استمع إلى الملخص
- **التأثيرات والمكاسب:** اختيار بغداد سيعيد لها مكانتها الثقافية والسياحية، ويجذب الاستثمارات، ويتضمن فعاليات متنوعة، مما يساهم في رفع العراق من قائمة المناطق الحمراء ويشجع على استقبال السياح الأجانب.
- **التحديات والتوصيات:** المشروع يحتاج إلى تنسيق عال بين الجهات المعنية، وتجنب المحاصصة الحزبية والسياسية، وتسهيلات لدخول السياح ودعم البنى التحتية وفتح باب الاستثمار.
يستعد العراق لتقديم أوراقه النهائية لترشيح العاصمة بغداد عاصمة السياحة العربية للعام 2025 إلى مجلس وزراء السياحة العرب، بعد إكمال الملفات الخاصة بمعايير الترشح، ويأمل المسؤولون عن الملف استغلال قبول العاصمة بغداد لتحقيق مكاسب اقتصادية وتنموية وسياسية أيضاً.
وعلم "العربي الجديد"، من مصادر حكومية عراقية، أن "فكرة توجه العراق لنيل لقب عاصمة السياحة العربية مطروحة منذ عام 2011، لكن لم يُهتم بهذا الملف كما لم تُختر مدينة محددة، لكن عادت الفكرة عام 2022، وطُرحت بطريقة جادة، وقد رحّب مجلس وزراء السياحة العرب بخيار مشاركة العراق، وقد جرى التفكير في أكثر من مدينة، من بينها كربلاء والموصل، لكن في النهاية جرت المصادقة من قبل رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني على اختيار مدينة بغداد بغرض ترشحها".
في السياق، قال مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون السياحة والآثار والمغتربين عمر العلوي إن "الأشهر الماضية شهدت العمل على ملف المعايير التي وضعها مجلس وزراء السياحة العرب، وقد توجت بالاكتمال ومن المفترض أن يُرسل الملف إلى المجلس خلال الأيام القليلة المقبلة"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "ملف المعايير يشمل الأمور الفنية والإدارية والبنى التحتية للسياحة والأمن والدفاع المدني والدراسات المرتبطة بوزارة التخطيط، وقد وُزّعت المهام على جميع الوزارات ذات العلاقة بالمعايير".
وأضاف العلوي أن "مجلس وزراء السياحة العرب سيعقد دورته السابعة والعشرين في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وجرى تقديم مقترح لرئيس الحكومة العراقية ليُستضاف الوزراء العرب في بغداد، وسيُصوَّت خلال الاستضافة لاختيار عاصمة السياحة العربية الجديدة".
تأثير اختيار بغداد كعاصمة للسياحة
وبحسب المستشار الحكومي، فإن "مشروع بغداد عاصمة السياحة العربية سيعيد للعاصمة العراقية مكانتها الثقافية والجذب السياحي والاستثمارات، كما أن فعاليات المشروع لن تكون فنية فقط بل ستكون لدينا مؤتمرات وورشات العمل وندوات، وقد تُوقّع عقود لإنشاء مجمعات ومدن سياحية تساهم في المساعدة في رفع العراق من قائمة المنطقة الحمراء الخاصة بمناطق التوتر والخطر، وتدفع باتجاه الانفتاح نحو استقبال سياح أجانب ومن كل دول العالم".
ولفت إلى أن "تحقق فوز بغداد بعاصمة السياحة العربية سيُساعد على بدء العمل على ملف (ذي قار عاصمة السياحة العالمية للعام 2028)، وبالتالي ستكون هناك مكاسب اقتصادية وسياسية وغيرها للعراق".
من جهته، أشار الناشط في مجال البيئة حميد العراقي إلى أن "المشروع يعد من أكثر المشاريع المهمة لو أن الحكومة العراقية أحسنت التعامل معه، إذ لا بد من استغلال قبول ترشيح بغداد عبر الحصول على عقود استثمارية مهمة، وفتح الباب أمام السياحة الأجنبية، لكن هذا يحتاج إلى تنسيق عال بين جميع دوائر ووزارات وأجهزة أمن الدولة"، معتبراً في حديثٍ مع "العربي الجديد" أن "على الحكومة أن تُبعد هذا المشروع عن المحاصصة الحزبية والسياسية، ومنع أي أطراف مسلحة لتستفيد من العروض التي قد تُقدم للعراق".
بدوره، لفت نقيب السياحيين العراقيين محمد عودة العبيدي إلى أن "بغداد تستحق أن تحصل على لقب عاصمة السياحة العربية، لأنها تمتلك حضارات متنوعة ومختلفة، من القديمة والإسلامية والمدنية، على مدار الزمن، بالإضافة إلى التنوع الطبيعي، كما أنها تحظى بمقبولية عربية بالنظر إلى موقعها الجغرافي"، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "بغداد بحاجة إلى تمكين قطاع السياحة من خلال تقديم تسهيلات لدخول السياح ودعم البنى التحتية التي تتلاءم مع حجم الطلب السياحي، بالإضافة إلى فتح باب الاستثمار وتذليل الشروط القاسية على المستثمرين".