بعد تلويح بوتين بتعليقه.. اتفاق الحبوب محور محادثات أممية أوروبية

14 يوليو 2023
ينتهي أجل اتفاق إسطنبول الخاص بالحبوب الأوكرانية يوم الاثنين المقبل (Getty)
+ الخط -

بعد تلميح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إلى احتمال تعليق بلاده مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود؛ أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الخميس أيضا، أن الاتفاق الذي ينتهي في 17 يوليو/تموز يشكل محور اجتماع بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في جنوب بروكسل اليوم الجمعة.

ويأتي الاجتماع الذي بدأ الخميس وينتهي الجمعة في لا هولب البلجيكية، بينما رأى الرئيس الروسي  الخميس أنه "لم يؤخذ في الاعتبار" أي من طلبات موسكو خلال مفاوضات تمديد اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، وفقا لما أوردته "فرانس برس".

وقالت فون دير لاين بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن "الكرة في ملعب الرئيس بوتين"، معتبرة أن "روسيا تتحمل مسؤولية تمديد الاتفاق وإلا ستكون نتيجة ذلك انعدام الأمن الغذائي العالمي".

من جهته، قال غوتيريس إن شراكة الأمم المتحدة مع الاتحاد الأوروبي ضرورية "من أجل إعادة بناء علاقة ثقة مع العالم النامي"، مضيفا أن "التعددية مهمة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لإحلال السلام وحماية الكوكب والقضاء على الجوع"، مؤكدا أنه "ليست لدينا دقيقة واحدة يمكن أن نضيعها".

وكانت روسيا أعلنت الأسبوع الماضي أنها لا ترى "أي سبب" لتمديد الاتفاقية، واشتكت من عقبات أمام تسليمها منتجات زراعية.

واستهدفت سلسلة من الهجمات الروسية ليل الثلاثاء - الأربعاء، محطة حبوب في منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا التي تضم 3 موانئ رئيسية لتصدير الحبوب.

وكانت "المبادرة حول الحبوب في البحر الأسود" وقعت في يوليو 2022 في إسطنبول مع روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة. وقد سمحت بتصدير حوالى 33 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا على الرغم من الحرب.

ونقلت "الأناضول" عن الرئيس الروسي قوله أمس، لقناة "روسيا 24" إن "هناك بعض الوقت للتفكير في ما يجب فعله"، لا سيما أنه تبقى يومان على انتهاء سريان اتفاق تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية.

وتابع بوتين: "ستفكر روسيا في تمديد صفقة الحبوب، فلقد تبقّى يومان على انتهائها". ولفت إلى أنه "لم تتم تلبية أي مطلب روسي" في اتفاقية تصدير الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية، واصفا الوضع بأنه "لعبة أحادية الجانب".

وأضاف أنه يمكن لروسيا أن تمدد صفقة الحبوب فقط عندما يتم الوفاء بالوعود التي تم قطعها.

وتابع بوتين: "يمكننا تعليق المشاركة في هذا الاتفاق. وإذا ما أكد الجميع أنه سيتم تنفيذ كل الوعود المقطوعة، فليفعلوا ذلك، وحينها سنعاود على الفور الانضمام لهذا الاتفاق".

وأكمل: "روسيا مستعدة للانتظار حتى يتم تطبيق الجزء الذي يهمها من الاتفاق، لكنها لن تكتفي بعد الآن بخيار التمديد أولاً، والوفاء بالوعود لاحقا". ومضى قائلا: "أولا تنفيذ الوعود، بعدها مشاركتنا".

وذكر أن الأمم المتحدة تحاول بصدق حمل الدول الغربية على البدء بتنفيذ شروط اتفاق الحبوب. وقال إنه لم يطلع بعد على رسالة بعثها إليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشأن تمديد الاتفاق.

ونفى بوتين المزاعم القائلة بأن روسيا ستكون مسؤولة عن إثارة أزمة الغذاء، واتهم الدول "الغنية" بإفراغ أسواق الغذاء العالمية أثناء وباء كورونا لأنها تخشى حدوث نقص.

وبخصوص عضوية أوكرانيا في الناتو، قال بوتين إنها تشكل تهديدا لأمن روسيا، لافتا إلى أن الانضمام "لن يعمل على تحسين أمن أوكرانيا نفسها".

وأوضح: "بالمعنى الدقيق للكلمة، أحد أسباب العملية العسكرية الخاصة هو التهديد بانضمام أوكرانيا إلى الناتو. أنا متأكد من أن هذا لن يزيد أمن أوكرانيا نفسها. وبوجه عام، سيجعل هذا العالم أكثر عرضة للخطر ويؤدي إلى مزيد من التوتر على الساحة الدولية".

وانتهى بوتين: "كل دولة لديها الحق في ضمان أمنها واختيار الطريق لتحقيق هذا الهدف، ما دامت أنها لا تشكل بذلك تهديدات لدولة أخرى".

المساهمون