تراجع حاد في بورصة تل أبيب... وأزمة الاقتصاد تتفاقم

23 أكتوبر 2023
حيرة بين المستثمرين حول مسار الاقتصاد الإسرائيلي (Getty)
+ الخط -

تراجعت ورصة تل أبيب بشكل حاد يوم الأحد، مع دخول الحرب مع حماس أسبوعها الثالث. وحسب تقرير البورصة بنشرة " غلوبس" الإسرائيلية اليوم، تراجع مؤشر "تل أبيب 35" بنسبة 2.23% إلى 1632.20 نقطة، وهو مؤشر يقيس الأسهم الـ 35 الكبرى بالبورصة.  كما تراجع مؤشر "تل أبيب 125" بنسبة 2.52% إلى 1640.29 نقطة. وتراجع كذلك مؤشر  شركات التقنية "بلو تيك" بنسبة 2.57% إلى 329.22 نقطة. تراجع مؤشر سندات الشركات لجميع السندات بنسبة 0.57% إلى 362.63 نقطة.

وبلغت قيمة التداولات 1.08 مليار شيكل في الأسهم و1.76 مليار شيكل في السندات. ويهرب المستثمرون من الأسهم الإسرائيلية وسط مجاهيل الحرب الإسرائيلية ضد قطاع عزة ومدى تطورها والمدة التي ستأخذها ونوعية رد الفعل المتوقع من سكان قطاع غزة على الجيش الإسرائيلي. 
وفي سوق الصرف الأجنبي، حدد بنك إسرائيل سعر الشيكل مقابل الدولار  منخفضاً بنسبة 0.496% يوم الجمعة، ليصل إلى 4.049 شيكل/دولار، كما تم تحديد سعر الشيكل مقابل لايورو متراجعاً بنسبة 0.722% عند 4.280 شيكل/يورو.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز"، قالت في تقرير حول تداعيات عملية "طوفان الأقصى" وماتلاها من الحرب على غزة، أنها ضربت النمو الاقتصادي لإسرائيل. وأضافت، أن الحرب على غزة، أدت إلى توقف النشاط الاقتصادي في العديد من القطاعات الاقتصادية أو تباطأت بدرجة كبيرة. 
وأشارت في هذا الشان، إلى أن قطاع السياحة وصل إلى طريق مسدود تقريبًا، حيث باتت السفن السياحية  تتفادى شواطئ إسرائيل ويلغي الناس الزيارات التي كان مخططاً لها للمنتجعات الإسرائيلية. كما أوقفت شركات الطيران الكبرى رحلاتها من وإلى البلاد، بما في ذلك رحلات الشحن.

وحسب التقرير، قالت شركة UPS  للشحن ، إنها توقفت عن الرحلات إلى إسرائيل. وواجهت عمليات الشحن البحري ضوابط إضافية من قبل البحرية الإسرائيلية، مما أثر على شحنات البضائع. وقال محللون لـ" نيويورك تايمز"، إن إسرائيل، التي تعتمد بشكل كبير على النفط المستورد، أغلقت أحد مينائيها النفطيين الرئيسيين لأسباب تتعلق بالسلامة.
وفي ذات الصدد، قالت شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة، أنه تم تعبئة العديد من موظفيها الأصغر سناً في الجيش الإسرائيلي. وحسب "نيويورك تايمز"، قالت شركة إنفيديا، أكبر شركة مصنعة للرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والرسومات الحاسوبية في العالم، إنها ألغت مؤتمراً للذكاء الاصطناعي، وهي القمة التي كان من المقرر عقدها في تل أبيب. وأغلق تجار التجزئة، بما في ذلك H&M وZara، متاجرهم في  إسرائيل.

ويقول محللون، إن  الحرب الإسرائيلية على غزة  يمكن أن تؤدي أيضاً إلى إبطاء استثمارات الغاز الطبيعي في المنطقة، مما يضر بطموحات إسرائيل لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا الذي كانت تعول عليه في دعم حصيلة الصادرات. وكانت صناعة الغاز الطبيعي، تلقت مؤخراً دعماً من شركة شيفرون  ضمن خطة تصبح بموجبها إسرائيل مركزًا لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا وأماكن أخرى.
من جانبه قال محافظ البنك المركزي الإسرائيلي، أمير يارون،  مع وجود العديد من جنود الاحتياط في الخطوط الأمامية والمدنيين في الملاجئ بسبب الهجمات الصاروخية، سيكون هناك تأثير على النشاط الاقتصادي الحقيقي. وأضاف أن الحرب "من المرجح أن تستمر في الفترة المقبلة". 
ويذكر أن الاقتصاد الإسرائيلي بدأ يتعثر هذا العام بعد أن تقدمت الحكومة اليمينية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بخطة مثيرة للجدل لكبح سلطة القضاء، والتي قال منتقدوها إنها قد تضعف سيادة القانون، وتحرض ملايين الإسرائيليين على الاحتجاج. وأدت الخطة إلى مغادرة العديد من قادة التكنولوجيا البلاد، قائلين إن الإصلاح سيقوض مكانة إسرائيل، وحذروا من التراجع الاقتصادي الكبير بالبلاد.وأدى الإصلاح حتى الآن إلى تراجع بنسبة 60% في الاستثمار الأجنبي في إسرائيل، كما أدى إلى تسريع تآكل قيمة الشيكل والتقلبات الواسعة في سوق الأسهم الإسرائيلية. 

المساهمون