رصد تسرب للغاز في موقعين من خط أنابيب "نورد ستريم 1" الذي يربط روسيا بألمانيا في بحر البلطيق، على ما أفادت السلطات الدنماركية والسويدية الثلاثاء غداة الإعلان عن تسرب غاز في خط "نورد ستريم 2"، ما سبب توتراً ورفع أسعار الغاز في أوروبا بعد تراجع دام أربعة أيام.
وأفادت وزارة المناخ والطاقة الدنماركية في بيان بأن "السلطات تبلغت الآن بوجود نقطتين أخريين لتسرب الغاز في خط أنابيب نورد ستريم 1 غير الموضوع في الخدمة أيضاً لكنه يحوي الغاز"، مشيرة إلى "رفع مستوى التأهب في قطاع الكهرباء والغاز" في البلاد، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
وبدأ تحقيق بعدما تعرض نورد ستريم 2 المتوقف المثير للجدل بين روسيا وأوروبا لخسارة مفاجئة في الضغط، وتم اكتشاف تسرب غاز في المياه الدنماركية. وقال مشغل نورد ستريم 2 إن الضغط في خط الأنابيب تحت البحر انخفض من 105 إلى 7 بار بين عشية وضحاها، وفق "ذا غارديان" البريطانية.
وخط الأنابيب المملوك لروسيا، والذي كان يهدف إلى مضاعفة حجم الغاز المتدفق من فيبورغ في روسيا، تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا، قد اكتمل لتوه وتم ملؤه بـ 300 مليون متر مكعب من الغاز عندما ألغاه المستشار الألماني أولاف شولتز قبل وقت قصير من غزو روسيا لأوكرانيا.
انخفاض في الضغط
وقال مشغل خط الأنابيب في بيان يوم الاثنين إن الانخفاض السريع في الضغط تم تسجيله خلال الليل في إحدى السلاسل المكونة للوصلة. وشرحت الشركة المشغلة: "تم إخطار السلطات البحرية في ألمانيا والدنمارك والسويد وفنلندا وروسيا على الفور. التحقيق جار".
وتم تحديد موقع الحادث في المنطقة الاقتصادية الدنماركية الخاصة جنوب شرق جزيرة بورنهولم، وفقاً لبيان نورد ستريم 2. وقالت السلطة البحرية الدنماركية، التي أعلنت عن تسرب الغاز يوم الاثنين، إنه قد يكون خطيرا. وأعلنت في إشعار: "يُنصح البحارة بعدم الإبحار ضمن منطقة 5 أميال بحرية من الموقع المذكور".
وحتى الآن لم يتضح حجم الغاز المتسرب في مياه البلطيق. تم ملء كل سلسلة من خطوط نورد ستريم 2 بحوالي 177 مليون متر مكعب من الغاز التقني استعداداً للإمدادات التجارية، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ".
وقد يؤدي تسرب الغاز في خطوط الأنابيب تحت الماء إلى مخاطر بيئية طويلة المدى بالإضافة إلى مخاطر اندلاع حريق. في يوليو/تموز 2021، تسبب خط أنابيب غاز تحت الماء متسرب تديره شركة بتروليوس ميكسيكانوس في خليج المكسيك في حريق هائل، وجذب الانتباه الدولي وانتقادات من نشطاء البيئة والسياسيين.
ارتفاع الأسعار
وعلى الأثر، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي اليوم الثلاثاء بعد أربعة أيام من الخسائر، حيث يزن التجار المخاطر على الإمدادات الروسية المستقبلية إلى القارة مقابل ارتفاع المخزونات وخطوات تقليل الطلب، بحسب "بلومبيرغ".
وارتفعت العقود الآجلة المعيارية بنسبة 3.3%، من أدنى مستوى لها في شهرين يوم الإثنين. وقال رئيس منظم الشبكة الألماني، كلاوس مولر، على تويتر إن الوضع "متوتر" لكن البلد والاتحاد الأوروبي لم يعودا معتمدين على إمدادات نورد ستريم. وكان مشغل خط الأنابيب أصدر إشعار انقطاع الخدمة رسمياً حتى 26 أكتوبر/تشرين الثاني.
وتم تداول الغاز الهولندي مرتفعاً بنسبة 3% عند 179 يورو لكل ميغاواط /ساعة بحلول الساعة 8:34 صباحاً في أمستردام.
وتمتلئ مواقع تخزين الغاز في أوروبا بنحو 88%، وهو أعلى من متوسط الخمس سنوات، حتى مع قيام روسيا بقطع صادراتها من خطوط الأنابيب إلى القارة إلى الحد الأدنى، في أعقاب عقوبات الاتحاد الأوروبي بسبب حربها في أوكرانيا.
كما ساعدت الواردات القوية من الغاز الطبيعي المسال، وتحسين توليد الرياح في أجزاء من أوروبا، وتوقعات الطقس المعتدلة لشهر أكتوبر في إبقاء الأسعار تحت السيطرة بعد الارتفاع في أغسطس/آب. لا يزال التجار يراقبون عن كثب تحركات موسكو لمعرفة ما إذا كان الوضع سيتدهور.