أعاد قرار الصين رفع جزء كبير من قيود جائحة كوفيد الصارمة التي عطلت الصناعة بث الحياة من جديد في سوق المعادن العالمية التي شهدت أسوأ فتراتها خلال الشهور الماضية.
وتراجع النمو الاقتصادي الصيني بنسبة أكثر من 2.0% خلال الشهور الأخيرة. وتعد الصين أكبر مستهلك للمعادن في العالم، وبالتالي فإن انتعاش اقتصادها يعني انتعاش صناعة المعادن.
ويصف محللون رفع قيود كوفيد في الصين بأنها كانت بمثابة عودة "فصل الربيع" بالنسبة لقطاع المعادن وبالنسبة لأسعارها بعد شتاء قاس من التباطؤ وانهيار الأسعار.
وحسب تحليل بموقع "أويل برايس"، فإن رد فعل سوق المعادن على القرار الصيني كان فورياً، حيث ارتفعت عقود النحاس لمدة ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن (LME) بنسبة 3.4%، وهو أعلى مستوى لها منذ 22 يونيو/حزيران 2022.
وفي الوقت نفسه، ارتفع عقد النحاس الأكثر تداولًا في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة بنسبة 1.5% إلى 9515.30 دولارا أميركيا (67630 يوانًا) للطن. ويمثل هذا أعلى مستوياته في حوالي خمسة أشهر.
كما ارتفع خام الحديد، يوم الجمعة الماضي، بنسبة 5.0% في الصين إلى 99.86 دولاراً للطن. كما أدت معايير أسعار منتجات الصلب ومدخلات صناعة الصلب الأخرى إلى زيادة المكاسب.
وفي الوقت ذاته ارتفعت العقود الآجلة لخام الحديد في سنغافورة بنسبة 5% لتصل إلى 95.85 دولارا للطن. وباستثناء الألومنيوم، فإن جميع المعادن الصناعية تقريباً سجلت ارتفاعاً.
وشملت الإجراءات الصينية، التي طبقت يوم الأربعاء، تقليص فترة الحجر الصحي الإلزامية، والتي تسببت في مشاكل لا تعد ولا تحصى لاقتصاد البلاد. وباعتبار الصين واحدة من أكبر منتجي ومستهلكي المعادن في العالم، فإن قرار رفع الحظر كان بمثابة أمل للعديد من المشترين والبائعين في سوق المعادن التي تعاني منذ شهور.
وقال محللو معادن لنشرة "أويل برايس"، إن القرار قدم دفعة كبيرة لسوق المعادن اليائس منذ فترة طويلة. إذ قفزت أسعار المعادن الصناعية المتعددة بشكل ملحوظ بعد إعلان السلطات الصينية عن رفع القيود. ويرى محللون أن الحكومة الصينية ستتخلى قريبًا عن سياسة عدم انتشار فيروس كورونا بالكامل.