استمع إلى الملخص
- يلعب الاقتصاد البريطاني المتقلب دوراً حاسماً في تشكيل سلوك المستثمرين، حيث تؤثر معدلات التضخم وأسعار الفائدة على قرارات الاستثمار، مما يدفع الشركات نحو الاندماجات الاستراتيجية لتعزيز قدرتها على مواجهة تقلبات السوق.
- يرى محللون أن نشاط الاندماج والاستحواذ يوفر فرصاً للنمو رغم التحديات، لكن استمرار عمليات الشطب قد يؤثر سلباً على ثقة المستثمرين وجاذبية بورصة لندن كوجهة استثمارية.
تشهد سوق الأوراق المالية في لندن انكماشاً كبيراً بسبب شطب عدد من الشركات بمعدل متسارع. وفي عام 2024، خرج ما يقرب من 45 شركة من سوق لندن بسبب عمليات الاندماج والاستحواذ، ما يمثل زيادة بنسبة 10% مقارنة بالعام السابق، وفق تقرير في قناة بلومبيرغ مساء الجمعة. وتشير بيانات بورصة لندن إلى أن حجم رأس المال السوقي في بورصة لندن بلغ 3.18 تريليونات دولار في نهاية أغسطس/آب الماضي، وبلغ عدد الشركات المسجلة للتداول 1918 شركة.
ووفق تقرير قناة بلومبيرغ، يمثل عدد الشركات التي خرجت من التداول أكبر عدد من عمليات الشطب منذ العام 2010. وكانت الزيادة في عمليات الاستحواذ مصحوبة بزيادة ملحوظة في حجم الصفقات التي تستهدف الشركات في المملكة المتحدة، والتي ارتفعت بنسبة 81% هذا العام، لتتجاوز 160 مليار دولار.
ويقول مصرفيون إن الارتفاع في نشاط الاندماج والاستحواذ يشير إلى أن شركات الأسهم الخاصة والمستثمرين الآخرين يبحثون بنشاط عن فرص بين الشركات ذات رأس المال المتوسط في المملكة المتحدة. ويعكس هذا الاتجاه استراتيجية أوسع حيث تستحوذ الشركات الكبرى على شركات أصغر حجماً لتعزيز مراكزها في السوق أو توسيع محافظها الاستثمارية.
وبحسب التقرير سالف الذكر، تلعب البيئة الاقتصادية دوراً حاسماً في تشكيل سلوك المستثمر، كما تؤثر عوامل مثل معدلات التضخم وأسعار الفائدة والاستقرار الاقتصادي على القرارات المتعلقة بالاستثمارات وعمليات الاستحواذ. ومع تقلب الظروف التي يعيشها الاقتصاد البريطاني، قد تختار الشركات عمليات الاندماج الاستراتيجية لتعزيز قدرتها على مواجهة تقلبات السوق. كما يمكن أن تؤثر معنويات المستثمرين بشكل كبير على أداء الأسهم وتقييمات الشركة. ويرى مصرفيون أن النظرة الإيجابية إلى عمليات الاستحواذ المحتملة ربما تؤدي إلى زيادة النشاط في مجال عمليات الاندماج والاستحواذ، ما يساهم بشكل أكبر في انكماش الشركات المدرجة في البورصة.
ولاحظ محللون في مصرف غولدمان ساكس أن الموجة الحالية من نشاط الاندماج والاستحواذ تشير إلى بحث قوي عن القيمة بين شركات الأسهم الخاصة، مؤكدين أن هذا الاتجاه يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الدمج داخل القطاعات الرئيسية لاقتصاد المملكة المتحدة، ما قد يعيد تشكيل المشهد الصناعي في بريطانيا.
من جانبه، يسلط فريق البحث في مصرف "جي بي مورغان" الضوء على أنه في حين أن عمليات الشطب قد تشير إلى تحديات لبعض القطاعات، إلا أنها توفر أيضًا فرصًا للنمو من خلال الشراكات الاستراتيجية وعمليات الاستحواذ. ويشيرون إلى أن الشركات التي تتمتع بأساسات قوية ستستمر في جذب اهتمام المستثمرين الذين يبحثون عن قيمة طويلة الأجل. ويعرب محللو باركليز عن قلقهم بشأن تداعيات تقلص القيمة السوقية للشركات المدرجة في السوق المالية بلندن على ثقة المستثمرين في بورصة لندن. ويرون أن المستويات المرتفعة المستمرة من عمليات الشطب يمكن أن تمنع الادراجات الجديدة وتؤثر على السيولة في السوق، ما يؤثر في النهاية على جاذبية بورصة لندن وجهةً استثماريةً.