بعد فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفترة رئاسة جديدة، كشف موقع "بلومبيرغ" عن مفاوضات أجرتها مجموعة "أرامكو" السعودية مع مقاولين أتراك، بهدف دراسة مشاركتهم في مشاريع بقيمة 50 مليار دولار في المملكة.
وبعد دفن الخلافات بين أنقرة والرياض، والتي بلغت ذروتها في أعقاب جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، قالت "بلومبيرغ" اليوم الجمعة إن ممثلي شركة النفط المملوكة للدولة "أرامكو" التقوا بمديرين تنفيذيين من نحو 80 شركة بناء في ورش عمل بالعاصمة التركية أنقرة، يومي الثلاثاء والأربعاء، سعياً لتأهيلهم مسبقاً للمشاريع المخطّط لها حتى عام 2025، بحسب إردال إرين، رئيس اتحاد المقاولين الأتراك.
وقال إرين: "تريد "أرامكو" رؤية أكبر عدد ممكن من المقاولين الأتراك في مشاريعها"، مضيفاً: "إنهم يخططون لمصفاة وخطوط أنابيب ومبانٍ إدارية وإنشاءات بنية تحتية أخرى بقيمة استثمارات تصل إلى 50 مليار دولار".
و"أرامكو" هي ثالث أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، بعد آبل ومايكروسوفت الأميركيتين.
وتابع رئيس اتحاد المقاولين الأتراك أنّ "الشركة ستضع قريباً قائمة بالمقاولين الذين يمكنهم المشاركة في العطاءات الخاصة بالمشاريع"، مشيراً إلى أن الجانبين سيجتمعان مرة أخرى قريباً في السعودية.
واعتبر مراقبون أن الخطوة تأتي "تأكيداً لنوايا تحسين العلاقات"، التي تم الإعلان عنها منتصف العام الماضي، بعد سنوات من الجفاء، والتي كانت أولى علاماتها زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تركيا في يونيو/حزيران 2022.
وكانت وسائل الإعلام التركية قد تداولت آنذاك أنباءً تفيد باتفاق الرئيس التركي وولي العهد السعودي، ليس فقط على عودة العلاقات لما قبل الأزمة، ولكن أيضًا على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وخلق فرص استثمارية وتجارية، بالإضافة إلى تعزيز الدفاع المشترك للقوتين الإقليميتين.
وجاء ذلك بعدما وقّعت الإمارات وتركيا اتفاقية شراكة كاملة، استهدفت زيادة التبادل التجاري بين البلدين بقيمة 40 مليار دولار خلال السنوات الـ5 المقبلة.
وقبل نهاية الربع الأول من العام، أعلنت السعودية أنها ستقوم بإيداع 5 مليارات دولار في البنك المركزي التركي، في خطوة شكلت دعماً كبيراً لتركيا التي تعاني تضخماً حاداً، وتراجعاً كبيراً في قيمة عملتها، بالإضافة إلى الأضرار التي سببها الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.
واعتبر إرين أنّ مشروع "أرامكو" يمثل "شريان حياة للمقاولين الأتراك، الذين عانوا الكثير وخسروا أعمالهم بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا"، لافتاً إلى أنّ "المشاريع الاستثمارية المدعومة من الحكومة التركية بدأت في التراجع في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الزلازل".
وأعلنت شركة "أرامكو" السعودية قبل فترة خططاً لتنفيذ عدة مشروعات خلال المدة المقبلة، كان أحدثها تطوير مركز عالمي جديد للمشتريات والخدمات اللوجستية في السعودية، بالتعاون مع شركة "دي إتش إل" العالمية؛ وتتوقع تشغيله بحلول عام 2025.