قالت منظمة التجارة العالمية إن التوترات الجيوسياسية تغير التدفقات التجارية، حيث تقوم الدول بتحويل سلاسل التوريد إلى الحلفاء بدلاً من المصدر الأكثر كفاءة.
وأشارت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها في تقريرها السنوي عن التجارة العالمية، إلى أن قيمة السلع والخدمات المتداولة مستمرة في الارتفاع، لكنها تنمو بشكل أسرع داخل الكتل المتحالفة، محذرة من أن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف والمزيد من الصراعات.
وأوضحت المديرة العامة للمنظمة نغوزي أوكونجو إيويالا في التقرير الذي نُشر، مساء الثلاثاء، أن "النظام الاقتصادي الدولي بعد عام 1945 بُني على فكرة أن الترابط بين الدول من خلال زيادة العلاقات التجارية والاقتصادية من شأنه أن يعزز السلام والرخاء المشترك".
وحذرت من أن "هذه الرؤية معرضة اليوم للتهديد، كما هو الحال بالنسبة لمستقبل الاقتصاد العالمي المفتوح الذي يمكن التنبؤ به". ولفتت إلى أن "التوترات الجيوسياسية المتزايدة، ترفع حدة المخاوف حول استخدام السياسة التجارية كسلاح"، في إشارة إلى اتساع حدة الخلافات بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، وانتقال تبعاتها لمنع صادرات تكنولوجيا أميركية إلى بكين.
وأكد التقرير أن هناك أيضاً زيادة في دول مثل الولايات المتحدة التي تستشهد بمخاطر الأمن القومي لحظر التجارة في السلع والخدمات ذات الأهمية الاستراتيجية، وخاصة مع الصين. وفي الفترة بين عامي 2017 و2022، جرى رفع 38 شكوى حول مثل هذه التدابير إلى منظمة التجارة العالمية، وهو ضعف العدد بين عامي 2011 و2016.
كما زادت الشكاوى بشأن الحواجز أمام تجارة السلع، حيث تضاعف عدد الحالات التي تم فيها فرض الرسوم على الواردات من الفترة 2011-2016 إلى 164 حالة في الفترة 2017-2022.
وبحسب التقرير فإن قيمة تجارة البضائع العالمية ارتفعت بنسبة 12% إلى 25.3 تريليون دولار في عام 2022، لكنه أرجع ذلك جزئياً إلى التضخم المرتبط بصعود أسعار السلع الأساسية والوقود التي أثارتها الحرب في أوكرانيا.
وبلغت قيمة تجارة الخدمات التجارية العالمية 6.8 تريليونات دولار في عام 2022، بزيادة 15% عن العام السابق.
وقالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية إن "إعادة العولمة" نحو دمج المزيد من الاقتصادات والقطاعات في تدفقات التجارة العالمية من شأنها أن تساعد في الحد من الفقر ومكافحة تغير المناخ من خلال نشر التكنولوجيا الخضراء والمساعدة في تعزيز الأمن لأن البلدان التي تتمتع بعلاقات تجارية وثيقة أقل احتمالاً من أن تدخل في حروب.