تستعد بريطانيا، بعد غد الثلاثاء، لأكبر إضراب في قطاع السكك الحديدية منذ أكثر من 30 عاماً، في الوقت الذي حذر فيه وزير النقل جرانت شابس من تبعات الإضراب على مصالح المواطنين.
وقال شابس اليوم الأحد، إن إضراب عمال السكك الحديدية المزمع هذا الأسبوع "خطأ فادح"، محذراً من أن الناس لن يتمكنوا من الذهاب إلى المستشفيات أو الامتحانات المدرسية أو العمل.
وأكد شابس في تصريحات إعلامية، وفقاً لوكالة "رويترز"، أنها "كارثة، هذه ليست الطريقة المناسبة مع السكك الحديدية. ليس هناك فائدة من هذا".
وقال متحدث باسم الوزارة أمس، أيضاً، إن قرار اتحاد عمال السكك الحديد والنقل البحري والبري "مخيب للغاية وسابق لأوانه" داعياً إلى "إعادة النظر في قرار الإضراب لنتمكن من إيجاد حل يلبي تطلعات العمال والركاب ودافعي الضرائب على السواء".
إضراب شامل
وسيضرب أكثر من 50 ألفاً من عمال السكك الحديدية في أيام 21 و23 و25 يونيو/ حزيران ضمن نزاع حول تجميد الأجور وخفض الوظائف في ما وصفته نقابة عمال السكك الحديدية والنقل والنقل البحري بأنه أكبر إضراب في هذا القطاع منذ أكثر من 30 عاماً.
وقال الأمين العام للاتحاد النقابي ميك لينش، السبت، إن نقاشات جرت في الأسابيع الأخيرة مع هيئة البنى التحتية لشبكة السكك الحديد وشركات القطارات ومترو الأنفاق في لندن، لكنه أشار إلى عدم التوصل إلى "تسويات قابلة للتطبيق".
وفشل المحادثات يعني مشاركة أكثر من 50 ألف عامل في إضراب عام أيام الثلاثاء والخميس والسبت.
كذلك سيُضرب عمال مترو الأنفاق في لندن لـ24 ساعة الثلاثاء.
ويتزامن التحرّك مع أحداث كبرى مرتقبة، ولا سيما مهرجان الموسيقى في غلاستونبوري والامتحانات الرسمية.
ومن المتوقّع أن يؤدي التحرّك وفقاً لوكالة "فرانس برس" إلى اضطرابات على صعيد حركة النقل، لكن الاتحاد دافع عن قراره، محمّلاً المسؤولية للحكومة المحافظة وقرارها باقتطاع مليارات الجنيهات الاسترلينية من ميزانية شبكة النقل.
وشدّد الاتحاد على أن القطاع شهد إلغاء وظائف كثيرة، كذلك إن أجور من بقي من عمال لم تعد تكفيهم بسبب ارتفاع التضخم الذي بلغ أعلى مستوى له منذ 40 عاماً.
وقال لينش: "في مواجهة هذا الهجوم الكبير" على العاملين في القطاع، لا يمكن اتحاد نقابات عمّال السكك الحديد والنقل البري والبحري أن يقف متفرجاً"، متابعاً: "لذا... نؤكد أن الإضراب المقرر في 21 و23 و25 حزيران/يونيو سيحصل".
وتوقّعت "ريل ديليفري غروب"، وهي هيئة تمثل الشركات المشغلة لقطارات النقل والشحن أن يتأثر بالإضراب "ملايين الأشخاص"، وتعهّدت أن تحاول تشغيل أكبر قدر من الخدمات، لكنّها حذّرت من "اضطرابات كبرى سيتعذّر تجنّبها"، مشيرة إلى أن "أجزاءً من الشبكة ستكون خارج الخدمة".
وبحسب اتحاد عمال السكك الحديد والنقل البحري والبري، سيكون إضراب الأسبوع المقبل الأكبر الذي يشهده القطاع منذ عام 1989، وسيترافق على الأرجح مع اضطرابات على صعيد حركة الملاحة الجوية بعدما اضطرت شركات طيران إلى إلغاء رحلات بسبب النقص في عديد طواقمها، ما أدى إلى تأخر رحلات والتسبب بنقمة كبيرة.