تضاعف أسعار السلع الغذائية بنسبة 600% في عهد السيسي

20 فبراير 2023
المواطن يعاني من الغلاء الفاحش والجنيه يواصل التراجع (getty)
+ الخط -

"شرعية إيه، البيضة بجنيه"، هكذا هتف أنصار حركة "تمرد" المصرية بميدان التحرير في قلب العاصمة، إبان تظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 المدعومة من أجهزة الجيش والشرطة، للدلالة على ارتفاع الأسعار آنذاك، وكونه مبرراً رئيسياً للإطاحة بأول رئيس مدني منتخب تعرفه البلاد، وهو الرئيس الراحل محمد مرسي.

ووفق ما رصده "العربي الجديد"، قفزت أسعار السلع الغذائية الأساسية في مصر بنسبة تجاوزت 600%، قياساً بمتوسط أسعار بيع الدواجن واللحوم والأسماك والألبان والزيت والسكر والأرز، وذلك خلال أقل من 10 سنوات، هي فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قفز على السلطة إثر انقلاب عسكري قاده، وقت أن كان وزيراً للدفاع عام 2013.

البيضة التي تحجج المتظاهرون بارتفاع ثمنها إلى جنيه، لم يكن سعرها قد تجاوز 70 قرشاً (الجنيه = 100 قرش) في يونيو/حزيران 2013، حيث كان سعر عبوة البيض الأبيض (30 بيضة) يتراوح ما بين 18 و21 جنيهاً في المحال ومتاجر التجزئة، مقابل متوسط 130 جنيهاً في الوقت الراهن، أي بزيادة نسبتها 566%.

وباتت البيضة الواحدة تُباع بقيمة 5 جنيهات في المناطق الشعبية، ما دفع العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر إلى إعادة نشر إحدى لافتات حركة "تمرد"، والتي كانت تطالب بسحب الثقة من مرسي "عشان الفقير لسه مالوش مكان".

أما أسعار الدواجن، فارتفعت من متوسط 14 جنيهاً للكيلوغرام من الدواجن البيضاء في يونيو/حزيران 2013، إلى 105 جنيهات في فبراير/شباط 2023، بزيادة نسبتها 650%، والدواجن البلدية من 17 جنيهاً للكيلوغرام إلى 115 جنيهاً بزيادة 576%، وصدور البانيه من 30 جنيهاً للكيلوغرام إلى 220 جنيهاً بزيادة 633%.

وارتفعت أسعار اللحوم البلدية الطازجة من متوسط 55 جنيهاً للكيلوغرام إلى 270 جنيهاً، بزيادة نسبتها 390%، واللحوم البرازيلية المجمدة من 30 جنيهاً للكيلوغرام إلى 145 جنيهاً بزيادة 383%. وأسعار السمك البلطي من 12 جنيهاً للكيلوغرام إلى 70 جنيهاً، بزيادة نسبتها 483%، والسمك البوري من 22 جنيهاً للكيلوغرام إلى 120 جنيهاً بزيادة 454%.

وزاد سعر اللتر من الألبان المعبأة من 5.5 جنيهات إلى متوسط 29 جنيهاً، بزيادة نسبتها 427%، والكيلوغرام من الجبنة البيضاء من 18 جنيهاً إلى 120 جنيهاً بزيادة 566%، والكيلوغرام من الجبن الرومي من 28 جنيهاً إلى 180 جنيهاً بزيادة 542%.

وارتفع سعر عبوة زيت الطعام من 6.50 جنيهات إلى 75 جنيهاً (0.8 لتر) بزيادة 1053%، والسكر الأبيض من 3 جنيهات إلى 24 جنيهاً للكيلوغرام بزيادة 700%، والأرز المعبأ من 3.75 جنيهات إلى 25 جنيهاً للكيلوغرام بزيادة 566%، والمعكرونة من 4.5 جنيهات إلى 40 جنيهاً للكيلوغرام بزيادة 987%، والدقيق (الطحين) من 3.50 جنيهات إلى 28 جنيهاً للكيلوغرام بزيادة 700%.

وبحسب تقديرات البنك الدولي، ارتفعت نسبة السكان الذين يعانون من الفقر في مصر إلى نحو 60%، من أصل 105 ملايين نسمة. في وقت طالب السيسي وسائل الإعلام (الموالية) بعدم الحديث عن أزمة ارتفاع أسعار السلع، قائلاً: "لماذا يصر الإعلام على تصوير المصريين بأنهم مرتاعين بسبب الطعام والشراب وارتفاع الأسعار، مايصحش كده. نعم الأسعار زادت، لكن هذه ليست نهاية الدنيا".

وأضاف السيسي، في حفل بمناسبة عيد الشرطة الشهر الماضي: "مصر ستظل وتستمر بتضحياتنا جميعاً، والحديث عن رقابة الحكومة للأسواق هو حديث غير موضوعي، لأنه لا يمكن لأجهزة الدولة السيطرة على الأسعار في دولة بحجم مصر، والأعداد الكبيرة للسكان والأسواق بها".

ويتهم خبراء السيسي بـ"التوسع في الاقتراض من الخارج، بهدف إقامة مشروعات ترويجية ضخمة لا تعود بالنفع على الاقتصاد أو المواطن، مثل العاصمة الإدارية الجديدة والقطار السريع والمونوريل".

علماً بأن الدين الخارجي للبلاد قفز في عهد الرئيس الحالي من 38.38 مليار دولار في عام 2013، إلى 154.98 مليار دولار العام الماضي، بزيادة بلغت نحو 303%.

المساهمون