قال الناطق باسم وزارة الزراعة في غزة، أدهم البسيوني، لـ"العربي الجديد" إنّ زراعة الورد في قطاع غزة باتت شبه متوقفة في القطاع بسبب وقف التصدير إلى الدول الأوروبية جراء الإغلاق المتكرر لمعبر كرم أبو سالم التجاري، وغياب الدعم الهولندي.
وأوضح البسيوني، أنّ الهولنديين كانوا يدعمون مزارعي الورد في قطاع غزة، ومع توقف هذا الدعم مقابل التكلفة العالية لزراعة الأنواع المختلفة من الورد تراجعت زراعة الورد، لافتاً إلى أنّ هولندا كانت تدعم كل دونم مزروع بالورود بنحو 3 آلاف دولار، وتراجع هذا الدعم خلال السنوات الأخيرة إلى 700 دولار فقط، وأما الآن فلم يعد قائماً.
وأوضح الناطق باسم وزارة الزراعة، أن مزارعي الورود انتقلوا لزراعة محاصيل تقليدية وخضار لبيعها في السوق المحلي، بعد فشل الموسم.
وبسبب جائحة كورونا تضررت الأسواق المحلية لبيع الورود، على أثر توقف المناسبات الاجتماعية وإغلاق الصالات والفنادق ومنع إقامة الأفراح والمناسبات المختلفة في الأماكن العامة.
واستبدل المزارع الفلسطيني حماد عراد (56 عاماً) زراعة الورد التي كان يقوم بها في دونماته العشرة بزراعة العنب ومحاصيل زراعية أخرى تمكنه من تسويقها محلياً.
المزارع عراد الذي كانت أرضه لا تنقطع عن زراعة الورود على مدار 25 عاماً مضت، يقول لـ"العربي الجديد" إنّه لم يعد قادراً على الإيفاء بالتزامات بيته وأولاده. ويضيف: "كنت في السابق أستطيع توفير ما يطلبونه أما الآن فنحن نعاني بسبب تراجع زراعة الورد مع الحصار وعدم التصدير ووباء كورونا مما أثر علينا بشكل كبير، وللأسف لا أحد ينظر إلينا".
وتراجعت زارعة الورود المختلفة في قطاع غزة منذ فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة قبل نحو 13 عاماً، حيث بلغ حجم الدونمات المزروعة بالورود في أوائل التسعينيات نحو 1200 دونم موزعة في أنحاء متفرقة من القطاع، وأما الآن فباتت الدونمات المزروعة بالورد أقل من 20 دونماً يسعى أصحابها لاستبدالها بمحاصيل أخرى مع توقف بيع وتصدير الورد إضافة إلى جائحة كورونا.
وأوضح عراد أن مزارعي الورد كانوا يتلقون دعماً من الهولنديين للاستمرار في الزراعة والتصدير، إلا أنّ هذا الدعم تراجع بشكل كبير ولم يعد قائماً منذ بداية جائحة كورونا، ورغم ذك يحاول المزارع الفلسطيني زراعة الحد الأدنى من الورود التي يحتاجها السوق المحلي بكميات محددة أبرزها الجوري والقرنفل حتى لا تتعرض للتلف، حيث إنّ كثيراً من المحاصيل لا يحالفها النجاح بالزراعة بسبب ملوحة المياه.
واتجهت شريحة كبيرة من المزارعين في قطاع غزة في الآونة الأخيرة نحو تخصيص أرضها لزراعة الخضروات والفواكه بدلاً من زراعة الورد، كونها لا تحتاج إلى كلفة مالية مرتفعة ولسهولة تسويقها داخلياً مقارنة بالورد.
ويحتاج الورد إلى اهتمام كبير خلال فترة الزراعة مروراً بالحصاد نظراً لحساسيته الزراعية، حيث تتراوح فترة الإنتاج بين 3 إلى 6 أشهرٍ على الأقل، وهي فترة طويلة مقارنة ببعض المحاصيل الزراعية الأخرى، وهو سبب آخر دفع المزارعين في غزة للتخلي عن زراعة الورد.
وتتركز زراعة الورود في قطاع غزة في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع وفي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، حيث شهد العام 1998 أوسع نطاق لزراعة الورد حيث وصلت إلى أكثر من 100 مشروع زراعي بمساحة زراعية زادت عن 1200 دونم.
وقال المزارع محمد حجازي لـ"العربي الجديد" إنّه بات يستكفي بأشقائه الثلاثة للعمل معه في أرضه الزراعية وقرر الاستغناء عن 40 عاملاً كانوا يعملون معه بسبب تراجع زراعة الورد، بعد أن أصبحت الواردات المالية من مشروعهم الزراعي لا تكفي لسد رمق عائلاتهم.
وشهدت الفترات الأخيرة إتلاف كميات كبيرة من الورود في قطاع غزة وتحويلها إلى طعام للمواشي بسبب توقف التصدير وفرض الاحتلال الإسرائيلي قيوداً مشددة على التصدير بشكلٍ عام من غزة إلى العالم.
وشهدت أعداد مزارعي الورود في قطاع غزة تراجعاً كبيراً، بعد توقف التصدير للخارج منذ عام 2012؛ نتيجة الحصار الإسرائيلي، وتوقف الدعم الهولندي.
ويضيف حجازي: "بدأنا في زراعة الورد من خلال والدي منذ العام 1995، واستمرت حتى عام 2012؛ جراء وقف التصدير للخارج وتم تقليص مساحة الزراعة لعشرة دونمات فقط، نزرعها بأصناف للسوق المحلية فقط".