استمع إلى الملخص
- **تأثير على المواطنين**: رحب المواطنون بحذر باستئناف الرحلات، حيث أن إغلاق المطارات منذ 2015 فاقم معاناتهم، والاتفاق على هدنة في إبريل 2022 تضمن إعادة تشغيل مطار صنعاء برحلات محدودة.
- **الاتفاق الأممي**: أعلن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ عن اتفاق لخفض التصعيد في القطاع المصرفي والخطوط الجوية، بما في ذلك استئناف رحلات اليمنية وزيادة عددها.
بدأت أزمة النقل الجوي في اليمن بالانفراج التدريجي بعد فترة عصيبة أدت إلى إيقاف الرحلات من مطار صنعاء الدولي مع احتجاز الحوثيين لطائرات الخطوط الجوية اليمنية. وقالت مصادر ملاحية، لـ"العربي الجديد" إن رحلات الوجهات الجديدة التي من المقرر تدشينها من مطار صنعاء إلى القاهرة والهند مرحلةً أولى، ومن ثم جدة وإسطنبول ووجهات أخرى يجري الترتيب لها في إطار الجهود التي تستهدف معالجة الانقسام الحاصل في مؤسسات وزارة النقل وهيئة الطيران الجوي اليمنية، ووضع آلية محددة للتعامل مع إيرادات التذاكر ومبيعاتها.
وكانت الخطوط الجوية اليمنية قد نشرت أمس على صفحتها في "فيسبوك"، عن استئناف وجهاتها الجديدة ابتداء من مساء الأحد 28 يوليو/تموز من مطار صنعاء بعد سنوات من التوقف إلى العاصمة المصرية القاهرة بواقع رحلة واحدة يومياً، في حين تمت جدولة وجهة صنعاء مومباي والعودة بواقع رحلتين في الأسبوع، إلا أنها حذفت المنشور لاحقاً ولم يتم تأكيد أمر رحلة القاهرة. وتواصل "العربي الجديد" مع المسؤولين في الخطوط الجوية اليمنية للاستفسار حول الأمر، حيث قال مسؤول في القطاع التجاري بالشركة إن "القاهرة لم تصدر تصاريح للرحلات من مطار صنعاء حتى الآن"، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
في السياق، أكد الخبير الملاحي حمدي شرف، لـ"العربي الجديد"، أن هذه الخطوة قد تنهي كثيراً أزمة النقل الجوي في اليمن وتعيد إدخال مطار صنعاء إلى الخدمة بشكل أكبر بما يسمح من ثم بفتح الأجواء اليمنية لشركات الطيران العربية التي تقتصر عليها وجهات الخطوط الجوية اليمنية طوال سنوات الحرب الماضية.
وأبدى مواطنون يمنيون ترحيبهم بحذر بانفراج إحدى أهم الأزمات التي فاقمت معاناتهم والمتمثلة بإغلاق مطار صنعاء ومطارات أخرى وحصرها على مطار عدن وسيئون طوال سنوات الحرب الماضية منذ العام 2015، إلى أن تم الاتفاق على هدنة برعاية أممية في إبريل/نيسان من العام 2022، تضمنت بنودها إعادة تشغيل مطار صنعاء برحلة أو رحلتين أسبوعية إلى وجهة واحدة وهي العاصمة الأردنية عمّان. وأشار المواطن عبد الرحمن الشميري، لـ"العربي الجديد"، إلى مشكلة ارتفاع أسعار الطيران التي تفوق إغلاق المطارات ومشقة التنقل الداخلي للوصول إلى عدن أو سيئون للسفر الخارجي، وهي مشكلة من وجهة نظره تستحق أن توليها جميع الأطراف والجهات المعنية التابعة لها أهمية خاصة لما لها من تبعات مؤثرة على اليمنيين.
وتتبع الخطوط الجوية اليمنية نظاماً محدداً في مبيعات التذاكر من الأقل إلى الأعلى، إذ يبدأ سعر الرحلة "ذهاب" من 260 دولاراً، و355 دولاراً، إلى 441 و524 دولاراً، علماً أن سعر صرف الدولار يصل إلى أكثر من 1900 ريال في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً، ونحو 550 ريالاً في مناطق الحوثيين. من جانبه، يرى المواطن حسام هائل، في حديثة لـ"العربي الجديد"، أن فتح وجهات جديدة مباشرة خطوة مهمة للغاية ستخفف الكثير عن المسافرين الذين كانوا يتكبدون عناء لا يوصف إما بالتنقل إلى عدن للسفر المباشر إلى هذه الوجهات التي أُعيد تشغيلها، وإمّا بدفع تكاليف مضاعفة باستخدام وجهة أخرى قبل السفر منها إلى الوجهة المحددة للسفر إليها والتي لم يكن باستطاعة المواطنين السفر نحوها مباشرة من مطار صنعاء.
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد أعلن في 22 يوليو/ تموز اتفاقاً لاحتواء الأزمة العاصفة التي عاشتها اليمن خلال الأشهر الماضية بعد قرارات البنك المركزي الحكومي في عدن التي وصلت إلى سحب تراخيص البنوك، وما تبع ذلك من قرارات شملت وزارة النقل والخطوط الجوية اليمنية.
وتضمن الاتفاق عدة تدابير لخفض التصعيد في ما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية، من بين هذه البنود إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين والتوقف مستقبلاً عن أي قرارات أو إجراءات مماثله، واستئناف طيران اليمنية للرحلات بين صنعاء والأردن وزيادة عدد رحلاتها إلى ثلاث يومياً، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يومياً أو بحسب الحاجة.