تحذير مغربي من تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف

25 فبراير 2024
يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى انتقالات مهمة أو إلغاء عدد من الوظائف (Getty)
+ الخط -

قال معهد تفكير مغربي إن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على العديد من الوظائف، إذ يمكن أن يؤدي إلى زيادة الطلب على العمل في بعض القطاعات أو إلى إلغاء عدد من الوظائف في قطاعات أخرى.

جاء ذلك بحسب منشور "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد" (غير حكومي) بعنوان "كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد؟" من إعداد الخبير بالمركز أوتافيانو كانوتو، نقلته وكالة المغرب الرسمية.

وأبرز المنشور أنه "في المجال الاقتصادي، سيساهم الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل العديد من الوظائف المهنية، بالإضافة إلى تقسيم العمل، والعلاقة بين العمال والرأسمال المادي".

وأضاف وفقا لوكالة "الأناضول"، اليوم الأحد، أن هذا الأمر ستكون له انعكاسات في مجالات غير الاقتصاد، بما فيها الأمن القومي، والسياسة والثقافة.

وأوضح أنه على الرغم من أن هذا التأثير أصبح جليا على مستوى العمل المتكرر، إلا أن الذكاء الاصطناعي يتعلق بالمهام التي تنجزها اليد العاملة المؤهلة.

وبحسب المصدر ذاته، فإنه في قطاعات تستدعي استمرار الإشراف البشري على الذكاء الاصطناعي، سيكون التوجه تحقيق زيادة كبيرة في الإنتاجية والطلب على العمل (الوظائف).

وفي قطاعات أخرى، يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى انتقالات مهمة أو إلغاء عدد من الوظائف، وفق المركز.

وفي المقابل، أكد كانوتو أن الزيادة المنتظمة في الإنتاجية الإجمالية يمكنها، مبدئيا، تعزيز النمو الاقتصادي، وبالتالي دعم ارتفاع الطلب الكلي، ما سيمكن من خلق فرص عمل من شأنها تعويض "فقدان الوظائف" في بعض القطاعات.

وسجل أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى بروز قطاعات ووظائف مهنية جديدة، في حين ستختفي قطاعات أخرى، في إطار دينامية تتجاوز "عملية إعادة توزيع بسيطة بين القطاعات".

وأشار كانوتو في هذا الصدد إلى نتائج الأبحاث الاستكشافية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل العمل، الصادرة عن صندوق النقد الدولي في 14 يناير/ كانون الثاني 2024.

وأبرز أن هذه الأبحاث تظهر أن 60% من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة ستتأثر، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 40% في الاقتصادات الناشئة وإلى 26% في البلدان منخفضة الدخل، وذلك راجع إلى الاختلافات في هياكلها الحالية ذات الصلة بفرص الشغل. 

وتسارع اعتماد الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات بعدما أظهر "تشات جي بي تي" ChatGPT من "أوبن إيه أي" OpenAI والأدوات التوليدية الأخرى إمكانات عالية للتقدم التكنولوجي. 

كما طرحت شركات التكنولوجيا، من "مايكروسوفت" Microsoft Corp و"ألفابِت" Alphabet Inc في الولايات المتحدة إلى "بايدو" Baidu Inc ومجموعة "علي بابا" Alibaba Group Holding Ltd في الصين، خدمات جديدة للذكاء الاصطناعي، وكثفت خطط التطوير بوتيرة حذّر بعض قادة الصناعة من أنها قد تكون سريعة إلى حد التهوّر.

ولطالما كانت المخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف مصدر قلق رئيسي. فعبارة "سوف تسرق الآلات وظائفنا" هو شعور كثيراً ما جرى استخدامه منذ سنوات خلال أوقات التغيّر التكنولوجي السريع.

وأكدت دراسة لشركة "برايس ووترهاوس كوبرز"، العام الماضي، أن 15.7 تريليون دولار هي المساهمة المحتملة للذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030 بزيادة بنسبة تصل إلى 26% في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات المحلية. 

وقدر خبراء الاقتصاد في "غولدمان ساكس"، في دراسة سابقة، أن ما يقرب من ثلثي المهن الأميركية معرضة لدرجة معينة من الأتمتة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

كما أدى الإقبال العالمي على الذكاء الاصطناعي إلى ارتفاع قيمة الشركات العاملة في القطاع، حيث بلغت القيمة السوقية لشركة إنفيديا تريليوني دولار في تعاملات بورصة نيويورك أول من أمس الجمعة.

وارتفعت أسهم الشركة 60% تقريبا هذا العام، بعد زيادة قيمتها أكثر من ثلاثة أمثال في 2023.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون