استمع إلى الملخص
- تقرير الوظائف أشار إلى زيادة في التوظيف مع ارتفاع غير متوقع في البطالة إلى 4.2%، مما يعزز توقعات خفض الفائدة لدعم الاقتصاد.
- متوسط الأجور كان أقوى من المتوقع، مما يزيد الضغط على التضخم، والمتداولون يراهنون بنسبة 90% على تخفيض الفائدة قريباً.
دفعت بيانات سوق العمل الأميركية القوية التي نشرت، أمس الجمعة، سوق وول ستريت إلى مستويات قياسية، وتحرّكت الأسهم الأميركية حول مستوياتها القياسية، بعد أن أشارت البيانات إلى أن سوق العمل لا يزال قوياً بما يكفي للحفاظ على استمرار نمو الاقتصاد، ولكن ليس قوياً لدرجة أنه يثير مخاوف فورية بشأن التضخم.
وأفادت وكالة أسوشييتد برس، بأنّ مؤشر ستاندرد أند بورز 500 ارتفع بنسبة 0.1%، وكان أعلى بقليل من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله يوم الأربعاء. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 115 نقطة، أو 0.3%، ولكن ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.6%. واستقرّت الأسهم نسبياً حيث عزز تقرير الوظائف الأخير التوقعات بين المتداولين بأنّ مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سيخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعه المقبل، في غضون أسبوعين.
وفيما أظهر تقرير الوظائف أنّ أصحاب العمل في الولايات المتحدة عيّنوا عدداً أكبر من العمال الشهر الماضي أكثر من المتوقع، إلا أنه قال أيضاً إنّ معدل البطالة ارتفع بشكل غير متوقع إلى 4.2% من 4.1%. وتوقع رئيس الاستثمار متعدد القطاعات في إدارة الأصول بمصرف غولدمان ساكس ليندسي روزنر، في تعليق لـ"أسوشييتد برس"، أن يواصل مجلس الاحتياط الفيدرالي خفض الفائدة في ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وبدأ مجلس الاحتياط الفيدرالي بتخفيف سعر الفائدة الرئيسي من أعلى مستوى له منذ عقدين في سبتمبر/ أيلول، لتقديم المزيد من المساعدة لسوق العمل المتباطئ، بعد خفض التضخم على طول الطريق تقريباً إلى هدفه البالغ 2%. ويمكن لأسعار الفائدة المنخفضة أن تخفف من القيود المفروضة على الاقتصاد، ولكنها يمكن أن توفر أيضاً المزيد من الوقود للتضخم.
وكانت التوقعات أن يجري مجلس الاحتياط الفدرالي سلسلة من التخفيضات في أسعار الفائدة، وهو ما كان سبباً رئيسياً في وصول مؤشر ستاندرد أند بورز 500 إلى أعلى مستوى له على الإطلاق حتى الآن هذا العام. ويتقدّم مجلس الاحتياط الفيدرالي الطفرة العالمية في مؤشرات الأسهم، حيث خفّض 62 بنكاً مركزياً أسعار الفائدة في الأشهر الثلاثة الماضية، بعد خفضه أسعار الفائدة على الدولار، وهو أكبر عدد من البنوك التي تخفض أسعار الفائدة منذ عام 2020، وفقاً لمايكل هارتنت وغيره من الاستراتيجيين في "بنك أوف أميركا". وربما كان تقرير الوظائف قد تضمن بعض الملاحظات التحذيرية لمسؤولي مجلس الاحتياط الفيدرالي بشأن التضخم، ولكنها ليست تحذيرات حادة.
وأشار كبير استراتيجيي السوق العالمية في معهد ويلز فارغو للاستثمار، سكوت رين، إلى متوسط أجور العمال في الولايات المتحدة، الشهر الماضي، الذي كان أقوى قليلاً مما توقعه الاقتصاديون. وفي حين أنّ هذه أنباء جيدة للعمال الذين يرغبون دائماً في كسب المزيد، إلا أنها قد تؤدي أيضاً إلى استمرار الضغط التصاعدي على التضخم. وقال رين تعليقاً على تقرير الوظائف: "يخبر هذا التقرير مجلس الاحتياط الفيدرالي بأنه لا يزال بحاجة إلى توخي الحذر لأنّ بيانات الإسكان والأجور تظهر أنه لن يكون من السهل هندسة انخفاض التضخم بشكل ملموس على المدى القريب".
وفي حين أنّ المتداولين يراهنون على احتمال بنسبة 90% تقريباً أن يعمد مجلس الاحتياط الفيدرالي إلى تخفيض سعر الفائدة الرئيسي في غضون أسبوعين، فإنهم أقل يقيناً بشأن عدد التخفيضات الإضافية التي سيقدمها البنك العام المقبل، وفقاً لبيانات من مجموعة CME.