تحذير لتجار العملات المشفرة من تعرضهم لأمراض نفسية حادة

30 اغسطس 2024
فنيون في وحدة لتعدين العملات المشفرة في هيرناندارياس، باراغواي، 2 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذرت دراسة من جامعة تورنتو وميامي من أن حاملي العملات المشفرة يظهرون سمات شخصية "مظلمة" مثل النرجسية والاعتلال النفسي، ويميلون لتصديق نظريات المؤامرة ودعم الجماعات المتطرفة.

- الدراسة، التي شملت 2001 بالغ أميركي، وجدت أن مالكي العملات المشفرة أكثر عرضة للجنون والتعصب وعقلية الضحية، وأن 30% من المشاركين يمتلكون أو امتلكوا هذه العملات.

- تقلبات السوق والاحتيالات جعلت بعض المتداولين يتقبلون وصف "المريض النفسي"، حيث شهدت بيتكوين ارتفاعات وانخفاضات حادة في قيمتها.

حذرت دراسة أوردتها بلومبيرغ، اليوم الجمعة، تجار العملات المشفرة من أنهم أكثر عرضة للإصابة بحالات النفسية، وأنه يجب التنبه إلى أعراضها. وبحسب الشبكة الأميركية، يميل حاملو الأصول الرقمية إلى إظهار مستويات أعلى من سمات الشخصية "المظلمة" مثل النرجسية والميكافيلية والاعتلال النفسي والسادية، وفقاً لورقة أكاديمية حديثة أجراها باحثون في جامعة تورنتو وجامعة ميامي ونشرت في مجلة "بلوس ون" (PLOS One).

وتشير النتائج المقدمة إلى أن "ملكية العملات المشفرة مرتبطة بالعديد من الخصائص غير المعيارية وغير التكيفية"، وأن "الأفراد الذين اشتروا العملات المشفرة كانوا في المتوسط ​​أكثر عرضة لتصديق نظريات المؤامرة ودعم الجماعات المتطرفة ومشاركة المشاعر الشعبوية".

وأوضحت الدراسة، التي استطلعت آراء 2001 بالغ أميركي، إلى أن أصحاب العملات المشفرة يميلون إلى الحصول على درجات أعلى في مقاييس الحاجة إلى الفوضى والجنون والسمات الفصامية والتعصب وعقلية الضحية والاستجابة النفسية، وهو مصطلح سريري للدوافع الناجمة عن الشعور بفقدان الحريات الشخصية. وذكر نحو 30% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يمتلكون، أو امتلكوا، العملات المشفرة موضوع الدراسة.

وثمة الكثير من الأمثلة على سمات الشخصية "المظلمة" في عالم الشركات التقليدي أيضاً، بحسب بلومبيرغ، التي أوضحت أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها لاستخلاص استنتاجات بين حاملي العملات المشفرة والسمات النفسية، حيث قدمت دراسات أخرى روابط بين الاعتلال النفسي والقيادة المؤسسية المسيئة. ووجدت ورقة بحثية نُشرت عام 2014 في "إلسيفيه" (Elsevier) علاقة إيجابية كبيرة بين تصنيفات الموظفين لسمات الاعتلال النفسي لدى مشرفيهم والضائقة النفسية التي أبلغ عنها العمال ورضاهم الوظيفي.

ومن نتائج الدراسة أيضاً أن السخرية الذاتية الفكاهية هي أيضاً سمة مشتركة بين متعصّبي العملات المشفرة الذين شهدوا جميع تقلبات السوق والاحتيالات والفضائح، ولذلك فإن بعض المتداولين يتعاملون مع وصف "المريض النفسي" ببساطة. ومن ذلك، مثلاً، لم تكن استنتاجات الدراسة مفاجئة لكريس ويلر، وهو متداول عملات مشفرة يبلغ من العمر 57 عاماً. فقد قال إنه "يجب أن تكون مجنوناً حرفياً لتشارك في شيء حيث ترتفع ثروتك الصافية بمليون دولار وتنخفض بمليون دولار في يوم واحد، وحيث لا شيء مضمون".

بالتجربة العملية، في عام 2021، ارتفع سعر بيتكوين إلى نحو 69 ألف دولار قبل أن ينخفض ​​إلى أقل من 16 ألفاً سنة 2022، ثم يرتفع مجدداً إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند قرابة 74 ألف دولار هذا العام. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تعرضت صناعة الأصول الرقمية لضربات شديدة من كل شيء، بدءاً من إدانة القادة بالاحتيال وصولاً إلى المرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب الذي يروّج لمخزون وطني استراتيجي من بيتكوين.

وخلص الباحثون إلى جملة من أقوى المتغيرات في ملكية العملات المشفرة وأبرزها كون غالبية المالكين هم من الذكور، أو الاتسام بعقلية الضحية، أو الاعتماد على مصادر وسائل التواصل الاجتماعي الهامشية للحصول على الأخبار. ومن المؤكد أن عينة المشاركين في الدراسة كانت محدودة نسبيًا، وقد طُلب من الذين شملهم الاستطلاع الإبلاغ عن خصائصهم الخاصة. لكن استنتاجاتها لا تزال تتردد. قال ويلر: "سمنا ما تريد. نحن نقود الطريق".

المساهمون