كان لافتاً في الفترة الأخيرة الاهتمام الذي حظي به باي هوشان Bai Houshan، رجل الأعمال الصيني الذي منحه الطلب على السيارة الكهربائية فرصة لكي يكون ضمن المليارديرات الجدد في آسيا.
هذا الاهتمام برئيس شركة رونبي تكنولوجي مرشح للتزايد بفعل الخطط التي وضعتها الدول من أجل رفع حصة السيارات الكهربائية في السوق.
فهو موعود بالصعود أكثر في ترتيب أثرياء العالم بفضل الاهتمام العالمي بما يوفره من بطاريات الليثيوم الضرورية لتشغيل هذه الفئة من السيارات. لاحظت "فاينانشال تايمز" في تقرير لها أن الملياردير الصيني، المولع بصناعة التعدين، يطرح تحديا كبيرا لصناعة السيارة التقليدية التي تعاني من صعوبات في منافسة الصين في تطوير العربات الكهربائية والبطاريات.
من أين أتى التحدي الذي يطرحه هذا الملياردير؟ يهيمن باي هوشان، البالغ من العمر تسعة وخمسين عاما، ورئيس شركة رونبي تكنولوجي المدرجة في بورصة شنغهاي، على سوق أقطاب الكاثود cathode electrodes.
ويعرف الكاثود بأنه قطب كهربائي مشحون سالبًا ينتقل منه التيار التقليدي في جهاز كهربائي مستقطب. يجذب شحنة موجبة أو الكاتيونات. سلوك الكاثود هو عكس سلوك الأنود. في جهاز كهربائي مستقطب، يعتبر الكاثود مانحًا للإلكترون أو مصدرًا للإلكترونات. تهيمن الصين على إنتاج البطاريات، بما في ذلك التعدين وتكرير المواد الخام.
وكانت شركة "بنشمارك مينيرال إنتلجنس" الاستشارية البريطانية قد قدرت أن الصين تمتلك حالياً 75 في المائة من قدرة تكرير الكوبالت في العالم و59 في المائة من القدرة على معالجة الليثيوم. تلك عناصر حاسمة في صناعة بطاريات العربات الكهربائية، حيث تمثل ما بين ثلث ونصف كلفة مكونات البطاريات.
ويجرى تطوير الكيمياء ومكونات البطاريات بهدف تقليص كلفة المعادن وزيادة كثافة الطاقة. ويعتبر الكاثود أغلى عنصر في بطاريات المركبات الكهربائية، حيث يمثل ثلث تكلفة خلية البطارية، وتستخدم معظم البطاريات نوعين من الكاثودات: منغنيز النيكل كوبالت NCM أو فوسفات حديد الليثيوم LFP.
وتلاحظ "فاينانشال تايمز" أن الشركة التي يرأسها باي هوشان كانت وراء الانتقال من كاثود ذي محتوى ضعيف من النيكل إلى مكونات من الكاثود ذات محتوى مرتفع من النيكل الأكثر أداء. أسس باي هوشان شركة رونبي تكنولوجي Ronbay Technology في سبتمبر/ أيلول 2014، حيث تخصصت الشركة، التي يوجد مقرها في زيجيانغ، في تصنيع المواد الطاقية ذات التكنولوجيا العالية.
وأدرجت الشركة في بورصة شنغهاي في يوليو/ تموز 2019. وكان هوشان ضمن الفاعلين في قطاع الطاقة المتجددة الذين حققوا صعودا لافتا في لائحة المليارديرات في الصين، التي وضعت خطة لتحفيز الاستثمار في الطاقات المتجددة.
وسبق لهذا الملياردير خريج جامعة تسينغوا أن شغل مناصب فنية وإدارة في شركات تابعة للدولة متخصصة في التعدين، قبل أن يؤسس شركته. يلفت موقع فوربس إلى أن ثروة باي هوشان كانت في حدود 1.1 مليار دولار في 2021 قبل أن تقفز إلى 2.3 مليار دولار في العام الماضي.
وكانت الشركة أعلنت في العام الماضي عن اتجاه نحو تأسيس صندوق استثمار صناعي، حيث أريد له أن يركز على الاستثمار في مواد الكاثود وإعادة تدوير البطاريات. ويعتبر باي هوشان واحداً من المصنعين الذين يخدمون خطة الدولة الصينية من أجل التحكم في التكنولوجيا والطاقة. وشرعت دول أجنبية في الاهتمام بتجربة باي هوشان، خاصة الولايات المتحدة الأميركية، في ظل سعي شركة الملياردير الصيني إلى توسيع استثماراتها الخارجية وخفض التكلفة التشغيلية في آن.
وقالت "فاينانشال تايمز" إن هيمنة الشركة هي أحد الأمثلة على التحدي الذي يواجهه الرئيس الأميركي جو بايدن ونظراؤه في أوروبا، إذ يستخدمون مئات المليارات من الدولارات في شكل إعانات يمولها دافعو الضرائب لمطاردة صعود الصين في مجال التكنولوجيا النظيفة، إذ لم تصعد الصين في صناعة البطاريات بين عشية وضحاها، بل هناك سلسلة صناعية كاملة استغرق بناؤها عقوداً.