تزايد توترات الشرق الأوسط يرفع أسعار النفط

07 اغسطس 2024
زادت مخزونات النفط والبنزين في الولايات المتحدة، يوتا 24 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **ارتفاع أسعار النفط وتوترات الشرق الأوسط**: ارتفعت أسعار النفط بسبب التوترات في الشرق الأوسط بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، مما أثار مخاوف من تأثير الصراع على إمدادات النفط.

- **تراجع الطلب الصيني وزيادة المخزونات الأميركية**: انخفضت واردات النفط الصينية إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر 2022، وزادت المخزونات الأميركية بشكل غير متوقع، مما أدى إلى تراجع أسعار النفط في وقت سابق.

- **توقعات الطلب العالمي على النفط**: أبقت إدارة معلومات الطاقة الأميركية على توقعاتها لنمو الطلب العالمي في 2024 عند 102.9 مليون برميل يومياً، مع توقع انخفاض الطلب في 2025 بنحو 200 ألف برميل يومياً.

ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية اليوم الأربعاء، في ظل تزايد التوتر في الشرق الأوسط، لكن تراجع الطلب حدّ من المكاسب. وبحلول الساعة 06.15 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتاً، أو 0.16%، إلى 76.60 دولاراً للبرميل. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 17 سنتاً، أو 0.23%، إلى 73.37 دولاراً.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أمس الثلاثاء، اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي.

ودعمت بيانات التجارة الصينية وجهة النظر المتشائمة بشأن الطلب، إذ أظهرت أن الواردات اليومية من النفط الخام في يوليو/ تموز هبطت إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر/ أيلول 2022. وجاء التعافي الأوسع نطاقاً للأسعار بعد أن تراجعت في وقت سابق من جلسة التداول، في أعقاب بيانات أميركية أظهرت زيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الخام والبنزين. 

وذكرت مصادر في السوق، نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي، أمس الثلاثاء، أنّ مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة زادت خلال الأسبوع الماضي. وانخفض الخامان القياسيان جراء ذلك. وكان الخام الأميركي وخام برنت قد انتعشا من أدنى مستوياتهما في عدة أشهر ليسجلا ارتفاعاً عند التسوية في الجلسة السابقة.

وقالت المصادر، التي تحدثت شرط عدم نشر هوياتها، إنّ أرقام معهد البترول الأميركي أظهرت زيادة مخزونات الخام 176 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الثاني من أغسطس/ آب. وكان محللون استطلعت وكالة رويترز آراءهم قد توقعوا انخفاض مخزونات الخام بمقدار 700 ألف برميل. وارتفعت مخزونات البنزين 3.313 ملايين برميل مقابل توقعات المحللين لانخفاض قدره مليون برميل، في حين ارتفعت مخزونات نواتج التقطير 1.217 مليون برميل، وهي زيادة أكبر من المتوقع. ومن المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية بيانات المخزونات الأسبوعية في الساعة 14.30 بتوقيت غرينتش اليوم الأربعاء. 

وأبقت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الثلاثاء، على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 دون تغيير عند 102.9 مليون برميل يومياً. وتتوقع الإدارة أن ينخفض ​​الطلب على النفط في عام 2025 بنحو 200 ألف برميل يومياً إلى 104.5 ملايين برميل يومياً. ورفعت الإدارة توقعاتها للطلب الأميركي على النفط في عام 2024 بمقدار 100 ألف برميل يومياً إلى 20.5 مليون برميل يومياً، وتوقعت أيضاً تقلص الفارق بين العرض والطلب في أسواق النفط الأميركية هذا العام، لكنها خفضت أيضاً توقعاتها للأسعار، وفقاً لتقرير توقعات سوق الطاقة للأمد القريب. 

تراجع واردات الصين من النفط

وفي السياق، أظهرت سجلات "رويترز" لبيانات جمركية أنّ واردات الصين اليومية من النفط الخام في يوليو/ تموز هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر/ أيلول 2022، إذ أدت هوامش المعالجة الضعيفة وانخفاض الطلب على الوقود إلى كبح العمليات في المصافي المملوكة للدولة والمستقلة. وكشفت بيانات الإدارة العامة للجمارك أن أكبر مشترٍ للنفط الخام في العالم جلب 42.34 مليون طن في يوليو/ ‬‬‬تموز أو حوالى 9.97 ملايين برميل يومياً.

وانخفضت الواردات بنحو 12% عن الشهر السابق، وكانت أقل بنحو 3% عن مستواها قبل عام، وفقاً لسجلات "رويترز" لبيانات الجمارك. وتضغط أسعار النفط الخام المرتفعة والاستهلاك المحلي الأقل من المتوقع للبنزين والديزل على أرباح التكرير. وقدرت شركة الاستشارات الصينية أويل كيم ​​أنّ المصافي المستقلة عملت بنحو 56.11% من طاقتها في يوليو، وهو أدنى مستوى في ثلاث سنوات وبانخفاض 7.3 نقاط مئوية مقارنة بالعام السابق. وعلى مدى الأشهر السبعة الأولى من العام، بلغ إجمالي واردات النفط الخام 317.8 مليون طن أو 10.89 ملايين برميل يومياً، بانخفاض 2.4% على أساس سنوي، مسجلاً انخفاضاً سنوياً نادراً وأكبر تراجع منذ أوائل عام 2023. 

عوامل تدعم أسعار النفط

وعلى صعيد العرض، تعهدت إيران بالانتقام من إسرائيل في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية في طهران والقائد  في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في بيروت، وهو ما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. وقال دانيال هاينز، المحلل في "إيه إن زد": "أي تصعيد للصراع في الشرق الأوسط قد يزيد خطر اضطراب الإمدادات من المنطقة".

كذلك إن انخفاض الإنتاج في حقل الشرارة النفطي الليبي، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 300 ألف برميل يومياً، يفاقم المخاوف حيال نقص الإمدادات. وبحسب تقديرات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية نشرت أمس الثلاثاء، انخفضت مخزونات النفط العالمية بنحو 400 ألف برميل يومياً في النصف الأول من العام. وتتوقع الإدارة تراجع المخزونات بنحو 800 ألف برميل يومياً في النصف الثاني. 

(رويترز)

المساهمون