شركة تدقيق حسابات بنك سيليكون فالي منحته شهادة قبل أسبوعين من انهياره

11 ابريل 2023
دققت شركة حسابات بنك سيليكون فالي قبل 14 يوماً فقط من إفلاسه (Getty)
+ الخط -

واجهت شركات تدقيق الحسابات الكبرى انتقادات لاذعة بسبب فشلها في كشف المخاطر التي تواجه مصرف "سيليكون فالي" رغم أنها دققت حسابات البنك قبل 14 يوماً فقط من إفلاسه.

ومنحت شركة KPMG LLP لتدقيق الحسابات بنك "سيليكون فالي" شهادة صحة قبل أسبوعين فقط من انهياره. وأشارت الشركة إلى الخسائر المحتملة على القروض باعتبارها مسألة تدقيق حساسة. لكن التدقيق صمت بشأن الخسائر المحتملة بمحفظة السندات غير المحققة وبشأن قدرته على الاحتفاظ بها بسبب اعتماده على الودائع المتعثرة، بحسب تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" اليوم الثلاثاء.

في هذا الصدد، قال أستاذ الأعمال بجامعة ميشيغان إريك جوردون: "فشل المدققون في ذكر الحريق في الطابق السفلي أو صندوق الديناميت في الطابق الأول"، في إشارة إلى الخسائر المحتملة في محفظة السندات التي بحوزة البنك، وأضاف: "لكنهم أشاروا إلى مشاكل الطلاء على صندوق الزهور"، ثم تساءل: "كيف يمكن أن تفوتهم مخاطر أسعار الفائدة؟".

وحسب تحليل بصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن الأزمة المصرفية الحالية هي أول اختبار كبير لأمور التدقيق الحسابي الحرجة، وهو إجراء مصمم لمساعدة المستثمرين على فك تشفير المخاطر والشكوك المدفونة في البيانات المالية.

وقدم مجلس الرقابة على محاسبة الشركة العامة، وهو منظم التدقيق، أمور تدقيق مهمة في العام 2017 من أجل "بث الحياة في سلامة التدقيق الحسابي".

ووصف خبراء المعيار الجديد بأنه أكبر تغيير في عمليات التدقيق منذ 70 عامًا، وكان يهدف إلى جعل آراء التدقيق أكثر فائدة للمستثمرين. ولكن حتى الآن، وعلى الرغم من ذلك، فشلت شركات التدقيق في تسليط الضوء على القضايا التي تسببت بانهيار الثقة بين المودعين والمستثمرين في العديد من البنوك الصغيرة والمتوسطة بالولايات المتحدة والتي كانت السبب الرئيسي في انهيار بنك سيليكون فالي.

ويُطلب من المدققين تسجيل أي مسائل تدقيق حساسة عند تسجيل الخروج من دفاتر الشركة بعد تدقيقها. ويعرّف المنظمون هذه الأمور على أنها أمور لها تأثير كبير على البيانات المالية وتنطوي على أحكام "صعبة أو ذاتية أو معقدة بشكل خاص" من قبل المدققين.

وفي هذا الإطار، قال كبير المراجعين السابق في شركة PCAOB الأميركية مارتن بومان إن الخسائر غير المحققة لبنك سيليكون فالي في محفظة السندات "تلبي كل تعريف لأمر تدقيق حرج محتمل".

من جانبهم، رفض ممثلو شركات تدقيق الحسابات الانتقادات التي وجهت لهم على أساس أنه كان يتعين أن يدق المدققون جرس الإنذار قبل الأزمة. وفي هذا السياق، قال دينيس ماكغوان، نائب رئيس الممارسات المهنية في مركز جودة التدقيق في نيويورك، إن معايير المحاسبة لا تتطلب من الشركات توقع سيناريوهات "بعيدة للغاية" في تقرير ما إذا كان بإمكانها تصنيف السندات على أنها محتفظ بها حتى الاستحقاق.

وأضاف: "بعض ما حدث لا يمكن توقعه. لقد غذت وسائل التواصل الاجتماعي عمليات السحب من أحد البنوك.. المدققون ليست لديهم كرة بلورية لتوقع هذا النوع من الأشياء"، وأشار إلى أنه "يمكن اختبار تدقيق KPMG لبنك سيليكون فالي في المحكمة إذا قرر المساهمون تضمين الشركة في الدعاوى القضائية المحتملة".

من جهته، قال أستاذ المحاسبة في جامعة هوفسترا الأميركية جاك كاستونغواي، لـ"وول ستريت جورنال"، إن "الافتقار إلى مسألة تدقيق مهمة ذات صلة واستمرارية ستظهر إذا تعلق الأمر بالتقاضي"، وأضاف أنه "كان من الصعب الحكم على تدقيق KPMG دون الاطلاع على أوراق عمل الشركة أو معرفة المخاطر التي ناقشتها مع لجنة التدقيق في بنك سيليكون فالي". يذكر أن المتحدث باسم شركة KPMG رفض التعليق على هذه التطورات.