تراجع شراكات الطاقة مع مصر يدفع إسرائيل إلى قبرص

10 يوليو 2023
إسرائيل تسعى لتعظيم صادرات الغاز (فرانس برس)
+ الخط -

تبذل إسرائيل جهوداً دبلوماسية وسياسية لتوسيع شراكات الطاقة مع محيطها الإقليمي، بحيث تتحرر من اعتمادها على مصر فقط في تصدير غازها إلى الغرب.

وذكرت صحيفة "هارتس" أن الحكومة الإسرائيلية كثفت مؤخرا اتصالاتها مع قبرص على وجه الخصوص بهدف التوافق على آليات لتصدير الغاز الإسرائيلي عبرها.

وفي تحليل أعده الباحث جبرائيل ميطشل، لفتت الصحيفة إلى أن زيادة كميات الغاز التي تصدرها إسرائيل إلى الغرب عبر مصر باتت تصطدم بعائقين رئيسيين، وهما: المصاعب التي تعترض بناء أنبوب جديد لنقل الغاز من حقل "ليفيتان" إلى مصر، وكَون أن الطاقة الإجمالية لعمل مرافق إسالة الغاز المصرية في "إيدكو" و"دمياط" بات محدودة، بحيث أن فرص زيادة تصدير الغاز عبر مصر باتت ضئيلة.

وأوضحت الصحيفة أن المشاكل التي تواجه تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر مصر تقلص من إمكانية تطبيق الاتفاق الثلاثي، الذي توصلت إليه إسرائيل ومصر والاتحاد الأوروبي في يونيو 2022 بشأن تصدير الغاز الإسرائيلي إلى دول الاتحاد عبر موانئ مصرية بعد إسالته في مرافق إسالة في بلاد النيل.

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تراهن على دور قبرص كمحطة لتصدير غازها إلى أوروبا، مشيرة إلى أن حكومة نيقوسيا معنية بأن يجرى تصدير الغاز الإسرائيلي عبرها بعد إسالته في مرفقي إسالة قبرصيين، أحدهما صغير ويقع في محيط ميناء "فيسكلوسول" القرصي، والآخر مركز إسالة بري كبير تخطط الحكومة القبرصية لبنائه.

وأبرزت الصحيفة أن قبرص معنية بأن يُدشّن الإنبوب لضخ الغاز الإسرائيلي إلى مرافق الإسالة لديها ومن ثم نقله إلى السوق العالمية، على أن يكون هذا الأنبوب بديلا عن خط " EastMed"، الذي اعترضت عليه الولايات المتحدة.

وأكدت الصحيفة أن إنشاء الخط بين قبرص وإسرائيل يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي المعني بتنويع مصادر الطاقة لتقليص الاعتماد على الغاز الروسي.

واستدركت الصحيفة بأن هناك مشكلة تواجه التوافق القبرصي الإسرائيلي على تصدير الغاز، وتتمثل في الخلاف بين الجانبين حول حقل "أوفرديتا- يشاي"، مشيرة إلى أن فرص حل الخلاف تعاظمت مؤخرا بعدما تمكنت شركة "شيفرون" من شراء حصص الشركات صاحبة الامتياز في الحقل الذي يتبع إسرائيل وقبرص في الوقت ذاته.

وفي الوقت ذاته، فإن بناء مرفق الإسالة القبرصي سيستغرق وقتا، لا سيما أنه لم تتضح بعد هوية الجهات المستعدة لتمويل بنائه.

وأضافت الصحيفة أن الجهود الهادفة لتصدير الغاز الإسرائيلي عبر قبرص جاءت بعد توصل إسرائيل وقبرص واليونان لاتفاق على مد كابل لربط شبكات الكهرباء في الدول الثلاث والمعروف بـ"إيرو آسيا".

وفي ما يتعلق بآفاق التعاون مع تركيا في تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، عشية زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى أنقرة قريبا، لفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من التحسن الكبير الذي طرأ على العلاقات بين الجانبين، فأن أزمة الثقة بين نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحول دون اتخاذ تل أبيب قراراً بتصدير الغاز إلى أوروبا عبر تركيا.

وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن إسرائيل تصدر منذ 2020 الغاز إلى كل من مصر والأردن، في حين تلعب مصر دورا مهما بوصفها محطة لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى السوق العالمية.

ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل حققت إنجازات كبيرة على صعيد تحسين فرصها على بناء شراكات طاقة إقليمية، لافتة إلى أن أهمها تمثل في نجاحها في الدفع نحو تشكيل "منتدى غاز الشرق الأوسط"، الذي يتخذ من القاهرة مقراً له، فضلا عن نجاحها في جذب استثمارات أجنبية من شركات عالمية كبرى، وضمنها شركات خليجية.

واعتبرت الصحيفة أن نجاح إسرائيل في التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود المائية مع لبنان وفّر بيئة أمنية تساعد على استخراج الطاقة الكامنة في احتياطاتها من الغاز.

 

المساهمون