استمع إلى الملخص
- **التجارة والتأثير الاقتصادي**: تدهورت العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل بعد فرض أردوغان حصارًا على الصادرات التركية، حيث بلغت الصادرات التركية إلى إسرائيل 4.42 ملايين دولار فقط في مايو 2023، بانخفاض 99% مقارنة بالعام السابق.
- **الغاز الطبيعي والتقارب الاستراتيجي**: تسعى إسرائيل لتصدير غازها إلى أوروبا عبر تركيا، مما يمكن أن يقلل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي ويعزز الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة.
على الرغم من أن إسرائيل لم تأخذ تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مأخذ الجد، أشارت تقارير عبرية إلى أنّ العلاقات مع تركيا ذات أهمية كبيرة لدولة الاحتلال من حيث الحصول على الواردات من النفط. وكان أردوغان قد أبلغ الصحافيين بعد اجتماع لمجلس الوزراء في العاصمة أنقرة، يوم الثلاثاء، أنّ "إسرائيل، التي تحظى بدعم سياسي وعسكري واقتصادي من الدول الغربية، تضع أعينها على الدول المجاورة، مما يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي".
وقارن أردوغان بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهتلر وفق المصادر التركية. وبعد وقت قصير من خطاب أردوغان، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس في منشور على موقع إكس، إن الرئيس التركي "يتبع خطى الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين من خلال التهديد بمهاجمة إسرائيل". وكانت تركيا قد قطعت علاقاتها التجارية مع إسرائيل، في بداية مايو/أيار الماضي.
ووفق تقرير بصحيفة "غلوبس" يوم الاثنين، تعد أذربيجان موردًا مهمًا للنفط إلى إسرائيل، ويصل النفط إلى إسرائيل عبر خط أنابيب BTC (باكو-تبليسي-جيهان). وفي ميناء جيهان في جنوب تركيا، يتم تحميل النفط على ناقلات متجهة إلى حيفا. بحسب مكتب الجمارك في باكو، ارتفعت واردات إسرائيل النفطية من أذربيجان بنسبة 55% في النصف الأول من عام 2024، لتصل إلى 1.583 مليون طن بقيمة 989 مليون دولار.
ورغم الحرب على غزة، وطريقة وصول النفط إلى إسرائيل عبر تركيا، انتقلت دولة الاحتلال من ثالث أكبر مستورد للنفط الأذربيجاني في النصف الأول من عام 2023 إلى ثاني أكبر مستورد في النصف الأول من العام الحالي، حيث بلغت حصتها 14% من صادرات النفط الأذربيجانية، وتأتي في المرتبة الثانية بعد إيطاليا التي استوردت 4.273 ملايين طن.
وحسب تقرير "غلوبس"، فإن أردوغان صديق مقرب للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وبالتالي تتخوف مصادر في تل أبيب من أن يستغل الرئيس التركي علاقته مع العاصمة باكو للتأثير بشكل مباشر على تدفق النفط إلى إسرائيل التي يعاني اقتصادها من التضخم.
في الصدد ذاته، يرى تحليل بمعهد مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، في 23 أغسطس 2022، أنّ تركيا مهمة بالنسبة لإسرائيل، ومن المهم دائمًا لإسرائيل إقامة علاقات مع الدول غير العربية في الشرق الأوسط وما حوله. كما أن تركيا مهمة أيضًا للأمن القومي الإسرائيلي، من بين أمور أخرى.
ويشير التحليل إلى أن أحد أهم العوامل التي تدفع إسرائيل للتقارب مع تركيا، هو الغاز الطبيعي، الذي اكتشفته إسرائيل قبالة سواحلها في عام 2010. ومن بين الأماكن والأسواق التي ترغب إسرائيل في بيع غازها فيها هي أوروبا. ويقول التحليل إن الطريقة الأكثر جدوى اقتصادياً لإيصال الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا هي عبر تركيا. وتأمل واشنطن أن يحقق تقارب إسرائيل مع تركيا مكاسب اقتصادية، خاصة في الحد من اعتماد أوروبا على روسيا في الحصول على الطاقة والغاز الطبيعي.
وسط تلك الأجواء الملبدة وحالة الترشق التركي الإسرائيلي، فإنّ السؤال المطروح: هل ينبغي أخذ تل أبيب تهديد أردوغان على محمل الجد؟
وفق محللين، فإنه ليس سراً أن تركيا كانت شريكا تجاريا مهما لإسرائيل، لكنها لم تعد كذلك، بسبب الحصار الذي فرضه أردوغان على الصادرات التركية المتجهة للأسواق الإسرائيلية. ووفقا للإحصاءات التركية، بلغت الصادرات من تركيا إلى إسرائيل في مايو من هذا العام 4.42 ملايين دولار فقط، أي أقل بنسبة 99% عما كانت عليه في مايو 2023. وبالنسبة لعام 2024 حتى نهاية مايو، انخفض إجمالي الصادرات من تركيا إلى إسرائيل بنسبة 38.4% إلى 1.42 مليار دولار.
ومع ذلك، فإن لإسرائيل مصلحة واضحة في الحفاظ على نوع من الاستقرار في العلاقات بين البلدين، قدر الإمكان، وهذه المصلحة تكمن في الطاقة.
يُذكر أن تركيا أوقفت في بداية مايو/ أيار الماضي جميع أنشطة التجارة مع إسرائيل حتى تسمح البلاد بتدفق كاف وغير منقطع للمساعدات الإنسانية التي ترسلها للفلسطينيين في غزة. وتقدر قيمة التجارة بين البلدين 6.8 مليارات دولار في عام 2023، منها 76% صادرات تركية، بحسب معهد الإحصاء التركي.
وبلغ إجمالي واردات إسرائيل من تركيا 4.6 مليارات دولار في عام 2023، مما يجعلها سادس أكبر مصدر لواردات إسرائيل، وفقًا لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي. وكانت الواردات الرئيسية من تركيا هي الصلب والآلات والمعادن والوقود بالإضافة إلى المنتجات الطازجة والمنتجات الغذائية.