اشتكى مرضى في الخرطوم من عجزهم عن الحصول على أدوية وعلاجات لمختلف الأمراض في ظل استمرار الحرب، وقالوا إن حياتهم مهددة لعدم توافر معظم أنواع الأدوية، فيما توفي كثيرون من جراء انعدام العلاج. وأثرت الحرب في الخرطوم على جميع مصانع الأدوية مع تعطل الاستيراد.
حيث توقفت كل المصانع العاملة في إنتاج الأدوية في السودان وعددها 26 مصنعاً، ثلاثة منها للغازات الطبيعية، واثنان للأدوية البيطرية، و21 مصنعاً للأدوية البشرية وتنتج ما بين 30 إلى 40 في المائة من إجمالي الحاجة المحلية للدواء سنوياً.
وقامت مجموعات بمهاجمة مقر الإمدادات الطبية في الخرطوم وإيقاف العمل فيه وإغلاق الصيدلية الخارجية، علماً أن الإمدادات الطبية هي الهيئة الحكومية التي تشرف على استيراد الأدوية، وتتابع مع المجلس الأعلى للأدوية والسموم استيراد الأدوية من قبل القطاع الخاص.
ووسط معاناة المواطنين، لا تزال الصيدليات التجارية الخاصة، وعددها يفوق الألف، تغلق أبوابها بشكل دائم. ومع صعوبة الحركة في الخرطوم، يقوم بعض الصيادلة في أنحاء متفرقة داخل العاصمة بدور الأطباء مع تقدير الحالة المرضية للبعض وصرف الأدوية في بعض الصيدليات التي لم تطاولها الحرب.
وقال الصيدلي أحمد عز الدين لـ"العربي الجديد": "لقد توقفت حركة توزيع الأدوية على الصيدليات الخاصة في ظل عدم حضور مندوبي الشركات تأثرا بتوقف المصانع وبالحالة الأمنية العامة". وأضاف أن جميع الصيدليات طاولتها يد التخريب والسلب والنهب في كل أنحاء الولاية، حتى الأدوية المتوفرة تناقصت بشكل كبير بما يقارب 80 في المائة.
ورغم إعلان وزارة الصحة أنه جرى توزيع الأدوية على 11 ولاية في السودان وفقاً للمساعدات الواردة عبر مطار بورتسودان، إلا أن الطبيب محمد الزين ينفي وصول مستهلكات طبية أو أدوية إلى مستشفيات الخرطوم العاملة حالياً، خاصة في ظل صعوبة التنقل في الولاية مع إغلاق الطرق والجسور.
وأضاف أنه حتى بعض الأدوية تعرضت للنهب والسرقة أثناء الهدنة، ولم يتم التمكن من توزيعها على المرضى في مناطق متفرقة من العاصمة. ووفقا لإحصاء رسمي، فإن المراكز التشخيصية والمعامل المستقلة في القطاع الخاص يبلغ عددها حوالي 37 مركزاً توقفت كلها بلا استثناء عن العمل، وأصبح من الصعب على المرضى الحصول على الخدمات التشخيصية المناسبة أو الخدمات المعملية.
وتسببت الحرب في عجز كبير في توفير أدوية الأورام والأدوية المنقذة للحياة والإنسولين وعقاقير التخدير والمستلزمات الطبية ومستلزمات المعامل التي تحتاجها المستشفيات العاملة في الخرطوم. وتضرر القطاع الصحي في السودان عقب اندلاع القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق واسعة من البلاد، خاصة العاصمة الخرطوم وولايات غرب السودان، ما طاول غالبية الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين.