رغم وصول التضخم السنوي في أميركا لأدنى مستوياته في 15 شهراً، إلا أنه جاء أعلى من التوقعات، الأمر الذي تسبب في إحباط قوة الدفع التي ساعدت الأسهم الأميركية في آخر يومين، ليكتفي مؤشر ناسداك بالارتفاع بنسبة 0.57%، بينما أنهى مؤشرا أس آند بي 500 وداو جونز الصناعي تعاملات يوم الثلاثاء في المنطقة الحمراء.
وخلال تعاملات ثاني أيام الأسبوع، وبعد إعلان وزارة العمل الأميركية تباطؤ معدل التضخم السنوي ليسجل 6.4% خلال يناير/كانون الثاني الماضي، مقابل 6.5% في ديسمبر/كانون الأول، متجاوزاً التوقعات التي انتظرت تراجعه إلى 6.2%، عاودت المخاوفُ المستثمرين من استمرار معدلات الفائدة على ارتفاعها لفترات مطولة، ليتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 156 نقطة، مثلت 0.46% من قيمته، بينما بقي مؤشر أس آند بي قريباً من النقطة التي بدأ اليوم عندها، وإن بتراجع طفيف.
وتسببت بيانات التضخم أيضاً في ارتفاع العائد على أوراق الدين التي تصدرها الخزانة الأميركية، ليرتفع عائد ورقة الستة أشهر فوق 5%، للمرة الأولى منذ يوليو/تموز 2007، الذي ظهرت فيه إرهاصات الأزمة المالية العالمية.
وبعد وقت قصير من إعلان بيانات التضخم الأميركي، أنهت الأسواق الأوروبية جلستها المتقلبة بارتفاع لم يتجاوز 0.08%، إلا أنه كان كافياً لدفع مؤشر ستوكس 600 لملامسة أعلى مستوياته في عام.
وبدا المؤشر الأوروبي ثابتًا في البداية، بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركيين، رغم تخليه عن مكاسب الساعات الأولى المتواضعة. ولكن في وقت متأخر من الجلسة، انتعش ليتداول بارتفاع بنسبة 0.6%، قبل أن يتراجع من جديد.
وارتفع المؤشر الأوروبي بأكثر من 9% منذ بداية العام الجديد، مدفوعاً بتحقيق العديد من الشركات الأوروبية أرباحاً فاقت التوقعات، بالإضافة إلى تحسن التوقعات الاقتصادية، حيث أصبح متوقعاً على نطاق واسع الآن تجنب منطقة اليورو للركود.
وعلى الرغم من رفع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام الجاري، في أول تعديل صعودي لها منذ شهور، متوقعة زيادته بنسبة 2.3%، أو نحو 2.32 مليون برميل يومياً، تراجعت أسعار النفط بأكثر من دولار، حيث أعطى المتعاملون وزناً لإمكانية تباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب سياسات البنك الفيدرالي المتشددة.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضا بمقدار 1.03 دولار أو 1.19%، لتبلغ 85.58 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي، لتسجل 79.06 دولار للبرميل عند التسوية، بانخفاض 1.08 دولار أو 1.35%.