تبرعات غامضة

14 أكتوبر 2014
هل تصل تبرعات المانحين إلى قطاع غزة؟ (Getty)
+ الخط -
أبرز ما يلفت النظر في نتائج مؤتمر إعادة إعمار غزة، الذي استضافته شرم الشيخ أمس الأول، هو لعبة الأرقام؛ سواء المتعلقة بالحجم الحقيقي للتعهدات المقدمة للفلسطينيين، أو بتبرعات قيمتها 2.9 مليار دولار ولا يريد أصحابها الكشف عن هويتهم، أو بالرقم الذي تبرعت به السعودية والذي قيل إنه نصف مليار دولار، لكن لم يخرج علينا مسؤول سعودي واحد لتأكيد هذه المعلومة أو نفيها، وساهم غياب المملكة عن المشاركة في المؤتمر في دعم هذا الغموض.
على مستوى لعبة الأرقام، فالرقم النهائي للتعهدات الذي تم حصره في نهاية جلسة المؤتمر لم يتجاوز الملياري دولار، إلا أن هذا الرقم ارتفع وبشكل مفاجئ إلى 5.4 مليار دولار بزيادة 3.4 مليار دولار، فحتى مساء الأحد، لم تتجاوز التبرعات 1.7 مليار دولار، منها مليار دولار نصيب قطر وحدها، وتوزع الباقي ما بين الكويت والإمارات وتركيا والولايات المتحدة وغيرها. وبالتالي، وطبقاً للأرقام، فإن هناك تبرعات غير معروفة المصدر قيمتها 2.9 مليار دولار، والسؤال: من هم أصحاب هذه التبرعات التي لا يريدون الكشف عن أنفسهم؟
نحن هنا أمام تفسيرات أبرزها أن التبرعات مقدمة من دول مارست أميركا ضغوطا عليها حتى لا تتحمل إسرائيل الفاتورة، أو أن هذه التبرعات ستذهب لحماس عدو هذه الدول، أو أن الدول المتبرعة تعانى مشاكل مثل الفقر والبطالة وبالتالي لا تريد أن تستفز الرأي العام بإعلان تبرعها لغزة في حين يحتاج الداخل هذه الأموال.
المسألة لم تقف عند لعبة الأرقام فقط، بل امتدت لهدف المؤتمر ذاته، فبعد أن كان المؤتمر مخصصا بشكل أساسي لإعادة إعمار غزة، تحول وبقدرة قادر إلى إعادة إعمار غزة والضفة ودعم السلطة الفلسطينية.
وبغض النظر عما إذا كانت التبرعات 5.4 مليار دولار أم ملياري دولار، فإن السؤال: هل ستصل التبرعات بالفعل أم يتحقق كلام رئيس الوزراء الفلسطيني حينما قال أمس "تجربتنا السابقة في المؤتمرات السابقة وفي شرم الشيخ في 2009 أن معظم الفلوس لم تكن تأتي"؟
المساهمون