تراجع بناء المنازل الجديدة في الولايات المتحدة خلال يناير للشهر الخامس

16 فبراير 2023
التراجع مستمر في إنشاء المنازل الجديدة في أميركا (Getty)
+ الخط -

تراجع بناء المنازل في الولايات المتحدة مرة أخرى في يناير/كانون الثاني، مسجلاً خمسة أشهر متتالية من التراجع، على الرغم من انخفاض معدلات الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري، وتراجع التضخم، وتخفيض المصاريف الإدارية التي يحصل عليها المقرضون، بالإضافة لتقديم بعض الامتيازات للراغبين في الشراء.

وانخفضت "بدايات الإسكان"، وهي مقياس لعمليات بناء المنازل الجديدة، بنسبة 4.5% في شهر يناير/كانون الثاني، مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول، وبنسبة 21.4% مقارنة بشهر يناير من العام الماضي، وفقًا للبيانات الصادرة يوم الخميس عن مكتب الإحصاء. وتراجعت بدايات شهر يناير إلى مستوى سنوي، يبلغ 1.31 مليون، بانخفاض عن تقديرات ديسمبر البالغة 1.37 مليون.

وشهدت بدايات الإسكان انخفاضًا كبيرًا في مايو/أيار ويوليو/تموز من العام الماضي، عندما دفع ارتفاع معدلات الرهن العقاري، العديد من مشتري المنازل المحتملين بعيدا عن السوق، قبل أن ترتد قليلاً في أغسطس/آب، لتعاود الانخفاض منذ ذلك الحين.

وتراجع بناء المساكن للأسرة الواحدة التي تم البدء فيها في يناير بنسبة 4.3% عن رقم ديسمبر المنقح.

وانخفض متوسط معدل الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عامًا إلى 6.12% الأسبوع الماضي، وفقًا لبيانات من مسهل قروض الرهن العقاري، التابع للحكومة الأميركية، فريدي ماك، إلا أنه لا يزال أعلى بكثير مما كان عليه قبل عام واحد فقط، عندما كانت المعدلات تحوم حول 3.69%.

ومع ظهور علامات على تراجع التضخم الأميركي، مبتعدا عن أعلى مستوياته في أكثر من أربعة عقود، خلال الربع الأخير من العام الماضي، تراجعت معدلات الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري، حيث شعر المطورون العقاريون بمزيد من التفاؤل نحو ما سيكون عليه الحال في عام 2023.

لكن تقرير الوظائف الذي أظهر إضافات ضخمة للوظائف في يناير، بالإضافة إلى تقريري أسعار المستهلكين والمنتجين، اللذين تم الإعلان عنهما الأسبوع الجاري،  أكدوا معاً أن المخاوف من استمرار معدل التضخم المرتفع مبررة، وأن معدلات الفائدة، بما فيها تلك المطبقة على قروض الرهن العقاري، ربما تستقر لفترات أطول، عند مستويات أعلى مما كان متوقعاً من قبل، وهو ما قد يزيد من تباطؤ نشاط الإسكان في أميركا، بعد سنوات من الانتعاش غير المسبوق.

وارتفعت تصاريح البناء الممنوحة، التي تتبع عدد الوحدات السكنية الجديدة، بشكل طفيف في يناير، بزيادة 0.1% عن شهر ديسمبر، لكنها انخفضت بنسبة 27.3% عن العام الماضي، وبلغت 1.339 مليون.

أيضاً ارتفعت طلبات الحصول على قروض الرهن العقاري بنسبة 28% منذ أوائل نوفمبر، وفقًا لموقع Redfin، وسيط العقارات.

وبلغ متوسط سعر المنزل القائم الذي تم بيعه في ديسمبر 372.7 ألف دولار، بزيادة قدرها 2% عن نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لتقرير صدر الأسبوع الماضي عن الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين. ويمثل هذا الشهر الـ130 على التوالي لزيادة أسعار المساكن على أساس سنوي، وهي أطول سلسلة مسجلة على الإطلاق.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وعلى صلة بالأمر، ارتفعت الثقة بين شركات البناء في سوق الإسكان في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في فبراير/شباط، حيث ساعد الانخفاض الأخير في معدلات الفائدة على قروض الرهن العقاري على توقي تنامي طلب المشترين.

وارتفع مؤشر الرابطة الوطنية لبناة المنازل Wells Fargo Housing Market Index، الذي يقيس نبض سوق الإسكان للأسرة الواحدة ، 7 نقاط إلى 42، وهي أعلى قراءة منذ سبتمبر/أيلول، وأكبر مكسب في شهر واحد منذ يونيو/حزيران 2013.

وفي حين تعد أي قراءة للمؤشر فوق 50 إيجابية؛ لم يدخل المقياس المنطقة السلبية قبل عام 2022، منذ عام 2012، باستثناء انخفاض قصير، رغم أنه كان حاداً، في مايو 2020، في واحدة من أسوأ الفترات التي شهدتها كافة الأسواق، في أعقاب ظهور وانتشار وباء كوفيد-19 في أميركا وأغلب بقاع الأرض.

ووصل المؤشر إلى نحو نصف ما كان عليه قبل شهر واحد فقط، عندما كان عند 81، على الرغم من أنه ارتفع من أدنى مستوى له عند 31. وبلغ المؤشر ذروته، عند أعلى مستوى في 35 عامًا، مسجلاً 90 نقطة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، مدعومًا بانخفاض قياسي لأسعار الفائدة في ذلك الوقت.

المساهمون