سجل الدينار العراقي هبوطاً جديداً أمام الدولار، في تعاملات اليوم الثلاثاء، ببغداد والبصرة وأربيل، وسط تحذيرات خبراء اقتصاد من تأثير الانخفاض الجديد على أسعار المواد الغذائية المستوردة، ودعوات للبنك المركزي بإجراء إصلاحات مالية جديدة لدعم استقرار الدينار.
وسجلت بورصتا الكفاح والحارثية في بغداد، وبورصة أربيل، والبصرة، أرقاماً متقاربة عند 1580 ديناراً للدولار الواحد، وهو أقوى انخفاض للدينار منذ أشهر عدة مقابل الدولار في السوق الموازي، الذي يتخطى السعر المركزي الذي حددته السلطات المالية العراقية، بواقع 1320 ديناراً للدولار الواحد.
وأمس الاثنين أغلقت الأسواق عند 1570 ديناراً للدولار، رغم بيع البنك المركزي العراقي، وفقاً لبيان له، 198 مليون دولار، على شكل حوالات مالية وبيع مباشر (كاش) للبنوك والمصارف والشركات المالية المحلية.
من جانبه، قال الخبير المالي في سوق بغداد للأوراق المالية حسام الخيزران، لـ"العربي الجديد"، إن "المضاربة المتواصلة بالعملة الصعبة، والتهريب ما زالا يهددان قيمة الدينار العراقي".
وأضاف الخيزران أن "شبكات التهريب والمضاربة وجدت طرقاً جديدة لتجنب إجراءات البنك المركزي"، داعياً "السلطات للقيام بخطوات جديدة لمعالجة أزمة تدهور قيمة العملة الوطنية".
واعتبر أن "الأسر تدفع الثمن الأكبر، لكون أغلب المواد الغذائية مستوردة وترتبط بالدولار وليس الدينار"، متوقعاً "ارتفاعاً جديداً في معدلات الفقر بحال استمرار حالة تراجع قيمة الدينار وعدم الاستقرار".
ودعا الباحث الاقتصادي، أحمد عبد ربه، في تصريحات إعلامية الاثنين، البنك المركزي العراقي إلى إطلاق حزمة إصلاحية جديدة تعيد الاستقرار إلى أسعار صرف الدولار.
بينما أكد الخبير المالي العراقي، زياد الهاشمي، في تدوينة له، أن "شحّ المعروض من الدولار في السوق المحلي أدى إلى ارتفاعات جديدة في أسعار صرفه"، متوقعاً "مزيداً من الارتفاعات".
🔴 شحة في معروض الدولار في السوق المحلية يؤدي لارتفاعات جديدة في أسعار صرفه تتخطى عتبة 1580 والطريق سالك لمزيد من الارتفاعات!
— زياد الهاشمي (@ziadalhashimi) September 18, 2023
🔴 كان البعض يأمل ان تساهم زيارة نائب وزيرة الخزانة الامريكية (روزنبرغ) الى بغداد في زيادة الاجراءات الحكومية لمنع عمليات تهريب الدولار والبضائع عبر…
وأشار إلى أن "البعض كان يأمل أن تساهم زيارة نائب وزيرة الخزانة الأميركية لبغداد في زيادة الإجراءات الحكومية لمنع عمليات تهريب الدولار والبضائع عبر الحدود، لكن ما حدث يبدو أنه عكس ذلك".
واعتبر أنه "لم يعد لدى المركزي العراقي والحكومة أي حلول أخرى لضبط السوق وحركة الدولار بيد المضاربين والمهربين"، مضيفاً: "يبدو أنها مسألة وقت قبل إعلان الحكومة استسلامها في معركة الدولار والقبول بالأمر الواقع".
وأكد مدير عمليات مكافحة الجريمة المنظمة بوزارة الداخلية العراقية، العميد حسين التميمي، الأحد، أنّ "قوات الأمن نفذت خلال الفترة الماضية، حملة واسعة لمكافحة تهريب العملة، سواء من الدولار أو من العملة العراقية المحلية".
وأشار في تصريحات لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "القوات تمكّنت من ضبط أكثر من ملياري دولار معدة للتهريب خارج الحدود، بالإضافة إلى مبلغ 3 مليارات و875 مليون دينار عراقي، وأُلقي القبض على المتهمين وأُحيلوا على القضاء العراقي، وجرى التحفظ على هذه المبالغ لدى البنك المركزي العراقي".