حفّز إنفاق السعوديين أكثر من 162.58 مليار ريال (43.3 مليار دولار)، بالمطاعم والمقاهي خلال عام 2022 الاستثمار الأجنبي في قطاع الضيافة والفندقة، الذي شمل دولا عربية، على رأسها قطر، التي زادت في الفترة الأخيرة استثماراتها في قطاع الفنادق بالمملكة.
وفازت مجموعة "استثمار" القابضة بعقود في 3 منتجعات بالسعودية؛ وهي فندق "سنترال" الذي يضم 430 غرفة، و"فاينا" بالقرب من البحر الأحمر، الذي يضم 150 غرفة، و"ميرافال"، الموجود في المنطقة ذاتها، ويضم 180 غرفة.
وأعلن الرئيس التنفيذي للمجموعة القطرية هنريك كريستانسن أن "استثمار" تبحث عن الوصول لجميع الفرص الممكنة في المنطقة، وبالأخص في مجموعة من الدول المحورية، على رأسها السعودية، حسبما أورد تقرير نشره موقع "عرب نيوز" باللغة الإنكليزية.
نموذج اقتصادي مشترك
يمكن أن يساهم قطاع الضيافة والفندقة في تعزيز اقتصادي مشترك بين قطر والسعودية من خلال زيادة التبادل السياحي والثقافي والتجاري بين البلدين، إذ تعتبر كل منهما واحدة من أهم الأسواق السياحية في المنطقة العربية، وتستقطبان ملايين الزوار سنويا لحضور الفعاليات والمهرجانات والمشروعات الضخمة، حسب تقدير أورده موقع "إيكونومي ميدل إيست".
ويلفت التقرير إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت تحسنا كبيرا بعد إعادة فتح الحدود بينهما في يناير/ كانون الثاني 2021، ما ساهم في تعزيز التعاون بمجالات عدة، بما في ذلك قطاع الضيافة. وفقا لبيانات شبكة "برايس ووتر هاوس كوبرز PwC"، فإن قطر سجلت أعلى مستوى للإشغال الفندقي في المنطقة في عام 2021 بلغ 58%، مدفوعا بزيادة الطلب المحلي والإقليمي، كما شهدت السعودية ارتفاعا في نسبة الإشغال الفندقي إلى 45% في العام ذاته، وهو ما شهد تناميا في العام التالي 2022 والعام الجاري (2023).
ومن شأن زيادة ضخ الدوحة استثمارات في قطاع الضيافة السعودي دعم التوجه نحو تكامل اقتصادي أكبر بين البلدين، وفق التقدير ذاته، مشيرا إلى أن قطر تستثمر في مشاريع فندقية رئيسية بالمملكة، مثل فندق رافلز بمكة والمدينة المنورة وجدة وجزيرة شراء ونخيل جبيل.
كما تستثمر قطر في مشاريع سكنية فخمة في المملكة، مثل شارع جولد سوك في جدة والمدينة المنورة، بهدف توفير خدمات عالية الجودة للسعوديين والزائرين، ودعم مشروع السعودية لتكون وجهة سياحية عالمية.
ويشير مدير عام فندق رافلز شيريل بارنز إلى أن قطاع الفندقة السعودي يشهد طفرة يدعمها تحسين العلاقات السعودية مع دول الجوار بمنطقة الخليج، خاصة قطر وإيران، مشيرا إلى أن الأخيرة تعد أحد أهم أسواق فروع الفندق السعودية في الفترة المقبلة، حسبما أورد تقرير لموقع "أرابيان بيزنس".
وقال بارنز: "نتطلع إلى استئناف حجوزات ضخمة من إيران بعد إعادة فتح الحدود. نحن نؤمن بأهمية توفير خدمات عالية الجودة لضيوفنا من جميع أنحاء العالم".
تكامل أدوار بين البلدين
يؤكد الخبير الاقتصادي القطري عبد الله الخاطر على الأهمية الاستراتيجية لقطاع الضيافة في بلاده، إذ أصبحت المرافق الفندقية حجر أساس لقطاع الضيافة، خاصة منذ استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، ما انعكس على حجم الاستثمارات في هذا القطاع، حسبما صرح لـ"العربي الجديد".
يشير مدير عام فندق رافلز شيريل بارنز إلى أن قطاع الفندقة السعودي يشهد طفرة يدعمها تحسين العلاقات السعودية مع دول الجوار بمنطقة الخليج
فالضيوف من السعودية هم أهم شريحة تقبل على السوق القطري، ولذلك يخلق هذا التبادل تكاملا ثنائيا بين السوقين القطري والسعودي، حسبما يرى الخاطر.
ويؤكد الخاطر أن تعدد وتنوع المرافق الفندقية يوفر خدمات تلبي رغبات شرائح مختلفة من محبي التمتع بالأجواء القطرية والسعودية على السواء، ما يساهم في تحفيز مشروعات التعاون المشترك بين البلدين في هذا القطاع.
ويلفت الخبير القطري إلى أن الإمكانات الهائلة في مشروعات السعودية الضخمة والتاريخ الضارب في عمق الزمن والحضارات والإرث الكبير الجاذب لمختلف الفئات السياحية، كلها عوامل تمثل جاذبية كبيرة للاستثمار القطري في السياحة داخل المملكة، خاصة بقطاع الضيافة والفندقة.
وحسب الخاطر، فإن صورة الحداثة القريبة من الخيال العلمي بمشروعات المدن الجديدة، وعلى رأسها "نيوم"، إضافة إلى الاستعدادات الواسعة لاستقبال السياح بالتزامن مع إقبال الشركات على فتح مكاتب لها في السعودية، تمثل دعما إضافيا لفرص متنوعة ومتعددة باتت سانحة للمستثمرين بشكل عام، والقطريين منهم بوجه خاص.
يشار إلى أن السعودية أطلقت، في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، دعوة للاستثمار الأجنبي في قطاع الضيافة، مشيرة إلى فرص فريدة للمستثمرين في ظل خطط رؤية 2030 التي تهدف إلى جذب 100 مليون زائر للمملكة سنويًا خلال 8 أعوام.