استمع إلى الملخص
- النازحون اللبنانيون يدخلون سوريا دون دفع مبالغ، بينما يُلزم السوريون بتصريف 100 دولار بسعر محدد، مع تزايد أعداد النازحين بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة.
- التأثيرات الاقتصادية للنزوح طفيفة، مع ترحيب السوريين باللبنانيين وتقديم المساعدات، رغم الأضرار التي تلحق بالتجار بسبب الحرب.
استمرت حركة النزوح العكسي من لبنان إلى سورية، أول من أمس الخميس، وإن بوتيرة أقل من يومي الثلاثاء والأربعاء، للبنانين وسوريين، عبر المعابر الحدودية إلى سورية، بواقع استمرار التوتر والقصف الإسرائيلي على جنوب لبنان والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. ويصف مصدر من دمشق في حديث لـ"العربي الجديد"، الإجراءات الرسمية السورية خلال استقبال النازحين اللبنانيين بـ"المبسطة للغاية مع تسهيلات كبيرة" عند معبر المصنع الحدودي (جديدة يابوس) بين البلدين، واكتفاء العاملين على المعبر بأي وثيقة للنازحين لختمها "ولو جواز سفر منتهي الصلاحية".
ويكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن النازحين اللبنانيين يدخلون سورية من دون دفع أي مبلغ أو تصريف عملة صعبة، في حين يلزم السوري العائد "إلى وطنه" بتصريف مئة دولار بسعر 13500 ليرة للدولار فيما سعر السوق 14750 ليرة، للحصول على وصل من المصرف التجاري، باعتبار ذلك استكمال أوراق لدخول بلده.
ويشرح المصدر أنه يوم الثلاثاء دخل عبر معبر جديدة يابوس السوري نحو 2000 لبناني و3000 سوري، ولكن تزايدت الأعداد في اليومين التاليين إلى 17 ألف سوري ثم إلى 13800 سوري، في حين زاد عدد النازحين اللبنانيين إلى ستة آلاف لبناني ثم 3900 لبناني حتى ليل الأربعاء، إضافة لدخول البعض من معابر غير رسمية، وهم "قلة"، ودخول المئات عبر القصير، وهي "بلدة حدودية موجود فيها حزب الله منذ إبريل/ نيسان عام 2013".
في المقابل، يقول الناشط الإغاثي غسان (يكتفي بذكر اسمه الأول)، من حي دمر بدمشق، لـ"العربي الجديد"، إن معظم القادمين من لبنان سوريون ولبنانيون يقيمون في العاصمة السورية دمشق، سواء ضيوفاً عند أقاربهم أو في الفنادق، أو في مقرات زيارة.
ويقول الاقتصادي عبد الناصر الجاسم لـ"العربي الجديد"، إن التأثيرات الاقتصادية على نزوح اللبنانيين "ستكون طفيفة" لأن الأعداد القادمة ليست كبيرة، لكنها ستكون باتجاهين مختلفين، الأول من الممكن أن ينشّط الأسواق الراكدة، خاصة بقطاع الفنادق والعقارات، ولكن "التنشيط محدود لأن النازحين جلهم من الفقراء"، والاتجاه الثاني الأضرار التي تلحق بالتجار بسبب الحرب، كونهم يعتمدون على لبنان لاستيراد الكثير من بضائعهم.
ويلفت الجاسم إلى أن معظم السوريين أبدوا ترحيباً باللبنانيين، حتى في المناطق التي دمرها حزب الله وجوّع شعبها بريف دمشق، مثل الزبداني ومضايا، "ونلاحظ من خلال المتابعة والرصد، أن العديد من السوريين والجمعيات أعلنوا عن أرقام هواتف لتقديم المساعدات والبيوت للبنانيين".