بازارات إدلب الشعبية: مصدر دخل وفسحة للتسوق

11 يونيو 2023
فشل تنظيم البازارات ضمن أسواق ثابتة (عز الدين قاسم/الأناضول)
+ الخط -

مع شروق شمس كل صباح يرص خالد السرحان بضاعته في سيارته الصغيرة ويتجه نحو السوق الذي سيعرضها فيه.

لا يملك خالد محلاً ثابتاً ليقصده زبائنه، فهو يعمل ضمن الأسواق الشعبية التي تنتقل كل يوم من حي إلى آخر في مدينة إدلب شمال سورية.

يقول السرحان لـ"العربي الجديد" إنه لجأ لهذه المهنة منذ سنتين ووجد فيها مصدراً جيداً للدخل، فهي لا تحتاج إلى رأس مال كبير ولا تجبره مهنته على استئجار محل ودفع تكاليفه، يكفيه أن يختار زاوية مناسبة ضمن أحد بازارات إدلب الشعبية ويفرش بضاعته على الأرض أمام المارة ويبدأ بالتسويق لها بصوته.

يضيف: تنتشر في إدلب البازارات الشعبية بشكل كبير. وقد خصص المجلس المحلي كل يوم لحي، حيث يجتمع تجار البازار في أحد شوارع أو ساحات الحي منذ ساعات الصباح الأولى حتى الرابعة عصراً، ثم ينتقلون في اليوم التالي إلى حي آخر، وبذلك يتجولون خلال أسبوع على كامل أحياء المدينة. 

يعمل السرحان في تجارة الألبسة المستوردة "البالة"، وهي تجارة لا تحتاج لحرفة كبيرة، حسب وصفه، حيث يشتري "بالة الثياب" مختومة، فيفتحها في منزله يتأمل أنواعها وموديلاتها ويفرزها ليعرض كل قسم في المكان المناسب له.

يقول: بعض الملابس أبيعها لمحلات الثياب المستعملة بشكل مباشر وبسعر جيد، بينما أعرض بقية البضائع الأقل جودة في السوق، حيث يلجأ الأهالي لهذا النوع من البازارات بحثاً عن الأسعار الرخيصة، ومن غير الممكن أن تبيع فيه الأصناف الغالية فلكل سلعة بازارها.

يعمل العشرات من الشبان في نفس مهنة السرحان، فقد شكلت البازارات الشعبية مصدر رزق لهم. إذ يقول تاجر الأواني المنزلية، محمد البنشي لـ"العربي الجديد": أملك مستودعاً صغيراً في منزلي لكن من غير الممكن أن أستعمله في التجارة وأعرض فيه بضاعتي بسبب بعد منزلي عن التجمعات السكنية، وإذا أردت أن أستأجر محلاً فيتوجب علي دفع 100 دولار كل شهر، وهو مبلغ كبير قد لا أتمكن من جمعه.

وجد البنشي في بازارات إدلب ضالته وبدأ يرتاد كل يوم أحد هذه البازارات، يعرض فيها بضاعته وينتظر زبائنه وأي ربح يجنيه يضعه في جيبه دون أن يقاسمه فيه أحد.

تقول سناء العبد الله لـ"العربي الجديد" إنها تؤجل شراء قسم كبير من احتياجاتها اليومية لتتسوقه من "بازار الثلاثاء"


يضيف البنشي: أقصد هذه الأسواق منذ سنة تقريباً وأختار زاوية ثابته في كل بازار أقصده، حتى يعتاد الزبائن على وجودي.

من جانبها، تقول سناء العبد الله لـ"العربي الجديد" إنها تؤجل شراء قسم كبير من احتياجاتها اليومية لتتسوقه من "بازار الثلاثاء" الذي ينعقد قرب منزلها في منطقة "خزان فيلون"، وإن اضطرت إلى شراء شيء آخر من محلات الحي فإنها تشتري كمية بسيطة لقضاء الحاجة الآنية فقط.

تضيف سناء أحب التسوق من هذا المكان، بسبب توفر غالب الأصناف التي تحتاجها العائلة "منظفات، خضار، ثياب، أحذية، أوان منزلية".

ويذكر أن المجلس المحلي في مدينة إدلب حاول تنظيم هذه البازارات ضمن أسواق ثابتة موزعة على الأحياء، إلا أن التجربة فشلت، إذ تعتبر الساحات والشوارع أهم نقاط القوة لهذه الأسواق، ومجرد انتقال تجارها إلى محال ثابتة سيفقدهم عنصر المنافسة وينقلهم لفئة الأسواق الاعتيادية.

المساهمون