تشكيك في ضخ الغاز الروسي عبر "السيل الشمالي" بكامل طاقته

17 يوليو 2022
تشكيك في استئناف الضخ الكامل (Getty)
+ الخط -

مع بقاء أيام معدودة على انتهاء فترة الصيانة الدورية التي يخضع لها خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي" لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا حتى 21 يوليو/ تموز الجاري، يشكك خبراء في مجال الطاقة في أن تتم إعادة تشغيل الخط بكامل طاقته على ضوء المشكلات الفنية المتعلقة بصيانة توربينات شركة "سيمينز" الألمانية التي ماطلت كندا في تسليمها تطبيقاً للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.  

ودفع هذا الوضع بعملاق الغاز الروسي "غازبروم" إلى التقدم بشكل رسمي إلى "سيمينز" للمطالبة بتقديم وثائق تفيد بإمكانية إخراج التوربين لمحطة "بورتوفايا" مع أخذ نظامي العقوبات في كندا والاتحاد الأوروبي بالاعتبار.  

وأعربت "غازبروم" في بيان صدر أمس السبت عن أملها في وفاء "سيمينز" بالتزاماتها في إطار خدمة التوربينات التي يعتمد عليها "السيل الشمالي" وتوفير الغاز الطبيعي للمستهلكين الأوروبيين.  

وفي هذا الإطار، يشكك نائب مدير صندوق أمن الطاقة الوطني في موسكو، أليكسي غريفاتش، في واقعية استئناف ضخ الغاز الروسي عبر "السيل الشمالي" بكامل طاقته رغم موافقة كندا على تسليم التوربين، معتبراً أن "سيمينز" يتعين عليها تقديم ضمانات لـ"غازبروم" باستمرار تقديم خدمات الصيانة.   

ويقول غريفاتش لـ"العربي الجديد": "المسألة الرئيسية بالنسبة إلى السوق هي ليست عودة توربين "السيل الشمالي"، بقدر ما هي استمرار صيانة التوربينات العاملة. لا يعني قرار كندا تسليم المعدات تطبيعاً عاماً للمناخ السياسي، ولذلك يبقى مصير التصدير عبر "السيل الشمالي" غامضاً حتى رغم الإشارات الإيجابية للسوق، ولا داعي لترقب استئناف تصدير الغاز الروسي بكامل الطاقة". 

ويعتبر أن إصدار كندا ترخيصاً مؤقتاً لا يناسب "غازبروم"، مضيفاً: "يتعين على "سيمينز" تقديم ضمانات بتقديم الدعم الفني اللازم للمعدات طوال فترة خدمتها دون ربط ذلك بمواقف الحكومات الكندية أو الأميركية أو الألمانية".  

وكان "غازبروم" قد أعلن يوم الأربعاء الماضي أنه لم يحصل على وثائق تتضمن سماح كندا بإخراج محرك التوربين الغازي لـ"السيل الشمالي"، رغم أن السلطات الكندية قررت في وقت سابق إصدار تصريح تسليم التوربين إلى ألمانيا. وظهرت الصعوبات مع إعادته بسبب العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا. 

وقالت الشركة في بيان آنذاك: "في هذه الظروف، يتعذر الخروج بنتيجة موضوعية حول التطور اللاحق للوضع مع ضمان العمل الآمن لمحطة "بورتوفايا" التي تشكل أهمية حيوية لخط أنابيب الغاز السيل الشمالي". 

وفي منتصف يونيو/ حزيران الماضي، انخفضت الإمدادات عبر "السيل الشمالي" من الـ167 مليون متر مكعب المقررة إلى 100 مليون. وأرجع "غازبروم" ذلك إلى أن التوربين الخاضع للصيانة في كندا لم تتم إعادته إلى روسيا بسبب العقوبات.  

وفي وقت لاحق، أوقفت الشركة تشغيل محرك توربين غازي آخر، لينخفض ضخ الغاز إلى 67 مليون متر مكعب فقط يومياً. وعلاوة على ذلك، أفادت الشركة المشغلة للمشروع "نورد ستريم إيه جي" بأن "السيل الشمالي" سيتوقف للصيانة الدورية خلال الفترة من 11 إلى 21 يوليو/ تموز الجاري. 

وفي الوقت الذي افترضت فيه شركة "سيمينز" المنتجة للتوربين والحكومة الألمانية أن تقليص إمدادات الغاز يعود إلى أسباب سياسية لا فنية، أصر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، على أن روسيا تعتز بـ"سمعة مورد مسؤول"، وتفي بالتزامات الإمدادات إلى ألمانيا. 

المساهمون