استمع إلى الملخص
- الاتفاق يوفر أكثر من 100 مليار دولار للوقاية من الكوارث و10 مليارات للمزارعين، لكن ترامب يضغط لرفضه والمطالبة برفع سقف الدين، مما قد يؤدي إلى إغلاق جزئي للحكومة.
- الجمهوريون يجرون محادثات لتجنب الإغلاق، لكن لم يتم التوصل لاتفاق نهائي، ويحذر ترامب من تحديات انتخابية للمؤيدين.
عادت أزمة إغلاق الحكومة الأميركية إلى الواجهة مجدداً وسط خلافات عميقة بين إدارة الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي أعرب، أمس الأربعاء، عن معارضته اتفاقاً توصّل إليه الكونغرس يتيح تمويل الحكومة الفيدرالية حتى منتصف مارس/آذار، وبالتالي تجنّب حدوث إغلاق الحكومة الأميركية قبيل عطلة نهاية العام، في موقف سارع البيت الأبيض للتنديد به.
وإذ أشار ترامب إلى أنّ التنازلات المقدّمة للديمقراطيين في مشروع القانون تنطوي على "خيانة لبلدنا"، قال الرئيس المنتخب في بيان مشترك مع نائبه جي دي فانس: "يتعيّن على الجمهوريين أن يكونوا أذكياء وصارمين. إذا هدّد الديمقراطيون بإغلاق الحكومة ما لم نمنحهم كل ما يريدون، فاعلموا أنهم مخادعون"، وفقاً لما نقلت عنه وكالة "فرانس برس".
وسارع البيت الأبيض إلى التنديد بموقف ترامب، متّهما المعارضة الجمهورية بممارسة "ألاعيب سياسية" ومحذراً من حصول "اضطراب في سائر أنحاء البلاد" إذا حدث الشلل الحكومي. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان-بيار في بيان: "يجب على الجمهوريين التوقف عن ممارسة ألاعيب سياسية بهذا الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين الحزبين، وإلا فإنهم سيؤذون الأميركيين المجتهدين في العمل وسيتسببون بعدم استقرار في سائر أنحاء البلاد".
وأتى بيان ترامب وفانس غداة توصّل الكونغرس إلى اتفاق بشأن الموازنة يتيح تمويل الحكومة الفدرالية لغاية منتصف مارس. وقبل موقف ترامب كان متوقعاً أن يُقر النص في مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون قبل إحالته على مجلس الشيوخ لإقراره ومن ثم إلى الرئيس جو بايدن لتوقيعه ونشره قانوناً سارياً، علماً أن الوقت ينفد لأن أمام الكونغرس مهلة تنتهي في منتصف ليل الجمعة-السبت لاعتماد إجراء تمويل مؤقت للخدمات العامة الفيدرالية، وإلا فإن الحكومة الأميركية ستواجه إغلاقاً جديداً.
ويحيل "الإغلاق" مئات الآلاف من موظفي الدولة على البطالة الفنية، ويؤدي إلى تجميد العديد من المساعدات الاجتماعية وإغلاق بعض دور الحضانة. وهذا الوضع غير مرغوب فيه للغاية في الولايات المتحدة، خصوصا مع اقتراب موسم العطل. وتمويل الإدارات الفيدرالية موضوع نزاع متكرر في الولايات المتحدة، وتدور بشأنه خلافات حتى داخل المعسكر الجمهوري بين المحافظين المعتدلين وأنصار ترامب الداعين إلى تقليص كبير في الإنفاق الفدرالي.
وسارع إيلون ماسك، الذي عيّنه ترامب على رأس هيئة حكومية سيتم استحداثها لخفض الإنفاق العام، إلى انتقاد الاتفاق المبرم في الكونغرس والمطالبة بإلغائه. وقال أثرى رجل في العالم في سلسلة منشورات على منصّته "إكس" للتواصل الاجتماعي: "اقتلوا النص!".
— Elon Musk (@elonmusk) December 19, 2024
ويوفّر الاتفاق أكثر من 100 مليار دولار من المساعدات للوقاية من الكوارث الطبيعية ومعالجة آثارها، اقترحها الرئيس جو بايدن، وعشرة مليارات دولار من المساعدات للمزارعين الأميركيين. وسيستعيد الجمهوريون الغالبية في مجلس الشيوخ في أوائل يناير/كانون الثاني، فيما يعود ترامب إلى البيت الأبيض في 20 منه. وسيعمل الجمهوريين حينها على ميزانية جديدة تؤمن تمويل برنامج ترامب، خصوصا في ما يتصل بترحيل المهاجرين، وزيادة استخراج النفط، وخفض الضرائب.
وبحسب وكالة رويترز، أصبح أمام الكونغرس يومان لتجنب إغلاق جزئي للحكومة بعدما رفض ترامب اتفاقاً بين الحزبين في وقت متأخر من مساء الأربعاء، وطالب المشرعين أيضا برفع سقف الدين القومي قبل توليه منصبه الشهر المقبل، مشيرة إلى ضغط ترامب على زملائه الجمهوريين في الكونغرس لرفض مشروع قانون مؤقت للحفاظ على تمويل الحكومة بعد الموعد النهائي في منتصف ليل الجمعة.
وفي غياب تحرك الكونغرس، تقول رويترز إن الحكومة الأميركية ستبدأ إغلاقاً جزئياً، يوم السبت، من شأنه أن يعطل كل شيء من السفر الجوي إلى إنفاذ القانون في الأيام التي تسبق عطلة عيد الميلاد في 25 ديسمبر/كانون الأول. وكان الاتفاق بين الحزبين الذي تم التوصل إليه يوم الثلاثاء سيمدد التمويل حتى 14 مارس/آذار.
وحذر ترامب من أن الجمهوريين الذين يصوتون لصالح الحزمة التشريعية الحالية قد يواجهون صعوبة في إعادة انتخابهم لأنهم سيواجهون تحديات في الانتخابات التمهيدية داخل حزبهم. وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال": "أي جمهوري قد يكون غبياً إلى الحد الذي يجعله يفعل هذا يجب أن يترشح في الانتخابات التمهيدية".
وإذا حدث ذلك، فسيكون أول إغلاق حكومي منذ الإغلاق الذي امتد من ديسمبر/ كانون الأول 2018 إلى 2019، خلال فترة ولاية ترامب الأولى في البيت الأبيض التي استمرت أربع سنوات، بحسب رويترز، فيما يدعو ترامب الآن الكونغرس إلى تمرير تشريع من شأنه أن يربط النهايات غير المكتملة قبل توليه منصبه الشهر المقبل من خلال زيادة سلطة الاقتراض الحكومية - وهي مهمة صعبة سياسياً - وتمديد التمويل الحكومي.
محادثات بنّاءة بشأن تلافي إغلاق الحكومة الأميركية
بعد اجتماع مع نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس وغيره من كبار القادة الجمهوريين، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، قال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون إن هناك "محادثة بناءة"، دون إعطاء تفاصيل. وقال جونسون: "لن أقول أي شيء آخر عن ذلك الليلة، لأننا في خضم هذه المفاوضات". وعندما سُئل عما إذا كان رفع سقف الدين سيكون جزءًا من اتفاق يجري العمل عليه، قال زعيم الجمهوريين في مجلس النواب ستيف سكاليز إن المشرعين "لم يصلوا إلى هناك بعد".
وسُئل رئيس لجنة المخصصات في مجلس النواب توم كول، الذي كان أيضاً في الاجتماع، عما إذا كان واثقاً من عدم حدوث إغلاق حكومي، فأجاب: "لست واثقاً من أي شيء".