استمع إلى الملخص
- الصراع حول السيطرة على مصرف ليبيا المركزي أدى إلى توقف الصادرات من موانئ رئيسية مثل السدرة والبريقة والزويتينة، مما يقلص الإنتاج بشكل كبير.
- الفصائل في شرق البلاد تعهدت بمواصلة وقف الإنتاج حتى يُعاد محافظ مصرف ليبيا المركزي إلى منصبه، مما يزيد من احتمالية استمرار الأزمة لأسابيع.
توقف أكثر من نصف إنتاج ليبيا من النفط أو نحو 700 ألف برميل يومياً اليوم الخميس، كما توقفت الصادرات من عدة موانئ في وقت تهدد فيه أزمة بين فصائل سياسية متنافسة بشأن مصرف ليبيا المركزي وعوائد النفط بإنهاء أربع سنوات من سلام نسبي شهدته البلاد.
وتهدد أزمة بشأن السيطرة على مصرف ليبيا المركزي بوقوع موجة جديدة من عدم الاستقرار في بلد منتج رئيسي للنفط ومنقسم بين فصائل في الشرق والغرب، اجتذب بعضها دعم تركيا وأخرى دعم روسيا وآخرين من الطامعين في إنتاج ليبيا من النفط.
وقال مهندسان في موانئ بمنطقة الهلال النفطي الليبي لرويترز إن موانئ المنطقة، التي تشمل السدرة والبريقة والزويتينة وراس لانوف، أوقفت عمليات التصدير اليوم الخميس. وأضافا أن أربع ناقلات، حملت كل منها 600 ألف برميل من إنتاج ليبيا من النفط في المنطقة الشرقية، ما يعادل أغلب صادرات البلاد، وهي اثنتان من ميناء السدرة وواحدة من البريقة وواحدة من الزويتينة، وغادرت الميناء في وقت سابق من اليوم الخميس.
وقال مهندسون لرويترز، اليوم الخميس أيضا، إن إنتاج ليبيا من النفط في الحقول التي تسيطر عليها شركة الواحة للنفط، وهي تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط، انخفض إلى 150 ألف برميل يوميا من 280 ألف برميل يومياً، وأضافوا أن من المتوقع أن ينخفض الإنتاج أكثر. وذكر المهندسون أن الإنتاج توقف، أو انخفض أيضا، في حقول الشرارة والسرير وأبو الطفل وآمال والنافورة.
ووفقاً لحسابات رويترز، فقد أدت تلك التوقفات أو الانخفاضات إلى تقليص إنتاج ليبيا من النفط بنحو 700 ألف برميل يومياً. وضخت ليبيا نحو 1.18 مليون برميل يوميا في يوليو/تموز. وقدرت رابيدان إنرجي، وهي شركة استشارية في قطاع الطاقة، خسائر الإنتاج بما قد يتراوح بين 900 ألف ومليون برميل يوميا، وتتوقع استمرارها عدة أسابيع.
وتعهدت فصائل في شرق البلاد بمواصلة وقف إنتاج ليبيا من النفط حتى يعيد المجلس الرئاسي المعترف به دوليا وحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس في غرب البلاد محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير إلى منصبه. وقال المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، في 18 أغسطس/آب، إنه أقال الصديق الكبير، وهو ما رفضه مجلس النواب في الشرق والمليشيات التي يتزعمها خليفة حفتر.
ولم تتمتع ليبيا، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، باستقرار يذكر منذ إطاحة معمر القذافي في ثورة دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011. وانقسمت البلاد بين فصائل في الشرق والغرب في عام 2014. ووقف إنتاج النفط أو خفضه استغل مرارا باعتباره ورقة ضغط سياسية خلال فوضى أعقبت نهاية حكم القذافي.
وفي بعض الأحيان، جرى حل عمليات وقف أصغر محلية في حقول نفطية خلال أيام، لكن عمليات إغلاق أكبر مرتبطة بصراعات سياسية أو عسكرية كبرى استمرت في أحيان أخرى أشهراً. وفي أطول إغلاق واسع النطاق لإنتاج النفط، أوقف حفتر كل الإنتاج تقريبا في 2020 مدة ثمانية أشهر، ولم يحل الأمر إلا في إطار اتفاق أوسع، عندما أخفق هجومه الذي كان يسعى فيه للسيطرة على طرابلس.
(رويترز، العربي الجديد)