افتتحت الليرة السورية اليوم الثلاثاء على 4050 ليرة مقابل الدولار ونحو 4150 لليورو الواحد، متراجعة بنحو 40 ليرة عن أسعار أمس الإثنين ونحو 200 ليرة عن أسعار العيد الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من استمرار التراجع بحسب مصادر من دمشق.
ويرجّح المحلل المالي، علي الشامي، استمرار تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا على الاقتصاد السوري، لأنها نالت "بشكل كبير" من توريد القمح والنفط الخام من روسيا إلى سورية، ما "ألزم نظام الأسد للبحث عن موارد جديدة والدفع الكاش، الأمر الذي عرى خزائن الأسد وبدد بعض القطع الأجنبي فاختل السوق".
ويضيف الشامي لـ"العربي الجديد" أن التحويلات الخارجية، قبل العيد وخلاله، هي التي أسعفت الليرة السورية ومنعتها من التهاوي، مقدراً حجم التحويلات بأكثر من 8 ملايين دولار يومياً، بعد زيادة أعداد المهجرين السوريين وتوزعهم على دول الجوار والقارة الأوروبية. ويقول: "رأينا زيادة دخول القطع الأجنبي للسوق السورية بعد رفع شركات الصرافة أسعار التصريف لموازاة السوق الهامشية" ولكن، منذ بدْء تراجع حجم التحويلات واستمرار الطلب على الدولار، عاودت الليرة التراجع من نحو 1850 ليرة إلى أكثر من 4050 ليرة اليوم بسوق المرجة وسط دمشق.
تزايد الهجرة
وزادت أسباب داخلية كثيرة برأي الاقتصادي السوري، حسين جميل من عوامل تراجع سعر الليرة السورية، منها زيادة طرح كتل نقدية خلال الفترة الماضية، لشراء المحاصيل الزراعية وبمقدمتها القمح، بالتوازي مع تراجع جميع موارد القطع الأجنبي، من صادرات وسياحة.
ويشير جميل لـ"العربي الجديد" إلى زيادة وتيرة هجرة السوريين خلال الفترة الحالية، بعد بيع ممتلكاتهم، والعقارات بشكل خاص، وذلك بالتزامن مع طلب التجار الدولار من شركات الصرافة والسوق "إذا زاد عرض الليرة والطلب على الدولار وسط واقع إنتاجي وخدمي بالحضيض، فعلى ماذا يمكن أن تستند الليرة ليثبت سعرها إن لم نقل يتحسن؟".
ولكن، يستبعد الاقتصادي السوري انهيار الليرة، لأن سورية مرت بظروف أصعب مما تكابده هذه الفترة ولم تخرج الليرة عن التعامل، سوى في شمال غربي سورية (المناطق المحررة تتعامل بالليرة التركية والدولار)، فقرار استمرار التعامل بالعملة السورية وإسنادها بـ"قرارات سياسية أبعد من محلية" مرتبطة برأي جميل، ببقاء نظام الأسد وإبقاء سورية على حافة الدولة الفاشلة، ولكن من دون أن تصلها.
وعن أسعار الذهب بالسوق السورية، يقول الاقتصادي جميل "إنها تتذبذب بشكل كبير" وتفوق ما يعانيه المعدن الأصفر بالأسواق العالمية، فالذهب يعيش فترة "تقلب حادة دولياً" جراء تذبذب العملات الرئيسية وترقب المستثمرين أسعار الفائدة بالمصارف المركزية العالمية، والفيدرالي الأميركي بشكل خاص.
لكن ارتفاع أسعار الذهب بسورية جاء أعلى من الارتفاع العالمي، ففي حين سجل سعر الأونصة 1722 دولاراً، تعدى سعرها بدمشق 1900 دولار، بعد تسجيلها نحو 7.8 ملايين ليرة سورية.
ارتفاع سعر الذهب
وبحسب موقع "بزنس 2بزنس" الاقتصادي من دمشق ومصادر لـ"العربي الجديد"، فقد بلغ سعر الغرام عيار 21 قيراطا 196 ألف ليرة سورية متقدماً بمقدار 1000 ليرة سورية عن سعر الأمس، في حين سجل الغرام عيار 18 قيراطاً سعراً قدره 168 ألفاً و134 ليرة سورية.
كما بحسب المصادر ذاتها، ارتفع سعر الليرة الذهبية السورية عيار 21 قيراطاً إلى مليون 650 ألف ليرة، بينما بلغ سعر الليرة الذهبية عيار 22 قيراطاً مليوناً و720 ألف ليرة سورية، ليستقر سعر غرام الفضة الخام عند 22 ألف ليرة سورية.
وتشهد الليرة السورية تراجعاً مستمراً منذ عام 2011، حين لم يزد سعر الدولار عن 50 ليرة، لتبلغ أدنى سعر على الإطلاق بالتوازي مع إقرار مجلس الشيوخ قانون قيصر، منتصف ديسمبر/كانون الأول 2019 ومن ثم توقيعه من الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب في 21 ديسمبر من العام نفسه، لتزيد التوقعات بوصول الدولار إلى نحو 5 آلاف ليرة، قبل أن يصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في يناير/كانون الثاني 2020، مرسومًا يقضي بتجريم التداول بغير الليرة السورية.
وفرض النظام غرامات وعقوبات على المخالفين، وصلت إلى الأشغال الشاقة لسبع سنوات، ما أبعد الليرة، بحسب مراقبين، عن التهاوي والانهيار ليتذبذب سعرها وتسجل قاعاً جديداً اليوم، بتعدي سعر الدولار 4 آلاف ليرة سورية.