ولا توحي بأي عمل قد يرتبط بالوساطة الصناعية، حيث إن صاحبة باك أعلنت أمس أنها مجرد وسيط وأنها لم تصنع أجهزة النداء التي انفجرت في لبنان.

المشروع الأول هو "مجوهرات نيلخائيل" ويعرف الموقع نيلخائيل بأنه الملاك الذي يقاتل من أجل الحرية. حيث "كل منا سجين لظروف حياته". وفي حين تقول باك "نحن نستعد للتو للإطلاق النهائي لموقعنا على الإنترنت" إلا أن مجوهراتها لا تظهر في أي مكان سوى قطع قليلة على موقع باك ذاته. 

أما المشروع الثاني فهو ARS، ويقول الموقع "نحن نؤمن بالقوة الإبداعية لكل إنسان واستعادة الأهمية التي لا جدال فيها لصنع الفن لإعادة الاتصال بأعمق جزء من أنفسنا. في هذا السياق، نقدم معرضًا لأعمال فنانين مختارين للبيع واحتمالات أخرى. يضم مركز الفنون في باك فنانين متنوعين مثل الفنانين البصريين وشاعرًا وصاحب معرض، ومعالجين بالفن". ويورد الموقع اسمين فقط لشاعر وناقد فني لا يوجد له أثر على الإنترنت، وفنانة رقص تقيم في المجر، وتعمل في عدد من المشاريع الفنية.

المشروع الثالث هو "60 دقيقة من الشهرة"، ويقول الموقع "من شخصية روبن هود إلى شخصية جيمس بوند، يمكنك أنت وأصدقاؤك أو زملاؤك أن تلعبوا دور البطولة في فيلم فريد من نوعه لحدثك!". ويقدم هذا المشروع عبر "فريقنا الإبداعي الفائق في تحويل حفلتك وحدثك الخاص - حفلات أعياد الميلاد للشركات، والذكرى السنوية، وحفلات الزفاف - إلى تجربة مبهرة ومثيرة ولا تُنسى! جنبًا إلى جنب مع طاقم التصوير السينمائي المحترف لدينا، نقدم العديد من وسائل الترفيه التي تشمل المكياج الخاص والأزياء ومشاهد أفلام الحركة... كل ما تتخيله يصبح حقيقة!". وبالطبع هنا لا يتم ذكر أعضاء الفريق ولا أعمالهم السابقة.

وصولاً إلى المشروع الرابع، وهو لزراعة فطر موريلس البري في الأرجنتين، ويشرح الموقع أن "موريلس هو فطر ينمو بريًا في الغابات الأصلية القديمة في باتاغونيا بالقرب من جبال الأنديز. تظهر بشكل متقطع، تحت الفروع والأوراق في غابات باتاغونيا الخالية من المواد الكيميائية في واحدة من آخر المناطق الخالية من التلوث على هذا الكوكب!".

ويقدم موقع باك عرضه "فطر عالي الجودة من حدائق باتاغونيا الوطنية والغابات البكر! يبدأ حصادنا لعام 2022 خلال الشهر طوال عام 2023 حتى الحصاد التالي!". ويهدف هذا المشروع الخاص ببيع نباتات باتاغونيا، "بالإضافة إلى كونه هدفًا تجاريًا، إلى تطوير مشروع لإنشاء مشتل لأشجار الفاكهة من خلال إنشاء جمعية سيكون مقرها في مدينة أفالون، فرنسا، حيث لدينا الوصول إلى 2.5 كيلومتر مربع من الأرض / الحديقة".

ويتابع "بنفس الطريقة التي اتبعتها الجمعية في فرنسا، نود تكرار نفس المشروع في الأرجنتين في نهاية عام 2023، حيث قمنا أيضًا بإنشاء اتصالات للحصول على تقدير للأرض التي سيتم إنشاء مشتل لأشجار الفاكهة والنباتات المحلية فيها". 

واجهة لإسرائيل

وكانت إسرائيل قد وضعت خطة لإنشاء شركة وهمية تعمل على تقديم نفسها بما هي منتج دولي لأجهزة النداء، بحسب تقرير نشره موقع "نيويورك تايمز" اليوم. ويشرح فيه أنه على ما يبدو، كانت شركة BAC Consulting جزءاً من واجهة إسرائيلية، وفقاً لثلاثة ضباط استخباراتيين اطلعوا على العملية. وقالوا إن شركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضاً لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة النداء.

لقد تعاملت شركة BAC مع عملاء عاديين، حيث أنتجت لهم مجموعة من أجهزة النداء العادية. ولكن العميل الوحيد الذي كان مهماً حقاً هو حزب الله، وكانت أجهزة النداء التي تنتجها بعيدة كل البعد عن الأجهزة العادية. ووفقاً لضباط الاستخبارات الثلاثة، كانت هذه الأجهزة، التي تم إنتاجها بشكل منفصل، تحتوي على بطاريات مملوءة بمادة PETN المتفجرة.

وبدأ شحن أجهزة النداء إلى لبنان في صيف عام 2022 بأعداد صغيرة، لكن الإنتاج تسارع بسرعة بعد أن ندد زعيم حزب الله حسن نصر الله بالهواتف المحمولة في فبراير الماضي. ووفقاً لثلاثة مسؤولين استخباراتيين تحدثوا إلى "نيويورك تايمز"، استثمرت إسرائيل ملايين الدولارات في تطوير هذه التكنولوجيا.

المساهمون