تايوان تتفوق على الصين في التصدير إلى أميركا للمرة الأولى

17 مايو 2024
مصنع شرائح تايواني في اليابان، 14 فبراير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تايوان تتفوق على الصين في التصدير للولايات المتحدة لأول مرة، مع صادرات بقيمة 24.6 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من 2024، مقابل 22.4 مليار دولار للصين، مما يعكس تحولاً كبيراً في العلاقات التجارية.
- الابتعاد عن الصين يتجلى في نمو صادرات تايوان نحو الولايات المتحدة، مع إعلانات استثمارية كبيرة في الولايات المتحدة من قبل أكبر شركات تصنيع الرقائق في العالم، وانسحاب شركة تايوانية لأشباه الموصلات من البر الرئيسي الصيني.
- هذه التغييرات تأتي في ظل توتر العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وتعكس خطط تايوان لتقليل اعتمادها على بكين وتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة، أقوى حليف لها.

تفوقت تايوان على الصين في التصدير للولايات المتحدة لأول مرة، في تحول كبير في العلاقات التجارية بين بكين وواشنطن التي تعاني من التوتر منذ عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وفق تقرير لوكالة أسوشييتد برس اليوم الجمعة. ورغم أن تايوان جزيرة صغيرة في بحر الصين الجنوبي، لكن موقعها الاستراتيجي وتطورها في مجال الشرائح الإلكترونية يجعلان منها قطعة الأرض الأغلى في الجغرافيا السياسية في آسيا، وبالتالي تعد الجزيرة بالغة الأهمية للصين التي تعاني من حظر التقنية الأميركية، وتحديداً تحرم من الوصول إلى تقنيات أشباه الموصلات المتقدمة في الغرب.

وصدرت الجزيرة بضائع بقيمة 24.6 مليار دولار إلى الولايات المتحدة في الأشهر الثلاثة الأولى من 2024، مقارنة بـ22.4 مليار دولار للصين، وفقًا للبيانات الرسمية التايوانية. وتتشكل صادرات تايوان الرئيسية إلى الولايات المتحدة الأميركية من السلع التقنية، والتي تتكون من أشباه الموصلات، التي تعد تايوان رائدة عالميًا في تصنيعها، ومن الإلكترونيات التي تشمل مختلف المكونات والأجهزة الإلكترونية التي يزداد عليها الطلب في السوق الأميركي. وكذلك من الآلات والمعدات الكهربائية التي بلغت قيمتها 52.4 مليار دولار أميركي في العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا صادرات في الفئات الموجهة نحو المستهلك، مثل سلع المخابز والحبوب والمعكرونة والحساء وغيرها من المحضرات الغذائية، ومنتجات المأكولات البحرية.

تايوان.. الابتعاد عن الصين

وحسب التقرير، يعكس التحول في نمو صادرات تايوان نحو الولايات المتحدة الابتعاد عن الصين، التي تهدد بالاستيلاء عليها وتعتبرها جزءا من سيادة "الصين الواحدة". وقد تُرجم ذلك إلى إعلان أكبر شركة لتصنيع رقائق الكمبيوتر في العالم، والتي تعمل على "تشغيل كل شيء"، بدءًا من المعدات الطبية إلى الهواتف المحمولة، عن استثمارات أكبر في الولايات المتحدة الشهر الماضي بعد الدعم من إدارة بايدن. وبعد فترة وجيزة، أعلنت شركة تايوانية لأشباه الموصلات أنها أنهت عملها الذي دام عقدين من الزمن في البر الرئيسي للصين، وسط سباق عالمي لاكتساب التفوق في صناعة التكنولوجيا الفائقة.

وتأتي هذه التغييرات في وقت تتوتر فيه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، كما تعكس خطط تايوان لتقليل اعتمادها على بكين وعزل نفسها عن الضغوط الصينية، مع إقامة علاقات اقتصادية وتجارية أوثق مع الولايات المتحدة، أقوى حليف لها. ويحدث هذا التحول أيضًا حيث كان النمو الاقتصادي في الصين ضعيفًا، وتتطلع الشركات العالمية إلى التنويع بعد اضطرابات سلسلة التوريد أثناء فترة الوباء التي امتدت لفترة أطول في الصين.

المساهمون