استمع إلى الملخص
- تسعى لعلاقات متوازنة مع الولايات المتحدة، مؤكدة على الصداقة والاحترام المتبادل، وتلقى تهنئة من الرئيس الحالي لوبيز أوبرادور الذي يعبر عن فخره بالإنجاز.
- تواجه المكسيك تحديات اقتصادية بما في ذلك التعافي من جائحة كوفيد-19 والحاجة لتحسين النمو وتقليل الفقر، مع ضغوط لمعالجة التهديدات المناخية وتحفيز النمو الاقتصادي.
حصلت المكسيكية ذات الميول اليسارية كلوديا شينباوم على ما يكفي من الأصوات لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة بلد في أميركا اللاتينية. ورغم تأكيدها أنها "لن تخيب تطلعات" مواطنيها، تدرك عالمة المناخ التحديات التي تنتظرها، والتي لا تقتصر على مهمة إنقاذ اقتصاد البلاد، وإنما تمتد لتشمل احتواء عصابات المخدّرات والتصدي للعنف الذي يطاول النساء.
ونشر المعهد الانتخابي في البلاد تقديراً سريعاً للفرز في وقت متأخر من ليلة الأحد قائلاً إن شينباوم فازت في الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن التقدير يمكن أن يكون به هامش خطأ بالزيادة أو النقصان في حدود 1.5%. وفي خطاب ألقته بعد إعلان النتائج الأولية، قالت شينباوم إن الحكومة ستتبع "التقشف على مستوى الحكومة والانضباط المالي والاستقلال الذاتي"، مضيفةً أن البلاد "لن يكون لها أبداً حكومة استبدادية أو قمعية".
ورسمت شينباوم رؤية فضفاضة لعلاقات المكسيك مع الولايات المتحدة، الجارة الشمالية والشريك التجاري الأكبر لبلدها، تحت قيادتها. وأضافت: "مع الولايات المتحدة، ستكون هناك علاقة صداقة واحترام متبادل ومساواة، كما كان الحال حتى الآن، وسندافع دائماً عن المكسيكيين الذين يجدون أنفسهم على الجانب الآخر من الحدود"، في إشارة إلى المهاجرين من بلدها إلى الولايات المتحدة.
وقالت: "سنحافظ على الفصل المطلوب بين القوة الاقتصادية والقوة السياسية، وسنعمل من أجل المصلحة النهائية لشعب المكسيك والأمة". ولم يتغير سعر الدولار الأميركي كثيراً مقابل البيزو المكسيكي بعد إعلان نتائج الانتخابات وحتى الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي.
وهنأ الرئيس الحالي لوبيز أوبرادور شينباوم على اختيارها أول رئيسة للبلاد في خطاب فيديو قائلاً: "لقد تم رفع اسم المكسيك مرة أخرى إلى المرتفعات. إنه لفخر أن أكون مكسيكيّاً". وتعهدت شينباوم، عمدة مكسيكو سيتي السابقة التي أطلق عليها خصومها السياسيون لقب "سيدة الجليد"، بمواصلة سياسات أملو إلى حد كبير وحصلت على دعم حزب مورينا الحاكم.
وبعد هيمنتها على استطلاعات الرأي لعدة أشهر، هزمت شينباوم منافستها الانتخابية، سيدة الأعمال من يمين الوسط زوتشيتل غالفيز، في التصويت التاريخي. واعترفت غالفيز بالنتائج المؤقتة في خطاب ألقته بعد إعلان نتائج الانتخابات، قائلة إنها تواصلت مع شينباوم للاعتراف بهزيمتها.
كلوديا شينباوم والتحديات الاقتصادية
وتتولى شينباوم رئاسة المكسيك التي لا تزال في خضم التعافي الاقتصادي بعد الانكماش الشديد الذي تعرضت له خلال جائحة كوفيد 19. وخسرت البلاد 8.5% من ناتجها المحلي الإجمالي على أساس سنوي في عام 2020، وهو أكبر انكماش لها منذ الثلاثينيات، وفقاً لرويترز. ويقول البنك الدولي إنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، كان أداء الدولة "أضعف من حيث النمو والشمول والحد من الفقر مقارنة بالدول المماثلة".
وفي بيان صدر في أواخر شهر مايو/أيار، سلط ماركوس نوفيلو، كبير الاقتصاديين في شركة ديلويت للاستشارات الاقتصادية، الضوء على التدهور الاقتصادي الحاد الناجم عن الجائحة، والتأخر في انتعاش البلاد، مقارنة بالاقتصادات الرئيسية الأخرى. وكتب: "نعتقد أنه في أعقاب صدمة شديدة مثل الوباء، لا تزال هناك بعض التشوهات في البيانات الاقتصادية للمكسيك، والتي تولد وهماً بأن التعافي أكثر ديناميكية هذه المرة مقارنة بالماضي".
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تسجل الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية، والتي يزيد عدد سكانها عن 132 مليون نسمة، نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.4% هذا العام، مقارنة بتوسع بنسبة 3.2% في عام 2023. وقال محللون إن حكومة المكسيك المقبلة ستواجه حقائق مالية وهيكلية كبيرة، تتطلب خيارات صعبة عند الموازنة بين خطط الاستثمار، وبرامج الرعاية الاجتماعية المطلوبة، ولكن المكلفة، بالإضافة إلى مشكلة شركة النفط الحكومية بيميكس، التي تواجه صعوبات في ظل ارتفاع مستويات الديون وانخفاض إنتاج النفط عن المتوقع.
وقال محللون في شركة فيريسك مابلكروفت للاستشارات في مذكرة بحثية حديثة: "بدون حل ملموس للفيل الموجود في الغرفة - بيميكس - فلن تكون معنويات السوق الخارجية ولا وكالات التصنيف الائتماني مقتنعة بأوراق اعتماد شينباوم المالية". وأضافوا: "إن اقتراحها الرئيسي، وهو تأجيل بعض الأمور، من خلال إعادة تمويل التزامات ديون "بيميكس" القادمة، البالغة 6.8 مليارات دولار أميركي في عام 2025، تليها 10.5 مليارات دولار أميركي في عام 2026، وبقيمة إجمالية 39 مليار دولار أميركي بحلول نهاية العقد، غير قابلة للتطبيق، ولن تقنع المستثمرين، بالنظر إلى القضايا الهيكلية العميقة التي تواجهها بيميكس".
وعملت شينباوم سابقاً مؤلفة مساهمة في تقرير صادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة. ومع ذلك، فإن السيدة البالغة من العمر 61 عاماً لم تجعل التهديدات المناخية التي تواجه المكسيك جزءاً أساسيّاً من حملتها.
وتحتل المكسيك المرتبة الخامسة عشرة بين أكبر اقتصادات العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، وفقاً لتقديرات البنك الدولي، كما أنها دولة رائدة في مجال الصادرات في أميركا اللاتينية. وتعتبر الدولة العريقة القاعدة التصنيعية المتنوعة المتوفرة لديها أحد نقاط القوة الرئيسية لاقتصاد البلاد، حيث يتم دمج المكسيك في سلاسل القيمة العالمية، بينما تقل تكلفة العمالة فيها، بدرجة تجعلها جاذبة لشركات التصنيع الدولية، التي اتجه العديد منها إلى تكثيف عمليات الإنتاج لديه فيها.
وتمنح اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) مع الولايات المتحدة وكندا المكسيك وصولاً تجارياً تفضيلياً للبلاد إلى السوق الأميركية، التي تعتبر المكسيك "الحديقة الخلفية" للمصانع الأميركية.