تركيا تتطلع لتحقيق 35 مليار دولار من عائدات السياحة في 2022

04 يونيو 2022
تصدر الألمان عدد السياح الأجانب إلى تركيا (العربي الجديد)
+ الخط -

يتوقع عاملون في مجال السياحة أن يحاكي العام 2022 سياحياً عام 2019، وقت بلغت تركيا المرتبة السادسة عالمياً، إثر استقطابها نحو 52 مليون سائح، قبل أن تتراجع العائدات وأعداد السياح خلال العامين الماضيين، بسبب أزمة كورونا.

وفي حين يرجح المتخصص بالسياحة فهري آيت، العامل بمنشأة "بامبي" السياحية، أن يزيد عدد السياح إلى بلده عن 40 مليونا وعائدات تفوق 30 مليار دولار، ربط تلك التوقعات بمآلات السياسة والحرب الروسية على أوكرانيا.

وبدّل كثير من السياح حول العالم وجهتهم، من موسكو وكييف إلى أنطاليا وإسطنبول، لكن في الوقت ذاته خسرت تركيا معظم سياح البلدين المتحاربين الذين يقدرون بنحو خمسة ملايين، إلا أنّها ستكسب مزيداً من سياح المنطقة العربية.

ويبيّن المتخصص التركي أنّ مؤشرات الربع الأول من العام الجاري، بعد أن زادت بنسبة 122% عن الربع الأول من عام 2021، تزيد من آمال بلاده في إعادة التعويل على السياحة وعائداتها خلال مئوية تأسيس الجمهورية العام المقبل، وإن تراجعت الآمال عن الخطط الموضوعة قبل وباء كورونا، لاستقبال نحو 75 مليون سائح عام 2023 وفق أرقام 2019 الهائلة.

وأشار إلى أنّ عائدات الربع الأول اقتربت من 6 مليارات دولار، رغم أنّ ذروة السياحة كانت في الربعين الثاني والثالث، بدليل زيادة عدد السياح أكثر من 3 ملايين خلال إبريل/نيسان، وزيادة التدفق في مايو/أيار الماضي.

وكانت وزارة الثقافة والسياحة التركية قد كشفت سابقاً عن استقبال تركيا 8 ملايين و885 ألفاً و876 سائحاً حتى مطلع مايو/أيار الماضي، بزيادة بنسبة 172% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتصدّر الألمان عدد السياح الأجانب تلاهم البلغاريون ثم الايرانيون، ليبتعد الروس عن أوائل السياح كما المعتاد في تركيا.

وتعاظمت الآمال بعام سياحي مميز، بناء على زيادة الإقبال على تركيا، بعد تراجع سعر صرف الليرة إلى نحو 16.4 ليرة مقابل الدولار، وإعلان أنقرة أخيراً، إلغاء شرط إبراز نتيجة فحص سلبي (PCR) للمسافرين القادمين إلى البلاد، بعد أن ألغت السلطات التركية إلزامية ارتداء الكمامات أثناء ركوب وسائل النقل الجماعي، بما فيها الطائرات.

ورفع وزير الثقافة والسياحة التركي، محمد نوري آرصوي، توقعات عدد السياح إلى 42 مليون سائح وعائدات بقيمة 35 مليار دولار العام الجاري، مضيفاً، خلال تصريحات لتلفزيون محلي، أول من أمس الخميس، أنّ الوزارة تواصل منذ عام 2019 تطوير استراتيجيات مختلفة تتعلق بالقطاع السياحي، لكن الوزراة هذا العام، كثفت حوافزها لإقامة المهرجانات وآلاف الفعاليات الفنية.

ويقول الاقتصادي التركي خليل أوزون، إنّ عودة التدفق السياحي إلى بلاده وامتلاء الفنادق، "سيعودان بالفائدة على سعر صرف الليرة جراء دخول العملات الأجنبية وتوازن العرض والطلب"، وهذا برأيه من المنعكسات المباشرة.

ويتوقع أوزون، كما يقول لـ"العربي الجديد"، أن يسد سياح المنطقة العربية، والخليج خاصة، فاقد السياح الروس لهذا العام، بالإضافة للسياح الأوروبيين ودخول بلاد جديدة على قائمة مقاصد تركيا، سواء من دول آسيا، ولا سيما الصين، أو أفريقيا بعد الاتفاقات التجارية مع القارة السمراء، وتهافت الطلبة على الجامعات التركية.

لكن سياحة هذا العام، برأي الاقتصادي التركي، لن تصل إلى مستويات عام 2019 إلا أنّها ستزيد عن أرقام العامين الماضيين، وقت أدى الإغلاق ووباء كورونا إلى تراجع السياح العام الماضي لنحو 30 مليون سائح.

ويرى مختصون أنّ إسطنبول وأنطاليا، هما كلمتا السر بسياحة تركيا، ومنهما تؤخذ نسبة الإقبال وتحدد ملامح العائدات، إذ تعد أنطاليا مركز اهتمام السياح الروس والخليجيين. وارتفع عدد السياح الوافدين إلى الولاية، بحسب بيانات وزارة الثقافة والسياحة التركية، بنسبة 223% منذ مطلع العام حتى نهاية مايو/أيار الماضي، ليبلغ عدد السياج نحو 2.5 مليون سائح، تصدرهم الألمان ثم الروس.

كما أظهرت آخر الاحصائيات أن مدينة إسطنبول استقبلت 3 ملايين و882 ألفاً و348 سائحاً، خلال أربعة أشهر من هذا العام.

المساهمون