واصل مؤشر بورصة قطر الارتفاع في تعاملات اليوم الخميس بنسبة 0.6 بالمائة، بعد أن ارتفع أمس 0.32%، ليعوض جزئيا خسائر البورصة أول من أمس الثلاثاء، وذلك وسط توقعات بأن تشهد البورصة القطرية قفزة في العام الجاري 2022، حيث إن تنظيم بطولة كأس العالم في الدولة الخليجية الغنية بالغاز، سيلقي بظلاله الإيجابية على أداء البورصة.
وارتفع المؤشر اليوم، مدعوما بصعود سهم مجموعة استثمار القابضة سبعة بالمائة بعدما حصلت شركة التمويل العقاري على موافقة الجهات التنظيمية للاستحواذ على مجموعة إليجانسيا.
وعزز سهما شركة الكهرباء والماء القطرية ومسيعيد للبتروكيماويات القابضة المؤشر.
والثلاثاء، تراجع المؤشر بنسبة 1.74% ، حيث خسرت البورصة من قيمتها السوقية أكثر من 12 مليار ريال (3.29 مليارات دولار) بضغط من مبيعات المستثمرين المحليين، لتستقر الرسملة السوقية عند مستوى 750 مليار ريال.
وشهدت تداولات البورصة الأربعاء تحسنا طفيفا في المؤشر، لكن الارتداد أقل من المتوقع، وناجم عن ارتفاع سهم "صناعات قطر" 1.3% و"البنك الإسلامي الدولي" 3.3% بينما الأسهم القيادية أغلقت على تباين، وكان قطاعا النقل والبنوك الأفضلين مقابل تراجع قطاعي الخدمات والاتصالات.
ارتفاع القيمة السوقية
وقلل محللون من الخسارة السوقية الثلاثاء، وأكدوا أن القيمة السوقية للبورصة حاليا تزيد عن 750 مليار ريال، مقابل 667 مليار ريال في نهاية 2021، ما يعادل نمو قرابة 14.25% .
وحول أسباب الخسارة المليارية للبورصة يوم الثلاثاء، يرى المحلل المالي، أحمد عقل، أن جلسة الثلاثاء، كانت جلسة جني أرباح بامتياز، من خلال العديد من الأسهم المتداولة وخاصة القيادية، ما ذهب بالمؤشر لانخفاض فاق 200 نقطة.
ولفت إلى أن الأسباب متعددة، منها انخفاض أسعار النفط، ما ضغط على القطاع الصناعي، كما أن سوق الدوحة للأوراق المالية تشهد هذه الأيام توزيع أرباح وعقد اجتماعات عمومية للشركات المدرجة.
ولفت إلى أن ارتفاع المؤشر خلال الأيام الماضية تجاوز 1000 نقطة، دون عملية جني أرباح حقيقية، وهنا يبدأ المضاربون بعملية تغيير المراكز المالية والانتقال إلى أسهم أخرى، وبالتالي شهدت جلسة الثلاثاء تخارجا من بعض الأسهم والدخول إلى أسهم أخرى، وجرى بيع عدد من المحافظ المحلية.
والعامل المطمئن، وفقا لعقل، أن سيولة جلسة الثلاثاء لم تكن مرتفعة لمستويات سابقة، ما يدل على أن عمليات التخارج من السوق لم تكن بحجم كبير، بالعكس مازالت عملية الدخول وخاصة من اللاعب الأجنبي، والدليل أن عمليات الشراء من الأجانب مستمرة.
ويرى عقل في حديث مع "العربي الجديد" أن المؤشر بحاجة إلى الهدوء من الناحية الفنية، بعد أن وصل إلى مستوى 13800، فكان يحتاج العودة إلى مستويات ما بين 13400 و13200 نقطة، لإعادة اختبار مناطق الاختراق السابقة وإعطاء فرصة لبناء مراكز جديدة وتحقق ذلك خلال جلسة اليوم الأربعاء.
وبحسب المحلل المالي، رمزي قاسمية، فإن معظم أسواق المال العربية تراجعت يوم الثلاثاء، نتيجة انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 100 دولار للبرميل، وكذلك ترقب اجتماع مجلس الفيدرالي الأميركي بخصوص رفع أسعار الفائدة.
وحول مدى تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا على أداء السوق القطري والتداولات، قال قاسمية لـ"العربي الجديد"، إن الحرب الروسية الدائرة في أوكرانيا، انعكست سلبا على الأسواق الأوروبية جراء ارتفاع أسعار النفط والغاز والطاقة عموما، على عكس الأسواق المالية الخليجية التي استفادت من ارتفاع أسعار النفط، بينما كانت الأسواق الأوروبية تتراجع نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة، ومع تراجع البورصات الأوروبية ظهرت حركة نزوح لمديري الصناديق الاستثمارية من الأسواق الأوروبية إلى الأسواق الناشئة وخاصة الخليجية التي تتأثر إيجابا في ارتفاع أسعار النفط والطاقة.
ويقول قاسمية إن المؤشر العام لبورصة قطر، ارتفع منذ بداية العام إلى اليوم 14.23% وهو أداء إيجابي، وتصدر الأداء قطاع الصناعة الذي كسب 25%، وقطاع البنوك 15% والنقل 14.5% وقد ارتفعت جميع القطاعات باستثناء التأمين الذي انخفض بنسبة 3.7%.
وقد انخفضت قيم التداول خلال جلستي الثلاثاء والأربعاء، بحدود 20% مقارنة مع جلسات السوق السابقة.
2022 عام البورصة
وحول توقعاته لأداء البورصة مستقبلا، يرى أحمد عقل، أن 2022 هو عام بورصة قطر، فتنظيم كأس العالم في الدولة الخليجية الغنية بالغاز، سيلقي بظلاله الإيجابية على أداء بورصة قطر، فقد اقترب المؤشر من مستويات 14 ألف نقطة، وفي ظل ظروف مستقرة سيحقق المؤشر القطري ارتفاعات قوية ويحقق قمما جديدة .
وتوقع المحلل المالي عقل أن تتحق نتائج مالية إيجابية للربع الثاني من العام الجاري، وتشهد نموا مقارنة مع نفس الفترة من العام الفائت، وخاصة شركات القطاع الصناعي، وكذلك قطاع التأمين والقطاع الطبي اللذين يملكان محفزا من خلال بدء تطبيق التأمين الصحي الإلزامي في قطر خلال العام الجاري، وكذلك قطاعي الخدمات والاتصالات سيشهدان تحركات ايجابية.
وعززت بورصة قطر مكاسبها منذ بداية العام الجاري، وسجلت أداء إيجابيا خلال فبراير/ شباط الماضي للشهر الثالث على التوالي، بحسب تقرير "شركة كامكو إنفست الكويت"، وارتفع المؤشر الشهري بنسبة 3.6% خلال فبراير/ شباط ليغلق عند 12948 نقطة.
أما من حيث الأداء القطاعي، فسجلت 6 من أصل 7 مؤشرات قطاعية مكاسب شهرية بصدارة المؤشر لقطاع الصناعات الذي شهد ارتفاعاً بنسبة 8.1% وسجل مؤشر قطاع الاتصالات مكاسب 3.4% وقطاع البنوك والخدمات المالية 3%. فيما تراجع مؤشر قطاع التأمين 2.3% .
(الدولار=3.64 ريالات قطري)