استمع إلى الملخص
- الظروف الجيوسياسية والخوف من اتساع رقعة الحرب في غزة شكلت ضغطاً إضافياً على تحركات الاستثمار في بورصة قطر وأسواق المال الخليجية.
- توقعات بارتفاع مؤشر بورصة قطر على المدى المتوسط والطويل، مدعومة بالأرباح نصف السنوية الجيدة للشركات، خصوصاً في قطاعي البنوك والخدمات.
تماسكت بورصة قطر أمام هبوط مؤشرات أسواق المال العالمية، في مستهل الأسبوع الحالي، وبلغت ذروتها أول من أمس الذي أطلق عليه "الاثنين الأسود"، الذي شهد موجة تراجعات حادة هي الأعنف منذ نحو أربعة عقود، إذ انخفض مؤشر نيكي قرابة 13% في جلسة واحدة، وذلك نتيجة بيانات الاقتصاد الأميركي الضعيفة، خصوصاً تلك المرتبطة بالبطالة وطلبات الإعانة، وجاءت أسوأ من المتوقع، الأمر الذي يعزز من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة قد يصيب معظم اقتصاديات العالم.
وقال خبراء ومحللون ماليون لـ"العربي الجديد"، إن الظروف الجيوسياسية، والخوف من اتساع رقعة الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شكّلت عامل ضغط إضافي وغير مسبوق على تحركات الاستثمار في بورصة قطر وأسواق المال الخليجية والعربية.
وحول أداء بورصة قطر، قال الخبير والمستشار المالي، رمزي قاسمية، لـ"العربي الجديد"، إن بورصة قطر لم تحقق الارتفاعات والمكاسب التي حققتها أسواق المال العالمية وحتى أسواق المنطقة خلال العامين الحالي والماضي، لذا نجد أنها تمكنت من التماسك على الرغم من انخفاض المؤشر العام خلال جلسات الأحد والاثنين، دون مستويات 9850 نقطة التي تشكل منطقة دعم مهمة، إلا أن المؤشر تمكن من التماسك واسترد معظم خسائره ليغلق الثلاثاء فوق مستويات 10000 نقطة، وعزا الفضل بذلك إلى النتائج المالية نصف السنوية الجيدة للشركات المدرجة.
العوامل الإيجابية في بورصة قطر
وفي السياق، يشير المحلل المالي، أحمد عقل، إلى عوامل إيجابية لبورصة قطر في المرحلة الراهنة، مثل الأرباح نصف السنوية للشركات والتوزيعات المرحلية، وهي أفضل من المتوقع، خصوصاً في قطاعي البنوك والخدمات، وهو ما يجذب المستثمرين.
وأوضح في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الظروف الجيوسياسية في المنطقة، وانخفاض أسعار النفط وتوقعات بركود عالمي قد يؤثر بأداء بورصة قطر، متوقعاً ارتفاعات جيدة في المؤشر، على المدى المتوسط والمدى الطويل، خصوصاً أنها لم تتفاعل سابقاً مع ارتفاعات الأسواق العالمية، إذ إن بورصة قطر فصلت نفسها عن تلك الأسواق، أي شكلت حالة من الانفصال عن الأسواق العالمية.
وأكد عقل أن الفرص الاستثمارية الموجودة في السوق القطري يمكن استغلالها بشكل قوي مستقبلاً، متوقعاً أن يرتفع مؤشر بورصة قطر في حال تخطيه الـ 10200 نقطة، ثم القفز إلى مستوى 10800 في هدف أول، وذلك بالتزامن مع انتهاء إعلان النتائج المالية للشركات والتوزيعات التي تجري خلال الفترة الحالية.
وأمس الثلاثاء، تراجع المؤشر العام لبورصة قطر، بنسبة 0.08%، ليصل إلى النقطة 10049، خاسراً 8.23 نقاط، عن مستوى الاثنين، وذلك جراء تراجع خمسة قطاعات، في مقدمتها العقارات، كذلك تراجعت السيولة إلى 384.97 مليون ريال، مقابل 591.38 مليون ريال (162 مليون دولار)، ونفذت 15.58 ألف صفقة، مقابل 20.66 ألف صفقة الاثنين.