بدأت العديد من البلدان تصنيف فيروس كورونا مرضاً متوطناً. على سبيل المثال، في أغسطس/ آب من العام الماضي، بدأت المملكة المتحدة في تحويل مسؤولية تقييم المخاطر وإدارة المخاطر إلى الأفراد.
فقد جرى تزويد الأشخاص بمعدات الاختبار الذاتي المجانية والمعرفة اللازمة لإدارة المخاطر. واليوم، يدير الناس مخاطرهم من خلال إجراءات مثل الاختبار الذاتي، وهو ما فتح المجال بشكل أوسع أمام رفع القيود عن السفر.
في الفترة الماضية، عملت بعض الوجهات على رفع جميع قيود السفر المتعلقة بفيروس كورونا، بغض النظر عن حالة التطعيم، بما في ذلك بعض الأماكن الأوروبية المفضلة.
ورفعت كل من المملكة المتحدة وإيرلندا والمجر القيود، كما رفعت جزيرة أروبا الكاريبية والأرخبيل البرتغالي ماديرا ومنغوليا في شمال وسط آسيا متطلبات الدخول إلى البلاد. فإن كنتم تخططون لرحلة في المستقبل القريب، إليكم هذه الوجهات، والمتطلبات الأساسية.
قواعد جديدة
التخطيط للقيام برحلة سياحية، أو رحلة مخصصة للأعمال بات ممكنا وبنسبة تفوق 90%، بحسب ما أكد "الاتحاد الدولي للنقل الجوي" (إياتا) في الآونة الأخيرة. إلّا أنّ هذا الانفتاح العالمي على عودة السفر لا يزال يتطلب الالتزام ببعض الإرشادت، فيما تم الاستغناء عن قيود أخرى، بحسب الوجهة السياحية وشركات الطيران.
ولا تزال إرشادات السفر الصادرة عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ثابتة دونما تغيير، وهي تقوم على ضرورة التقيّد بجميع الإجراءات، بما في ذلك ارتداء الأقنعة في المطارات وأثناء الرحلات الجوية، وإجراء فحوصات "بي سي آر" PCR، فيما بدلت العديد من شركات الطيران، بما في ذلك الخطوط الجوية البريطانية و"فيرجن أتلانتيك" من قواعدها، وجعلت ارتداء الأقنعة اختيارياً للركاب وأفراد الطاقم في رحلات معينة.
أما في الدول العربية، فلا يزال من الضروري الالتزام بوضع الأقنعة في الطائرات، خوفاً من انتشار الفيروس، خصوصاً أنّ بعض الدول لم تصل بعد إلى مناعة القطيع، باستثناء دول الخليج التي وصلت نسبة التطعيم فيها إلى نحو 70% من السكان.
الحركة البرية
قد يساعد افتتاح تركيا أخيراً جسرها المعلق الذي وصفته العديد من الصحف العالمية، بأنه واحد من أكثر الممرات الاصطناعية الجاذبة للسياح، في زيادة التدفقات السياحية من أوروبا وآسيا. فالجسر الذي افتُتح عبر مضيق الدردنيل لربط قارات أوروبا وآسيا، يساعد في مرور السياح إلى تركيا.
كما تسعى أيضاً الصين إلى افتتاح جسر في مقاطعة يوننان ذات المناظر الخلابة ومناطق أخرى، والذي من المتوقع أن يشهد حركة سياحية، لافتة في أبريل/ نيسان. هكذا جسور من شأنها أن تساعد السياح على الانتقال سريعاً بين الدول والمناطق والمقاطعات المختلفة، وهنا قد يسأل الزائر والسائح عن الإجراءات المتخذة. الإجابة ببساطة أن لا قيود لمرور السياح عبر الجسور البرية، إذ إن هناك تطبيقات معينة على الهواتف الخليوية يمكن للسائح تسجيل بياناته وإرفاقها بالوثائق اللازمة، بما يسمح له بالسفر عبر هذه الممرات، وبالتالي فإن إجراءات السفر والتأكد من ضرورة إجراء الفحوصات ستكون خاضعة لتغييرات دورية تجريها السلطات المحلية عبر هذه التطبيقات.
ماذا عن طلب التطعيم؟
التطعيم ضد فيروس كورونا إجراء وقائي فردي وليس تدبيراً للصحة العامة. فإذا طُلب من الأشخاص الحصول على اللقاح قبل السفر، قد يكون أحد الأسباب المنطقية هو أن البلدان التي تطلب التطعيم لا تريد أن يأتي المسافرون إليها مصابين بمرض خطير ولا تفضل موتهم على أراضيها.
لقد تم إغلاق دول مثل أستراليا ونيوزيلندا بسبب انتشار الوباء، إلّا أنّها تخطط الآن لإعادة فتح حدودها بالكامل. وتعتمد الطرق والأوقات التي تغير فيها البلدان سياساتها واستراتيجياتها إلى حد كبير على المخاطر التي تكون الحكومة على استعداد لتحملها، ولذا فإن شهادات التطعيم المعترف بها من الدولة قد تكون عائقاً أمام تدفق السياح، لذا يجب على الزائر التأكد من اللقاحات المعترف بها وعدد الجرعات اللازمة وتاريخ الحصول عليها.
هل سنسافر يوماً كالسابق؟
سيبدأ السفر رحلة العودة إلى طبيعته تدريجاً بحيث تتقبل الحكومات استمرار وجود الفيروس وتتجه نحو سياسات الصحة العامة التي تعامله على أنه حالة عادية. وهذا يعني وجود تدابير مراقبة فعالة واستجابة سريعة.
خلال هذه الفترة، يسعى القيّمون على صناعة الطيران إلى إيجاد طريق مبتكرة للسفر بأمان، فقد سلطت القائمة المختصرة لجوائز Crystal Cabin 2022 المتخصصة بابتكارات صناعة الطيران، الضوء على مفاهيم تصميم الطائرات من الداخل، بحيث ستعمد الطائرات مستقبلاً إلى إيجاد مسافات أمان بين المقاعد، وإعطاء نوع من الخصوصية للعائلات.
وبحسب القائمة الخاصة بجوائز Crystal Cabin، من المرجح أن يصبح السفر أكثر سهولة ومرونة، بحيث تتضمن الطائرات مساحات واسعة، ومقصورات مخصصة للنوم، حتى تكون أكثر استجابة لأيّ أزمات طبية طارئة.