أعلنت اليابان عن اعتزامها طرح أكثر من 600 ألف برميل نفط من مخزونها الاستراتيجي، في إطار عملية منسقة للسحب من الاحتياطيات تقودها الولايات المتحدة لتهدئة الأسعار العالمية، في الوقت الذي تتسبب فيه سلالة أوميكرون من فيروس كورونا في ضغوط على أسعار الخام، حيث ألغت شركات الطيران آلاف الرحلات في الولايات المتحدة وحول العالم خلال عطلة عيد الميلاد وسط تصاعد الإصابات.
وقالت وزارة الصناعة اليابانية، اليوم الاثنين، إنها ستنظم مزاداً يوم التاسع من فبراير/ شباط لبيع نحو 628.9 ألف برميل من النفط الخام، مشيرة إلى أن هذه الكيمات ستتاح لمن يفوز بالمزاد في 20 مارس/آذار أو بعد ذلك.
وكانت الحكومة اليابانية قالت، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إنها ستسحب بضع مئات آلاف من البراميل من النفط استجابة لطلب من الولايات المتحدة، وسيتم البيع في إطار تغيير في تشكيلة أنواع النفط في المخزون الوطني.
أول جولة للسحب من المخزون
وقال مسؤول في وزارة الصناعة لوكالة رويترز "هذه أول جولة من السحب المزمع، وسنطرح مزادات أخرى عندما نكون مستعدين، ونراقب عن كثب أسواق الطاقة العالمية".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قرر، في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الإفراج عن كميات من النفط الخام من مخزون الطوارئ تقدر بنحو 50 مليون برميل.
كما قالت كوريا الجنوبية، في وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إنها ستبدأ ضخ الخام ومنتجاته من احتياطياتها الاستراتيجية في الشهر المقبل، بينما لم تتخذ دولا أخرى مشاركة في هذه الخطة أي خطوة حتى الآن، منها الصين والهند.
ويأتي إعلان الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية عن السحب من مخزون النفط بالتزامن مع إلغاء شركات الطيران آلاف الرحلات خلال عطلة عيد الميلاد في الولايات المتحدة وحول العالم، للحد من الإصابات بفيروس كورونا، حيث تتصاعد المخاوف من سلالة أوميكرون.
وتضغط هذه التطورات على أسعار النفط، لكنها لا تزال تحافظ على توازنها، خاصة خام برنت، وذلك على النقيض من تأثيرات ظهور جائحة كورونا مطلع العام الماضي والتي تسببت في انهيار الأسعار إلى ما دون 20 دولاراً للبرميل.
وسجلت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت، تسليم فبراير/شباط المقبل، 75.5 دولاراً للبرميل في التعاملات المبكرة اليوم، بانخفاض طفيف بلغت نسبته 0.38% عن جلسة الجمعة الماضي، فيما بلغت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط، تسليم فبراير/ شباط، 72.7 دولارا للبرميل، بهبوط نسبته 1.37%.
ضغوط أميركية على الدول الكبرى
ورغم الضغوط الأميركية لحث الدول الصناعية الكبرى على السحب من مخزونها النفطي، إلا أن العديد من الدول تبدو حذرة في الانغماس في هذه الخطوة، بما فيها اليابان وكوريا الجنوبية اللتين أعلنتا عن إجراءات فعلية للسحب من احتياطياتهما .
وحذّر متعاملون في سوق النفط من أن اللجوء المحتمل إلى الاحتياطي الاستراتيجي قد يكون له تأثير ضئيل، مشيرين إلى أن لجوء الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، إلى الاحتياطي الاستراتيجي ينطوي على مخاطر رغم تخفيفه صدمة الأسعار.
ويبلغ مخزون النفط في أميركا نحو 612 مليون برميل، ويهدف في المقام الأول إلى تخفيف وطأة الكوارث الاقتصادية التي قد تتسبب فيها أحداث مثل الأعاصير أو الكوارث الطبيعية الأخرى.
ووفق مسؤول في واحدة من أكبر شركات تجارة النفط في العالم، في تصريحات لوكالة بلومبيرغ الشهر الماضي، فإن الكمية التي تعتزم إدارة بايدن سحبها من الاحتياطي الاستراتيجي تزيد قليلاً عن ثلاثة أيام من متوسط الاستهلاك في الولايات المتحدة، بالنظر إلى مستويات 2020.